عرب وعالم / بالبلدي

مدير الدعوة بأوقاف كفر الشيخ: نصر أكتوبر كان توفيقا من الله لقواتنا المسلحة الباسلة

كتب-عبدالقادر الشوادفى وصلاح طواله

أكد الدكتور عبد القادر سليم مدير عام الدعوه بمديريه أوقاف كفرالشيخ، ونحن نحتفل مصريين وعرب ومسلمين اليوم بإنتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيده عام 1973، والذى وافق يوم العاشر من شهر الكريم.. شهر البطولات والأمجاد والغزوات الإسلاميه على مر التاريخ،وعلينا جميعا أن نأخذ العظه والعبر من والإنتصارات التى تحققت من خلال هذه الحرب ومما لاشك فيه، أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم جميعها، كانت حماية للوطن ودفاعا عنه وعن استقراره وأمنه وأمانه، وردا لعدوان أعدائه وإبطالا لحيلهم، ففي غزوة الخندق إجتمعت الأحزاب من كل حدب وصوب لحصار المدينة والإغارة عليها،فكان القتال دفاعا عن النفس والوطن والعرض، وفي غزوة أحُد أراد المشركون أن يستبيحوا حرمة المدينة، وأن يعتدوا على المسلمين في وطنهم، فكان الدفاع عن الأرض والعرض ردا للعدوان وحماية للوطن، وهذا هو الأمر أيضا في غزوة بدر؛ تلك الغزوة التي كانت في أول رمضان يفرض فيه الصيام، وتلك الغزوة التي سماها الله تعالى بيوم الفرقان، إذ خرج جيش المشركين يريد غزو المدينة، لم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبى لهب، فإنه عوض عنه رجلا كان له عليه دين، بل وحشدوا فيمن حولهم من قبائل العرب، لم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي،خرجوا من ديارهم كما قال الله جل وعلا (بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) الانفال47) ،فمن الله جل وعلا على المسلمين بالنصر مع قلة عددهم وعدتهم، قال تعالى(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ * بَلَىٰ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )آل عمران 123-126)، وفى شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، كان فتح مكة؛ إذ لما عقد النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش صلحا صلح الحديبية لمدة عشر سنين، وكان ذلك في السنة السادسة من الهجرة النبوية خيروا القبائل والناس، من شاء أن يدخل في حلف النبي صلى الله عليه وسلم دخل ، ومن شاء أن يدخل في حلف قريش، فله ذلك، ففي مسند الإمام احمد، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قالا وهما يذكران صلح الحديبية “هَذَا مَا إصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ، يَأْمَنُ فِيهن النَّاسُ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ، فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ، فَقَالُوا: نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَهْدِهِ، وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ )، فلما كانت السنة الثامنة من الهجرة النبوية، نقضت قريش وحلفائها العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ هاجمت بني بكر بمعونة قريش قبيلة خزاعة حلفاء الرسول وقتلوهم ركعا وسجدا، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم لنجدتهم، وفى هذا المقام ضرب النبي، صلى الله عليه وسلم، أروع المثال في العفو والرحمة مبينا صفاء قلبه ومجليا للناس جميعهم سماحة الإسلام فلما جاءه خبر قول القائل ” الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَة،ِ الْيَوْمَ تُسْتَحَلّ الْحُرْمَةُ، الْيَوْمَ أَذَلّ اللّهُ قُرَيْشًا… قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم “الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، الْيَوْمَ أَعَزّ اللهُ فِيهِ قُرَيْشًا”، ولا أدل على ذلك من قوله لهم “مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟ “. قَالُوا : خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ :” اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ”،كما ضرب لنا مثالا من أروع الأمثلة في البر والوفاء ورد الأمانات فلما قام إليه علي رضي الله عنه ومفتاح الكعبة في يده فقال يا رسول الله “اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ مَعَ السّقَايَةِ “( وكان عثمان ابن طلحة هو حامل مفتاح الكعبة)، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ” أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ؟”فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ لَهُ “هَاكَ مِفْتَاحَكَ يَا عُثْمَانُ الْيَوْمَ يَوْمُ بِرّ وَوَفَاءٍ “، وفى الخامس والعشرين من رمضان عام 658هـ ، كانت هزيمة التتار وتحطيم أماله في عين جالوت، على يد الجيش المصري بقيادة السلطان سيف الدين قطز، بعدما اجتاحت جيوش التتار كثيرا من دول العالم الإسلامي، إذ تعد معركة عين جالوت من أعظم المعارك في التّاريخ .

