شهد قطاع الخدمات الصحية في دولة الإمارات منذ قيامها قفزات نوعية وإنجازات كبيرة، تتناسب مع التحديات الصحية المتجددة ومواكبة المستجدات العالمية، وذلك انطلاقاً من إدراكها لأهمية توفير جميع الوسائل والإمكانات المتطورة في هذا القطاع الحيوي وضرورتها، مع توفير بيئة صحية مناسبة.
وحرصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على تبني وإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج المبتكرة، التي تهدف من خلالها إلى تعزيز صحة المجتمع عبر خدمات صحية شاملة ومبتكرة بمعايير عالمية.
وانطلاقاً من توجه الدولة نحو الذكاء الاصطناعي والخدمات الطبية الرقمية، وضعت الوزارة خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071 لإحداث تحول في مجال الرعاية الصحية المُقدمة للمرضى.
وأكّد مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الدكتور يوسف محمد السركال، أن صحة الإنسان تمثّل أولوية محورية في منظومة التنمية الوطنية، مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل بشكل منهجي على تطوير خدمات الرعاية الصحية، بما ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة وتوجهات دولة الإمارات نحو بناء قطاع صحي متقدم ومستدام، وقال إن عام 2024 شهد مجموعة من الإنجازات النوعية التي عززت من قدرة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على تقديم خدمات صحية متكاملة وفعّالة، وضمن هذه الإنجازات استقبلت المنشآت الصحية التابعة للمؤسسة في عام 2024، أكثر من خمسة ملايين زيارة من المتعاملين، محققةً نسبة نمو بلغت 5% على أساس سنوي، بينما ارتفعت نسبة رضا المتعاملين إلى 89%، في مؤشر واضح إلى فاعلية خطط تحسين تجربة المتعامل، وتوسيع الخدمات الذكية، إلى جانب ذلك نظمت المؤسسة 183 زيارة لأطباء زائرين من مؤسسات صحية شهيرة حول العالم، قدموا 3673 استشارة طبية، وشاركوا في 701 عملية جراحية متقدمة، ضمن 49 تخصصاً طبياً.
وأضاف أن المؤسسة حصدت، خلال العام الماضي، 36 جائزة محلية وإقليمية ودولية إلى جانب حصولها على 15 شهادة آيزو في مجالات متعددة، شملت الجودة، وإدارة الاستراتيجية، والتحول الرقمي، والاتصال المؤسسي، ما يعكس التزامها بتطبيق أعلى المعايير العالمية، كما عززت المؤسسة شراكاتها الاستراتيجية مع جهات محلية وعالمية مرموقة، من بينها مركز أسان الطبي الرائد في كوريا الجنوبية، ومستشفى تكساس للأطفال، وكومون سبريت هيلث في الولايات المتحدة الأميركية، ومختبرات أبوت الأميركية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، إضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم مع الجامعة الأميركية في الشارقة، وشركات تكنولوجية عملاقة، مثل «مايكروسوفت» و«سيسكو»، بهدف دفع عجلة الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة الخدمات الصحية.
وأشار إلى أنه تم خلال عام 2024 إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي ضمن عدد من المنشآت الصحية التابعة للمؤسسة، وشملت المبادرات تشخيص الأمراض الرئوية في 35 مركزاً صحياً بدقة تشخيص بلغت 99%، إضافة إلى تنفيذ مشروع تشخيص سرطان الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما أسهم في تقليل وقت التشخيص إلى خمسة أيام، ورفع دقة النتائج إلى 98.8%، وقد بلغ عدد التشخيصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي خلال عام 2024 أكثر من 6800 حالة، ما يعكس نجاح المؤسسة في تعزيز جاهزيتها المستقبلية وتبني الحلول الذكية الداعمة لصحة المجتمع. وبيّن السركال أن عام 2025 سيشهد إطلاق المزيد من المبادرات الاستراتيجية، من أبرزها إنشاء مركز امتياز طبي، واستحداث تخصصات جديدة في مجالات حيوية، مثل زراعة الأعضاء، وطب العظام، والأمراض الجينية، إلى جانب تفعيل خدمات ذكية، مثل المساعد الافتراضي، بما يؤكد التزام المؤسسة بتطوير نموذج رعاية صحية يرتكز على الجودة والاستدامة والابتكار، وقال: «ستواصل المؤسسة أداء دورها مؤسسةً رائدةً ضمن المنظومة الصحية الوطنية والعالمية، من خلال تبني ممارسات متقدمة، وتوسيع نطاق التكامل بين الخدمات الوقائية والعلاجية والتقنية، بما يعزز جاهزية النظام الصحي، ويضمن استدامته، ويواكب الطموحات في بناء مجتمع أكثر صحة ورفاهية». وحصدت الدولة المركز الأول في العديد من المؤشرات التنافسية العالمية المتعلقة بالقطاع الصحي خلال عامي 2023 و2024، ما يُعدّ دليلاً على التقدم الرائد الذي وصلت إليه الدولة في تقديم خدمات عالمية ترتقي بصحة أفراد المجتمع.
82% إنجاز «الجينوم الإماراتي» من مستهدف جمع العينات من المواطنين
الدكتور أحمد العوضي. من المصدر
قال مدير برنامج الجينوم الإماراتي، الدكتور أحمد العوضي، إن البرنامج يواصل تحقيق الأرقام القياسية العالمية، حيث تمكن حتى الآن من جمع نحو 820 ألف عينة من المواطنين، ما يمثّل نسبة 82% من المستهدف للبرنامج بالوصول إلى مليون عينة، لافتاً إلى أن العمل يجري على قدم وساق بفضل جهود مجلس الإمارات للجينوم والمسؤولين وفرق العمل المنتشرة في جميع أنحاء الدولة من أجل تحقيق هدف البرنامج قريباً.
وأضاف لـ«الإمارات اليوم» إن البرنامج يطمح إلى تحقيق أكبر مبادرات الجينوم السكانية، وواحدة من أكبر قواعد البيانات الجينومية في العالم، من حيث حجم العينات والتكنولوجيا المستخدمة، ما يسهم في تطوير وصناعة الأدوية، وتعزيز الأبحاث الطبية والوقاية من الأمراض الوراثية، وتحسين جودة الرعاية الصحية في المستقبل.
زراعة الأعضاء
تبوأت دولة الإمارات مكانة مرموقة، وباتت نموذجاً رائداً يُحتذى في منظومة التبرع بالأعضاء وزراعتها، على المستويين الإقليمي والعالمي، لتعزيز صحة وسلامة المجتمع وجودة حياة الأفراد، وبلغ عدد المسجلين الراغبين في التبرع - ضمن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (حياة) - 33 ألفاً و240 متبرعاً، ويعكس البرنامج رؤية القيادة الحكيمة في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الصحية، وتجسيد قيم العطاء المتأصلة في المجتمع.
وحققت الدولة إنجازات نوعية في هذا المجال خلال العام الماضي 2024، حيث سجلت زراعة 352 عضواً، بزيادة نحو 22%، مقارنة بالأعضاء التي تمت زراعتها في 2023، لتصل الدولة إلى أعلى معدل استخدام للأعضاء في المنطقة، وتتصدر دول مجلس التعاون الخليجي في مؤشر عمليات زراعة الأعضاء بـ956 عضواً تمت زراعتها منذ انطلاق البرنامج في عام 2017.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.