صعد الأميركي، أوريون هانسون، إلى شاحنته «شيفروليه سيلفرادو»، وارتدى قبعة «بيسبول» قديمة لفريق «مونتريال إكسبوز» الكندي، حيث يأمل هانسون، وهو زعيم محلي منتخب في بلدة سكاجواي بولاية ألاسكا، أن يهدّئ ارتداؤه للقبعة التوتر مع جيرانه، بينما يستعد لاجتماع مهم مع مسؤولين كنديين عبر الحدود.
وقال هانسون، وهو على طريق كلوندايك السريع في مهمة دبلوماسية إلى وايت هورس، عاصمة إقليم يوكون الكندي: «أردت وضع العلم الكندي على شاحنتي».
ويتمثل التحدي الذي يواجهه هانسون في إصلاح العلاقات المتوترة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنسبة 25% على العديد من الواردات الكندية، والحديث عن جعل كندا «الولاية رقم 51».
وعلى وجه الخصوص أراد هانسون الحفاظ على مشروع ميناء بقيمة 28 مليون دولار، يموله إقليم يوكون بشكل كبير، وحث المسؤولين الكنديين على عدم ثني مواطنيهم عن زيارة ألاسكا.
ورحب رئيس وزراء يوكون، رانج بيلاي، بهانسون كصديق قديم، وكان على مكتبه تمثال لدب قطبي، لكنه لم يُخف مشاعر الكنديين، وقال بيلاي: «سأكون صريحاً جداً، سيكون قراراً شخصياً يتخذه الناس».
ألاسكا لها وضع خاص في هذا الخلاف، فهي تشترك في حدودها البرية الوحيدة مع كندا، وعاصمة الولاية، جونو، مثل معظم جنوب شرق ألاسكا، محاطة بكندا بشكل شبه كامل، وتصدّر ألاسكا سلعاً بقيمة 600 مليون دولار سنوياً إلى كندا.
المناطق متشابكة لدرجة أن مجلس نواب ألاسكا أقر أخيراً قراراً يعارض القيود التجارية في تأييد صريح لكندا، وأوضح زعيم الأغلبية الجمهورية في الولاية، تشاك كوب، والمشارك في رعاية القرار، أنه «انفصال لا يمكن القبول به».
في الشمال يشعر العديد من سكان ألاسكا بتقارب أكبر مع كندا من «الخارج»، وهو مصطلح محلي يستخدم للإشارة إلى الولايات الـ48 السفلى من الولايات المتحدة، وتعد قرى ألاسكا الخلابة، مثل هاينز وسكاجواي، بوابات للسياح الذين يزورون يوكون، ويعبر السكان بحثاً عن سلع أرخص في وايت هورس، بينما يقصد الكنديون الجنوب بحثاً عن وسائل الراحة الساحلية، وتتحد المجتمعات المحلية في بطولات الكرة.
لكن الزوار الكنديين إلى هاينز وسكاجواي تراجعوا، وهو تجاهل متعمد، وذهبت المقيمة في وايت هورس، كارين ماكول، وهي أخصائية في الحياة البرية، إلى حد إرسال بريد إلكتروني إلى عمدة سكاجواي بعنوان «سأقطع علاقتي بألاسكا»، وكتبت: «لا أريد معاقبة الأفراد والشركات الصغيرة، لكن في الوقت الحالي من الأهم بالنسبة للكنديين أن يسمعوا أصواتهم»، قائلة: «لماذا أرغب في زيارة بلد يتصرف بهذه العدائية تجاه بلدي؟».
عادة ما تباع تذاكر سباق دراجات شهير يقام في هاينز بالكامل في غضون أيام، لكن الآن هناك عدد قليل جدا من الحجوزات الكندية، وقالت مديرة السياحة في هاينز، ريبيكا هيلتون: «لقد كنت غاضبة لأنه لا ينبغي لنا أن نكون في هذا الموقف».
وقالت سارة بيشوب إنها لن تعيد بناء مطعمها في هاينز الذي احترق في ديسمبر، وأضافت بينما تقف خارج مطار هاينز الصغير: «كان الأمر صعباً بالفعل وهذا يزيده صعوبة»، وداخل المطعم يمكن مشاهدة شاشة بخلفية وردية تقول «هاينز تحب كندا».
في سكاجواي، وهي بلدة خلابة يبلغ عدد سكانها 1100 نسمة تقع تحت نهر جليدي، لم يبق سوى عدد قليل من الكنديين بعد بطولة التزلج الأخيرة للاحتفال أو التسوق، وقال صاحب شركة سكاجواي، مايك هيلي: «أكبر مخاوفي هو قطع العلاقات بين الشعبين». عن «وول ستريت جورنال»
تضرر الأعمال
عادةً ما يشكل الكنديون خُمس المبيعات في هذا الوقت من العام، وفي مارس انخفضت هذه الأرقام بنسبة 75%، وقالت هانا شيندلر، التي تعيش على سفح تلة مطلة على سكاجواي مع زوجها بروس، إنها حاولت الاعتذار لصديقة مقربة في وايت هورس نيابة عن الولايات المتحدة، وتتذكر شيندلر قائلة: «نتفهم ذلك، لكننا لن نذهب إلى سكاجواي».
ويخشى بروس شيندلر، الذي يجمع أنياب الماموث لنحتها، أن يتضرر عمله الرئيس في شراء الذهب في يوكون بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة.
. سكان ألاسكا يعبرون بحثاً عن سلع أرخص في وايت هورس، بينما يقصد الكنديون الجنوب بحثاً عن وسائل الراحة الساحلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.