25 مارس 2025, 5:36 مساءً
يمثل حي "المفتاحة" وسط مدينة أبها مقصدًا مهمًا لأهالي منطقة عسير وزوارها منذ عقود طويلة، حيث يجمع بين عراقة المكان وموقعه المميز على ضفاف وادي أبها.
وتحوَّل الحي خلال شهر رمضان الجاري إلى وجهة سياحية وثقافية تجذب مئات الزوار يوميًا، للاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية التي تُشرف على تنظيمها هيئة تطوير منطقة عسير، ممثلةً في قطاع الوجهات السياحية.
ورصدت "واس" في جولة لها توافد العائلات من المواطنين والمقيمين إلى مواقع الفعاليات التي يحتضنها مقر "القرية التشكيلية"، التي أُنشئت قبل 35 عامًا في الجزء الشمالي من الحي.
وزُيِّن المكان بالفوانيس الرمضانية والملصقات التي تعبر عن الشهر الكريم، ويبدأ الزائر باختيار ما يناسبه من المشروبات الساخنة والأكلات السريعة التي توفرها المقاهي المنتشرة في أركان الحي، المبني على الطراز المعماري الذي اشتهرت به منطقة عسير.
وتعتمد فكرة الفعالية على الجمع بين الترفيه والثقافة، وخُصص لكل مقهى نشاط معين، فهناك مقاهٍ تهتم بعروض وورش عمل عن الحرف اليدوية، وأخرى تقدم أنشطة تتعلق بالكتب والقراءة من خلال عرض مؤلفات مختارة ومناسبة لكل الأعمار، كما تُقدَّم ورش عن كتابة القصة وطرق التأليف.
ولم يغفل المنظمون جانب الفنون، فخُصصت بعض المقاهي لتقديم ورش عمل على بعض الأدوات الموسيقية، وإلى جانبها توجد مقاهٍ خاصة بالرسم التشكيلي، تضم أعمالًا فنية يشرح مضامينها أحد الفنانين التشكيليين، مع تقديم ورش قصيرة عن أسس الرسم ومدارسه. كذلك توجد مقاهٍ تقدم إلى جانب المشروبات الساخنة لمحة عن فن التصوير الفوتوغرافي مع نماذج تدريبية، إضافةً إلى تدريب على فنيات تصوير الفيديو. وفي جانب الأطعمة وفن الطهي، تقدم بعض الأركان لمحة عن فنون الطبخ وتقديم المأكولات المحلية.
ويضم "المفتاحة" مسرحًا يتسع لأكثر من 3500 شخص، ويُستخدم فيه أحدث التقنيات الصوتية والمرئية.
ومن معالم الحي التاريخية "سوق الثلاثاء"، الذي يُعد من أقدم الأسواق الشعبية في منطقة عسير، وسُمِّي بهذا الاسم نسبةً ليوم انعقاده، وهو يوم الثلاثاء من كل أسبوع، حيث تُعرض في محلاته التجارية المنتجات المحلية والصناعات اليدوية. وقد صُمِّم السوق على شكل بيضاوي، مقسم إلى ممرات للمشاة وبسطات مفتوحة.
وتميزت أحياء أبها القديمة، ومنها "المفتاحة"، بالمباني المتلاصقة على امتداد الممرات الداخلية والخارجية، التي تم بناؤها بالأساليب التقليدية للبناء في مدينة أبها، حيث الفتحات الصغيرة، والحوائط السميكة، واستخدام (الرَّقْف) لحماية الحوائط الطينية من الأمطار، وتوفير الظلال على واجهة المبنى، كما يضم الحي العديد من القصور الأثرية.
واشتهر حي "المفتاحة" قديمًا بصناعة السيوف، حيث كان الحرفيون يجلبون صخورًا رسوبية تحتوي على أكاسيد الحديد من جبال السودة (20 كيلومترًا شمال غرب أبها)، ثم تُعالج هذه الصخور بطرق تقليدية لاستخراج مادة الحديد منها، لصناعة السيوف والجنابي وأدوات الزراعة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.