تحقيق سارة البلوشي:
إذا كان النجاح هو ثمرة التفاني والمثابرة التي يحصدها الجميع في مختلف مراحل الحياة، فإنه بوابة الطلاب للعبور إلى المستقبل وتحقيق أحلامهم، ويلعب التحفيز دوراً أساسياً في تحقيق النجاح، خصوصاً التحفيز المبكر الذي يشجعهم على تحديد أهدافهم وتطوير مهاراتهم الشخصية والأكاديمية. ويرى خبراء وتربويون وأكاديميون، أن التحفيز دافع قوي للاستمرار ومواجهة التحديات بثقة وثبات، ويكون بتقديم نماذج ملهمة، أو توجيه الطالب نحو استكشاف اهتماماته بحرية، ما يعزز دافعيته في بناء طموحاته المستقبلية، موضحين أن العمل الجماعي هو أحد أفضل طرق التحفيز، لكونه يعزز لغة التواصل لدى الطلاب.
أكدت الدكتورة أنيسة فخرو، الباحثة والأديبة، أن برامج العمل الجماعية مفيدة جداً في عملية التحفيز، ولا تقلل من قيمة العمل الفردي، لأن كليهما له فوائد، وعلى المؤسسة التعليمية السعي بشكل مستمر لتنظيم مثل هذه البرامج، لأنها حتماً تحقق الأهداف المنشودة في سير العملية التعليمية والتربوية.
تطور المهارات
وقالت د. أنيسة فخرو، إن الجدية في التكليفات، هي عامل أساسي في الارتقاء بمهارات الطالب الجامعي أكاديمياً وشخصياً، لأنه كلما تطورت المهارات الأكاديمية زادت ثقة الطالب بنفسه، وأثر ذلك بشكل إيجابي في شخصيته.
وأشارت إلى أن اللقاءات الدورية ضرورية لتقييم مسار العمل التربوي وتطويره نحو الأفضل، ومن المفيد تواصل المرتكزات الثلاثة بشكل دوري ومستمر، لأن البيئة التعليمية والأسرية، والطالب نفسه، كل منهم يؤثر في الآخر، وكلما زاد التنسيق والتعاون بين البيئتين التعليمية والأسرية، فإن ذلك يصب في مصلحة الطالب.
مواجهة التحديات
أكد الدكتور سيف الغيص، ضرورة تحفيز الطلبة وتشجيعهم على احترام الذات والثقة في النفس، ما يمكنهم من مواجهة التحديات، ولفت إلى أن الجدية المدروسة في التكليفات، خلال وجود الطلاب بالمدرسة، يقودهم للتميز والمثابرة.
وأشار إلى حاجة الطلبة للدعم العاطفي والاهتمام وتقدير العمل الذي يقومون به، ما يحسن صحتهم العقلية والعاطفية، ويرى أن التشجيع عامل مهم في مساعدة الطلاب على تحقيق إمكاناتهم، سواء على المستوى الأكاديمي أو الشخصي، وأن أولياء الأمور لهم الأحقية بمعرفة مستوي أبنائهم، ولكن من دون أن يمثل ذلك أي ضغوط عليهم.
تحفيز ومثابرة
أوضحت الدكتورة عائشة الجناحي، كاتبة وقائدة عالمية في مجال الطفولة المبكّرة، ومدربة معتمدة بالإمارات، أن التحفيز والجدية في التكليفات لهما دور أساسي في نمو مهارات الطلاب وتطوير أدائهم، لأنه يزيد دافعهم الداخلي في تطوير مهاراتهم ويمكنهم من الانخراط في الكثير من الأنشطة وتقديم الأداء الأفضل.
وأكدت أن التحفيز أيضاً يساعد على الاستمرار والمثابرة، بينما الجدية تؤسس للانضباط وتحمل المسؤولية، وبالتالي يسهم ذلك في إعداد شخصية مستقلة وقادرة على مواجهة التحديات.
وأشارت إلى أن اللقاءات الدورية تساعد أولياء الأمور على معرفة مستوى أبنائهم الطلاب بالفصل الدراسي، والوقوف على الإيجابيات والسلبيات والصعوبات التي يواجهونها، ومن الممكن اقتراح المعلم أو أولياء الأمور في هذه اللقاءات خطة تطويرية تساهم بشكل كبير في تحسين وتطوير مهارات الطلاب بشكلٍ أفضل في الوقت المناسب.
وقالت إن العمل المشترك بين الطلاب ضروري لمساعدتهم في تكوين علاقات بالمستوى المطلوب مع زملائهم والمعلمين بشكل أسرع وأكثر فاعلية، حيث يعزز التواصل الفعال فيما بينهم، ويمكنهم من التحدث والتعبير عن أفكارهم وآرائهم، ما يعلمهم التعاون والعمل بروح الفريق الواحد.
وأوضحت أن هذا التعاون يسهم في تبادل الملاحظات الدراسية وتوفير ملخصات تساهم في توضيح وفهم المواد بشكلٍ أفضل.
