يُعتبر جورج إيستمان (1854-1932) واحداً من أبرز الشخصيات، التي أحدثت ثورة في عالم التصوير الفوتوغرافي، فهو مبتكر الفيلم المرن ومؤسس شركة «كوداك»، التي جعلت التصوير متاحاً لعامة الناس، بعد أن كان مقتصراً على المحترفين وبفضل اختراعاته ورؤيته الريادية، تحول التصوير إلى نشاط يومي يسهل على الجميع ممارسته.
وُلد إيستمان، عام 1854 في واترفيل، نيويورك، ونشأ في أسرة متواضعة، كان والده يمتلك مدرسة لإدارة الأعمال، لكنه توفي عندما كان إيستمان في السابعة من عمره، مما دفع والدته للعمل لإعالة الأسرة.
في عام 1868، اضطر إيستمان إلى ترك المدرسة، في سن الرابعة عشرة للعمل في شركة تأمين، ثم انتقل للعمل في بنك «روتشستر» للتوفير عام 1874 ككاتب، وهو العمل الذي استمر فيه حتى بدأ رحلته في التصوير الفوتوغرافي.
في عام 1877، بدأ اهتمام إيستمان بالتصوير، عندما قرر توثيق رحلته إلى جمهورية الدومينيكان وجد أن الكاميرات المتاحة في ذلك الوقت كانت ضخمة وتتطلب عمليات معقدة، مما دفعه إلى البحث عن بدائل أكثر سهولة.
وبحلول عام 1880، نجح في تطوير ألواح تصوير جافة مغطاة بمستحلب حساس للضوء، مما جعل التصوير أكثر بساطة من الطريقة التقليدية، التي كانت تعتمد على ألواح زجاجية ثقيلة وفي العام نفسه، أسس مصنعاً لإنتاج ألواح التصوير الجافة في مدينة روتشستر بنيويورك.
في عام 1888، قدم إيستمان للعالم كاميرا «كوداك» الأولى، التي حملت شعارها الشهير: «اضغط الزر، ونحن نقوم بالباقي» كانت هذه الكاميرا محملة بفيلم تصوير يمكن إعادة تعبئته بعد إرسال الجهاز إلى المصنع لطباعة الصور، مما جعل التصوير تجربة سهلة وممتعة.
في 1892، أسس شركة «إيستمان كوداك»، التي أصبحت رائدة في صناعة التصوير وخلال عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر، قدمت عدة ابتكارات، مثل أفلام التصوير المرنة، التي أسهمت في تطوير صناعة السينما.
في عام 1900، أطلقت الشركة كاميرا «براوني»، التي كانت أول كاميرا بأسعار معقولة لعامة الناس، حيث بلغ سعرها دولاراً واحداً فقط، أسهمت هذه الكاميرا في نشر التصوير الفوتوغرافي على نطاق واسع وأصبحت أداة شعبية بين الهواة والعائلات.
استمرت «كوداك» في تطوير منتجاتها وقدمت أول أفلام تصوير ملونة، عام 1912 والتي كانت خطوة مهمة نحو توثيق العالم بالألوان.
إلى جانب إنجازاته في التصوير، كان إيستمان من كبار المتبرعين للأعمال الخيرية، حيث قدم ملايين الدولارات لدعم التعليم والبحث العلمي وخصوصاً في جامعة روتشستر ومعاهد الموسيقى والمستشفيات.
في سنواته الأخيرة، عانى إيستمان من مرض تنكسي مؤلم، وفي 1932، انتحر، تاركاً رسالة مقتضبة كتب فيها: «عملي قد أُنجز.. لماذا الانتظار؟».
كان إيستمان شخصية محورية في تحويل التصوير الفوتوغرافي من تقنية معقدة إلى أداة سهلة المنال للجميع. بفضل ابتكاراته، أصبح التصوير جزءاً من الحياة اليومية وأسهم في تطوير صناعة السينما والتصوير الرقمي لاحقاً، يظل إرثه حياً من خلال تقنيات التصوير الحديثة، التي لا تزال تعتمد على المبادئ، التي وضعها قبل أكثر من قرن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.