مبارك الرصاصي

البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها، لأنه يعني أن تتجاوز كل المفاهيم وكل الخطوط لتحقيق التطلعات والنجومية، والسعي للنجاح وكأنك لم تحقق شيئاً من قبل، وتعتمد أوراقك سفيراً فوق العادة، لتنال شرف التمثيل المشرف للمهام الخاصة لمن يمثلون بلدانهم. ودائماً ما يملك «الزعيم» سمات متأصلة في شخصيته كبطل، تظهر بوادرها وتأثيراتها عند مقارعة الكبار، وصفات خاصة جداً لا تتوافر عند الكثيرين، وهو الذي يقاتل على عدة جبهات هذا الموسم في أكبر وأكثر المواسم ازدحاماً بالنسبة إليه.
ستتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية في 29 أكتوبر المقبل إلى استاد القاهرة الدولي، الذي سيكون مسرحاً لموقعة بنكهة عربية خالصة، في بطولة كأس القارات للأندية بين بطلي القارة الإفريقية النادي الأهلي المصري، وبطل آسيا نادي العين بعدما تجاوز موقعة هزاع بن زايد بهزيمة أوكلاند سيتي النيوزيلندي بسداسية. وتعد المشاركة ذات طابع خاص بالنسبة للفرق العربية، حيث تأتيها الفرصة للعب أمام أقوى أبطال القارات، للتعرف عن قرب الى مدارس كروية مختلفة، لاسيما أنها تعتبر مباراة كؤوس.
مازالت الذاكرة تحتفظ بذلك الإبهار الذي أظهره «الزعيم» في مشاركته الأولى في مونديال الأندية نسخة 2018 التي استضافتها الإمارات، وتأهله إلى المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني عقب جولات ماراثونية حقق فيها العين لقب وصيف العالم. ويعد الأهلي المصري الفريق العربي والإفريقي الأكثر مشاركة بواقع تسع مشاركات، وثاني أكثر الفرق على مستوى العالم ظهوراً في تاريخ البطولة، حيث يأمل الفريقان العبور لملاقاة الفائز من لقاء بطل الكونكاكاف وبطل أمريكا الجنوبية في نصف نهائي البطولة.
اللقاء لن يكون سهلاً على الكتيبة العيناوية أمام المارد الأحمر وجمهوره الغفير، والمدعم ب 25 مباراة سابقة في البطولة، مع هذا الامتداد في التقويم، والإصابات والتعب والإرهاق المتراكم الذي سيلقي ظلاله على اللاعبين، مع بعض فترات الراحة الضئيلة، وقدرة الطاقم الفني والإداري على إدارة الأمور مع كثرة المشاركات التي ستظهر خلال الجولات القادمة.

[email protected]