اقتصاد / صحيفة اليوم

هل تعيد هيكلة التجارة العالمية بعد رسوم ترامب الجمركية؟

في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، تسعى ، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى إعادة رسم خريطة صادراتها العالمية بعيدًا عن الأسواق الأمريكية، من خلال تعزيز علاقاتها التجارية مع دول أخرى مثل الهند ودول الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه التحركات في محاولة للرد على الزيادة الحادة في الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على السلع الصينية، والتي بلغت في بعض الحالات أكثر من 65%.

الصين تركز على وجهات بديلة

وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أطلقت بكين حملة دبلوماسية وتجارية واسعة تستهدف بلدانًا رئيسية في آسيا وأوروبا، بهدف إعادة توجيه صادراتها بعيدًا عن الولايات المتحدة. وبلغت قيمة صادرات الصين إلى السوق الأمريكية نحو 440 مليار دولار في عام 2024، بينما تُصدّر ما يقارب 580 مليار دولار إلى دول الاتحاد الأوروبي، مما يعزز فرص تقوية التعاون مع التكتل الأوروبي.
اقرأ أيضاً: الصين تحاول حماية اقتصادها في فترة ولاية ترامب الثانية

"رقصة تنين وفيل"

في بادرة دبلوماسية لافتة، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة إلى الهند دعا فيها إلى تعزيز الشراكة بين البلدين بمناسبة مرور 75 عامًا على العلاقات التجارية، مشبّهًا التعاون بين الجانبين بـ"رقصة التنين والفيل"، في إشارة رمزية إلى اندماج القوتين الاقتصادية والديموغرافية.

رد فعل صيني صارم

ضاعفت واشنطن الرسوم الجمركية على الواردات الصينية تدريجيًا منذ بداية 2025، لتصل إلى متوسط فعلي يقدَّر بـ65%. وردًا على ذلك، أعلنت الصينية فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية بدءًا من 10 أبريل. وأثار هذا التصعيد قلق الأسواق العالمية، حيث حذّر مستثمرون من احتمالية حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الحرب التجارية المحتدمة.
اقرأ أيضاً: الصين تكسب جولة في سباق تطوير معدات تصنيع الرقائق الإلكترونية.. ما القصة؟

الصين تدعم الشركات الوطنية

يرى محللون أن بكين قد تلجأ إلى دعم إضافي لشركاتها الوطنية أو إغراق الأسواق بمنتجاتها لتعويض تراجع الصادرات إلى أمريكا. كما تسعى شركات صينية مثل "بي واي دي"، التي تفوقت على "تسلا" في إنتاج السيارات الكهربائية، إلى تعزيز وجودها في أوروبا رغم العقبات الجمركية التي تفرضها دول مثل المملكة المتحدة.

هل تُعيد الصين هيكلة التجارة العالمية؟

يرى خبراء أن السياسة التجارية الأمريكية العدوانية قد تدفع دولًا مثل الاتحاد الأوروبي، الصين، الهند، ، وكندا إلى تأسيس تحالفات تجارية جديدة قائمة على مبادئ التعددية التجارية والانفتاح. وقد أشار كريستوفر دنت، أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة "إيدج هيل"، إلى إمكانية تشكيل "نوادٍ تجارية" بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.
وفي هذا السياق، شدد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، على أن الانفتاح التجاري مع الصين يتطلب توازنًا في تدفقات التجارة والاستثمار بين الطرفين.

الولايات المتحدة تسعى لعزل الصين اقتصاديًا

تبدو إدارة ترامب مصممة على تقليص اعتماد الأمريكيين على المنتجات الصينية. وتشير التقارير إلى نية الإدارة الأمريكية فرض رسوم إضافية على الأدوية وأشباه الموصلات والمعادن النادرة، ما من شأنه تعميق الانقسام التجاري بين البلدين.

هل تستطيع الصين الصمود؟

بلغت قيمة الواردات الأمريكية من الصين نحو 438.9 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يمثل 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني البالغ 19 تريليون دولار. ومع ذلك، إذا أدت السياسات الحمائية إلى تباطؤ اقتصادي عالمي، فقد تجد الصين نفسها مضطرة للاعتماد على المستهلك المحلي لتجنب الركود.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا