إعداد: عائشة خمبول الظهوري
تتميز النسور الملتحية، أو طيور «اللامرجيير»، بجاذبية فريدة من نوعها، بريشها الداكن اللامع و«لحية» طويلة تضفي عليها مظهراً غير عادي، بينما تبرز أقنعة عيونها بجاذبية خاصة، ولكن ما يميز هذه الطيور حقاً هو صدرها ورأسها وأرجلها المصبوغة بلون بني محمر، يشبه لون الماهوجني المصقول، وبشكل فريد، تقوم هذه النسور بعملية صبغ ذاتية، إذ تستحم في المياه الغنية بأكسيد الحديد أو تفرك أجسامها بالتربة الحمراء، وهي الوحيدة من بين الطيور التي تقوم بهذا الفعل بوعي تام، ورغم أن السبب وراء هذا السلوك لم يُفهم تماماً بعد، إلا أن النظرية تشير إلى أنه ربما يكون للحماية من البكتيريا الضارة.
وما يجعل هذه الطيور أكثر إثارة هو نظامها الغذائي الغريب، فهي تتغذى بشكل معتاد على العظام، وبالأخص العظام الكبيرة، التي تفوق قدرتها على البلع، تقوم هذه النسور بحملها إلى ارتفاعات شاهقة ثم إسقاطها على الصخور حتى تتكسر لقطع أصغر، وعلى عكس بعض أقاربها من النسور الصلعاء، تتميز النسور الملتحية برؤوس مغطاة بالريش لأنها لا تحتاج إلى الغوص فــي الجثث الدموية.
أحد التفسيرات المثيرة لصبغ الريش باللون الأحمر هو أنها طريقة للتمييز الاجتماعي أو لعرض القوة، خاصة عندما يتنافس طائران على العظام نفسها.
الأحمر هنا قد يكون دليلاً على اللياقة البدنية أو القــــــدرة على الوصــــول إلى مصادر الحديد.