اتخذ وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الأحد، موقفا حازما في مواجهة التراجع الحاد في الأسواق المالية العالمية ردا على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، مؤكدا أن الرسوم الجديدة ضرورية، رافضا فكرة أنها ستؤدي إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وقال بيسنت لبرنامج «لقاء الصحافة» على قناة «إن بي سي» مع كريستين ويلكر: «لا أرى أي سبب يدفعنا إلى احتساب الركود الاقتصادي».
وقلل بيسنت من أهمية انخفاض سوق الأسهم، مؤكداً أنه: «رد فعل قصير الأجل».
ولم يُبدِ بيسنت أي إشارة إلى استعداد الرئيس دونالد ترامب للتراجع عن الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضها الأسبوع الماضي. وقال: «إن أكثر من 50 دولة اتصلت بالإدارة الأمريكية سعيا للتفاوض، لكن أي محادثات ستستغرق وقتا».
ومن وجهة النظر الأمريكية، قال بيسنت: «إن الدول الأخرى كانت جهات فاعلة سيئة لفترة طويلة، مضيفا أنه لا يمكن التفاوض على حل هذه القضايا في غضون أيام أو أسابيع.
وقال: 'سيتعين علينا أن نرى ما تقدمه الدول، وما إذا كان ذلك معقولا. أعتقد أننا سنرى المسار المستقبلي'.
وأضاف: 'بعد عقود من «سوء السلوك»، لا يمكن ببساطة محو صفحة الماضي'.
تهدئة الأسواق
جاءت جهود بيسنت لتهدئة الأسواق في اليوم التالي لدخول رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية حيز التنفيذ يوم السبت. ومن المقرر أن تدخل رسوم جمركية إضافية مصممة خصيصا تصل إلى 50% حيز التنفيذ على الواردات من حوالي 60 دولة الأربعاء.
سترفع الرسوم الجمركية المعلنة ضرائب الواردات الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من قرن، وقد أدت إلى تخفيضات واسعة النطاق في توقعات النمو للاقتصاد الأمريكي والعالمي.
ركود
وقال اقتصاديون في جي بي مورغان يوم الجمعة إنهم يتوقعون الآن أن تنزلق الولايات المتحدة إلى حالة ركود هذا العام.
قال ترامب، الذي أمضى عطلة نهاية الأسبوع في الرد على المكالمات الهاتفية والمشاركة في بطولة الأندية في ناديه للغولف في فلوريدا، إنه يريد إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي بما يخدم مصلحة أمريكا. ويجادل بأن الرسوم الجمركية ستجلب موجة من الاستثمارات الجديدة مع قيام الشركات ببناء مصانع جديدة في الولايات المتحدة، مما سيجلب الوظائف والثروات إلى الولايات المتحدة.
والهدف الرئيسي لغضبه هو العجز التجاري الأمريكي في السلع الذي تجاوز تريليون دولار العام الماضي. وفي يومي التداول الماضيين، خسرت الأسهم الأمريكية 5 تريليونات دولار من قيمتها، إذ باع المستثمرون أسهمهم تحسبا لتباطؤ اقتصادي أمريكي وعالمي. ( بلومبيرغ)