عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

«المحيبس» تضفي البهجة على أمسيات

  • 1/2
  • 2/2

داخل ملعب في بغداد تتعانق هتافات المشجعين مع أصوات الطبول والأبواق، في مشهد حماسي ليس مرتبطاً بمباراة لكرة القدم، بل بمنافسة في لعبة «محيبس»، وهو تقليد تراثي عمره قرون، يضفي البهجة على أمسيات في .

وتُعدّ «المحيبس»، التي تستهوي خصوصاً سكان العاصمة بغداد، منذ العهد العثماني، من أبرز التقاليد التراثية الشعبية خلال أيام شهر الصيام في العراق، وتتواجه فيها فِرَق من مختلف مدن البلاد ومناطقها.

واسم اللعبة تصغير لكلمة «المحبس»، أي الخاتم الذي تدور حوله تفاصيل المنافسات، إذ تنص قواعد اللعبة على فوز الفريق الذي ينجح لأطول وقت في منع لاعبي الخصم من اكتشاف اللاعب الذي يخفي المحبس داخل يده، بالاعتماد على الخبرة وقدرات الفراسة.

وقال رئيس اتحاد المحيبس جاسم الأسود (71 عاماً)، وهو من أشهر اللاعبين منذ عقود «إنها لعبة تراثية، لعبة أجدادنا التي توحد كل العراقيين».

وخلال إحدى أمسيات شهر رمضان، يتجمهر نحو 500 لاعب ومشجع على مقاعد ملعب رياضي مكشوف وسط بغداد، يستضيف لعبتين، إحداهما بين فريق من الكاظمية ببغداد وآخر من مدينة الناصرية، والثانية بين البصرة وحي المشتل ببغداد.

وقبل انطلاق المنافسات، يتجمع أعضاء فريق منهما يضم 45 لاعباً خلف ستارة لإخفاء خطوات اختيار اللاعب الذي سيحمل «المحبس».

ويجلس اللاعبون بعدها في صفوف، معظمهم على الأرض وآخرون على كراسي، مغلقين قبضاتهم، ويراقبون بحرص شديد رئيس الفريق الخصم الذي يتقدم لتفقد اللاعبين الواحد تلو الآخر، في مهمة ترمي لتحديد حامل المحبس خلال 10 دقائق فقط.

وإذا فشل في إيجاد المحبس، يحصل الفريق الآخر على نقطة.

وفي هذه الأثناء، تعلو أصوات قرع الطبول وإطلاق الأبواق لتختلط بهتافات المشجعين الآتين من البعيد لدعم فريقهم.

وبين أبرز اللاعبين المشاركين في المنافسات، رئيس فريق الكاظمية باقر الكاظمي (51 عاماً) الذي تعلم اللعبة على يد والده منذ كان عمره 11 عاماً.

ويقول الكاظمي إن «العراقيين يحبون كرة القدم أكثر من أي شيء، لكن (المحيبس) تأتي في المرتبة الثانبة»، مضيفاً: «إنها في دمنا».

من جهته، أوضح الباحث في التراث الشعبي العراقي، عادل العرداوي، رئيس صحيفة «صوت العراق» المحلية التابعة لأمانة بغداد، أن لعبة المحيبس الرمضانية يعود تاريخ ممارستها في العراق إلى منتصف القرن الـ16، خلال الاحتلال العثماني للعراق.

وأشار إلى «التقاليد الاجتماعية المهمة لهذه اللعبة، كونها تسهم عند إقامتها بين منطقة وأخرى في طي أي خلافات أو نزاعات في حال وجودها».

بدوره، يستذكر أحمد المعلا (30 عاماً) رئيس فريق البصرة، إحدى المنافسات مع أحد فرق بغداد، والتي استمرت طوال الليل، مشيراً إلى أنه تعلّم اللعبة من خلال ممارستها «مع الأصدقاء والعائلة»، مضيفاً: «المحيبس سيخلدها التاريخ لجماهيرها الكبيرة من عموم العراق». بينما قال أبوالحسن الوجاني (27 عاماً)، وهو أقدم لاعب في فريق الناصرية ويلعب «المحيبس» منذ 15 عاماً، إن «المحيبس لعبتنا التراثية التي سنحافظ عليها».

نقل اللعبة إلى العالم

يشارك نحو 400 فريق بعموم محافظات العراق في منافسات تسبق التصفيات التي يخوض منافستها النهائية 40 فريقاً، 10 من بغداد والبقية من سائر المحافظات في بطولة «المحيبس».

وقال جاسم الأسود إنها «تُلعب منذ 300 أو 400 سنة»، مؤكداً أنها عائدة للعهد العثماني و«تضم كلمات من اللغة التركية»، معرباً عن أمله بأن «ينقل العراقيون اللعبة إلى العالم كما نقلت البرازيل كرة القدم إلى العالم».

جاسم الأسود:

• «المحيبس» لعبة أجدادنا التي توحد كل العراقيين.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا