أُطلقت هذه الأغنية للمرة الأولى عبر أثير الإذاعة السعودية عام 1971، بصوت شاب صاعد آنذاك اسمه محمد عبده، سيُعرف لاحقاً بـ«فنان العرب»، وبكلمات صاغها شاعر الوطن إبراهيم خفاجي، الذي لم يكن يكتب قصيدة بقدر ما كان يدوّن حالة وجدانية يعيشها الناس. حين التقط خفاجي العبارة اليومية «ومن العايدين ومن الفايزين» وحوّلها إلى عمود فقري لقصيدة عذبة، كان يُجري تحويراً عاطفياً في اللغة الشعبية، ويمنح المفردة الدارجة شحنة شعرية لم تفقد بريقها مع الزمن.
الأغنية التي انطلقت في عهد الملك فيصل حافظت على مكانتها الرمزية دون أن تتزحزح، لا لأن الإنتاج الغنائي عجز عن تقديم بدائل، بل لأنها تجاوزت فكرة «العمل الفني» لتغدو جزءاً من فعاليات العيد مثل الثياب الجديدة ولمّة الأسرة.
يبدأ اللحن بمقام حزين، يدخل عليه الموال كنافذة تطل على الحنين، ثم يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى نغمة احتفالية مضمّخة بالمحبة. لا يخلو النص من تأملات وجدانية وحكم خفيفة الظل، تحاكي الروح السعودية البسيطة والعميقة في آن. هناك خيط غير مرئي يشد المستمع من طفولته حتى حاضره كلما سمع «ومن العايدين»، وكأن الأغنية لا تُغنّى، بل تُستعاد كإرث عاطفي قديم.
رغم محاولات متكررة لصناعة أغنية «بديلة للعيد»، ظلّت هذه الأغنية حاضرة كخيار أوّل، بل خيار وحيد لدى أجيال متعاقبة، حتى أن محمد عبده نفسه، بعد أن ظلّ يؤديها إذاعياً فقط، أعاد غناءها أمام الجمهور في الرياض قبل عامين، كمن يوقّع مجدداً على نص لا يشيخ.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.