تلبية الشغف
وقالت فاطمة أحمد الجاسم، أستاذ تربية الموهوبين وتعليم التفكير بجامعة الخليج العربي، إن المهمات والأنشطة من المسائل المهمة في تحفيز الطلبة وتثير شغفهم واهتماماتهم، ونبهت إلى ضرورة ألا تكون المهمات روتينية، بل يجب أن تنمي مهارات التعلم مثل تلخيص الأفكار وكتابة التقارير والنقد الإبداعي.
وأشارت إلى أن الأسرة عامل مهم في دعم عملية التعلم للطالب داخل المدرسة وخارجها، ويجب أن يكون دور أولياء الأمور رافداً للعملية التعليمية للطالب، مثل تشجيعه على قراءة القصص أو ممارسة الهوايات المفيدة.
وأكدت أن العملية التعليمية لا تشمل تنمية القدرات العقلية والمعرفية فقط، بل تكوين الطالب من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية، ففي النواحي النفسية من الضروري الاهتمام بفهم الذات وتقديرها وزيادة الثقة بالنفس، أما في الجانب الاجتماعي فمن المهم تنمية العمل الجماعي والتواصل مع الآخرين وتقبل وجهات النظر الأخرى، لخلق فرد مسؤول في مجتمعه يعزز المشاركة البناءة التي تحقق التغيير الإيجابي لتعزيز المواطنة الحقة.
وأشارت إلى أن النجاح المطلوب الذي يجب أن تركز عليه المدرسة ليس النجاح في الامتحانات فقط، بل إن ثقافة النجاح متصلة بما يرغب الطالب في فعله ومعرفة نقاط قوته وكذلك نقاط ضعفه، وقدرته على التكيف والموازنة في استخدام قدراته التحليلية والإبداعية.
مراحل الإنجازات
صرحت د. شيرين موسى، أستاذ مساعد الإعلام الرقمي بجامعة كلباء، بأن التحفيز جزء مهم ويفترض من المعلم أن يوضح للطالب مراحل إنجازاته، لأن في النهاية كل مرحلة من المراحل تؤهله لسوق العمل والمجال المهني.
وأوضحت أن التعليم عملية تراكمية تعمل على تطوير المهارات واستمرارية تحسين الأداء، ومن المهم إدراك الطلاب للصعوبات وتقبلها وتخطيها بكل عزيمه والتعلم من الأخطاء.
وقالت إن التكليفات وأدوات القياس التي تُطلب من الطلاب، لها دور كبير في الناحية الأكاديمية، وتصب في تنمية الشخصية، إلى جانب معرفته كيفية التعبير عن رأيه العلمي.
جهد أفضل
وقال خميس الزيودي، رئيس نادي الصحافة بجامعة خليفة، وطالب هندسة كهربائية، إن التحفيز يلعب دوراً حاسماً في مساعدة الطالب على تحسين أدائه الأكاديمي والشخصي، حيث إن الطالب حين يشعر بالمسؤولية تجاه تكليفاته الدراسية، فإنه يبذل جهده بأفضل صورة، مما ينعكس إيجابياً على استمراريته في الدراسة وتنمية مهاراته الذاتية والأكاديمية.
وأكد أن العمل الجماعي يمثل أداة فعالة للطلاب، حيث يسهم في تعزيز فهمهم من خلال التعرض لأفكار مختلفة وفتح آفاق جديدة لهم في الدراسة، وأن العمل في مجموعات يسهم في تكوين علاقات أسرع بين الزملاء والمعلمين، مما يعزز التفاعل الإيجابي ويساعد على التأقلم مع التغيرات الحياتية.
الضعف والقوة
ولفت الدكتور فؤاد عبدالرازق، خبير الشؤون البريطانية والدولية، إلى ضرورة تهيئة الطالب أكاديمياً وشخصياً ومساعدته على اكتشاف نقاط الضعف والقوة، لافتاً إلى أن التحفيز يقلل من رهبة الطالب وحالة الإرباك التي تصيبه، خصوصاً في فترة الامتحانات.
بيئة تفاعلية
وقال الطالب راشد أحمد الذماري، إن التحفيز والجدية يساعدان في تنظيم الوقت وتطوير مهارات مختلفة، ومن الناحية الشخصية، فإنه يعزز الانضباط ويشجع على تحمل المسؤولية.
وأشار إلى أن برامج العمل الجماعي تعلم الطلاب التعاون مع الآخرين، وتعزز مهارات التواصل الاجتماعي، وهذا يزيد الشعور بالانتماء للمدرسة ويجعل بيئة التعلم أكثر إيجابية وتفاعلية ومحبة.
وأوضح أنه حينما يكون التحفيز قوياً من خلال المعلمين والأسرة، فإن هذا يساعد الطالب على إدارة وقته وتنظيم مهامه والتحضير بشكل أفضل للامتحانات، ما يجنبه الشعور بالضغط أو الإرهاق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.