أضاف الدكتور عبدالقادر سليم، وتتوالى الإنتصارات في شهر رمضان الكريم، والتي كان من أجلها نصر العاشر من رمضان
،والذى وافق السادس من أكتوبر عام1973, (ألف وتسعمائة ثلاث وسبعين) ، حيث كان توفيق الله سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في تتويج بلادنا بتاج النصر والعزه والكرامه، ورفع راية البلاد خفاقه،
وتحطيم قيود العباد أسطورة العدو الصهيوني الغاشم، والذى ظن أنه لايقهر، وتحرير الأرض وصيانة العرض، فلقد حققوا نصرا عظيما وجسدوا أصالة القوات المسلحة المصرية وعظمة ولائهم للوطن فى أسمى معانيها بما قدموه من تضحيات جسام من أجل الدين والوطن ومصر الغاليع، وأثبتوا للعالم كله أنه لا تهاون مع معتدى مهما كان إسمه أو رسمه، لقد تجلت في هذا اليوم قوة وإصرار وعزيمة القوات المسلحة المصرية في قهر الصعاب و تحطيم آمال كل معتدى على صخرة العزة والكرامة، كما تتجلى كل يوم قوتهم وإصرارهم وعزيمتهم وحسن ولائهم لوطنهم في كل ما يقومون به من تضحيات في مواجهة الإرهاب وأهله حفاظا على الوطن والأرض والعرض إذ يسجل ذلك تاريخًا جديدًا لمصر لا يقل عن نصر أكتوبر المجيد، وأن هذا ليدعونا جميعا أن نكون صفا واحدا خلف وطننا وقواتنا المسلحة،حتى يستمر دائما الأمن والأمان في بلادنا، وتقدما وازدهارا ورفعة لبلادنا وحياتنا؛ واستمرارا لزمان قال فيه يوسف عليه السلام لأبويه( ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ)، وأننا لا ننسى ابدآ دماء الشهداء، ولا ننسى أبدا الدماء التي حفرت وما زالت تحفر على جدار التاريخ المجد لبلادنا ووطننا، استمرارا لعزة البلاد ،و كرامة العباد، ولا شك أن من أقل حقوق هؤلاء الشهداء على أبناء الوطن تخليد أسماءهم، وذكراهم ،وبطولاتهم، وليس في سجلات التاريخ فحسب، بل في كل قلب وعلى كل لسان، ليس من قبيل سرد البطولات التي قاموا بها فحسب، بل من أجل أن يكونوا نموذجا للاقتداء بهم، وحافزا للأجيال بعدهم على التضحية من أجل الوطن، ورفعته، وتقدمه.

أشار الدكتور عبدالقادر سليم مدير الدعوه بمديريه أوقاف كفرالشيخ،ويجدر بنا أن نلقى الضوء على أسباب النصر، التي حفلت بها آيات القران الكريم والسنة النبوية المطهرة، لنأخذ بها ونتدبرها بقلوبنا وبجوارحنا، ومنها الإيمان بالله والثقة في نصره وتمكينه للمؤمنين :
فقد قال تعالى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا إسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾ النور55)،
ومع كل إحتفال في بذكرى إنتصارات السادس من أكتوبر 1973، تعود الثقة في نصر الله وتمكينه للمؤمنين ويتضح ذلك جلياً في مواقف الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الجامع الأزهر، حيث قاد التعبئة الروحية والدينية لخوض تلك الحرب واستعادة الأرض،
وخلال فترة الإستعداد للحرب، إستيقظ الشيخ عبد الحليم محمود ذات يوم من النوم مستبشرًا، بعدما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، يصطحبه معه ومعه علماء المسلمين وضباط وجنود القوات المسلحة وعبر بهم قناة السويس.
وعقب استيقاظ الشيخ عبد الحليم محمود من نومه ذهب على الفور إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأخبره بما رآه في المنام؛ ليستبشر الرئيس السادات خيرًا باقتراب النصر العبور،
، يقول الدكتور محمود جامع في كتابه: “كيف عرفتُ السادات؟”: “لا ننسى أنه بشرنا بالنصر في أكتوبر 1973 عندما رأى حبيبه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام، وهو يرفع راية “الله أكبر” للجنود ولقوات أكتوبر”، وإن شيخ الأزهر قبل حرب أكتوبر جاءه النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام، وهو يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين والقوات المسلحة فأستبشر عبد الحليم محمود وأيقن بأن النصر قادم لا محالة.
كما روى قصة رؤيا شيخ الأزهر للنبي صلى الله عليه وسلم، قبيل حرب أكتوبر، مفتي مصر السابق، الدكتور علي جمعة، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وغيرهما من مشايخ مصر، حيث قال الدكتور أحمد عمر هاشم، إن الشيخ عبدالحليم محمود أخبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبيل حرب رمضان المجيدة أن الجيش المصري سينتصر في المعركة،
وفي إحدى خطبه العامة بمناسبة انتصار أكتوبر: “عندما إستغرب السادات من ذلك قال الشيخ عبدالحليم محمود،أنه متأكد من النصر على العدو الإسرائيلي، وعندما سأله الرئيس السادات: كيف أنت متأكد من ذلك؟ قال الشيخ رحمه الله عليه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فأستبشر الرئيس السادات خيرا وأيقن بالنصر”، وأنطلق الشيخ عبدالحليم محمود عقب إشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام، مبينًا أن حربنا مع إسرائيل هي حرب في سبيل الله، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق”،وقد اقترح الشيخ عبدالحليم محمود على السادات أن يتخذ قرار الحرب وهو مطمئن.
وكان العالم الجليل يذهب بنفسه ليزور المقاتلين على الجبهة، ويتدرب على حمل السلاح بجوارهم، ليشد من أزرهم ويبشرهم بنصر الله على الصهاينة المعتدين، ولاشك أن ذلك نابع من الإيمان العميق للشيخ رحمه الله وحسن الظن بالله وأنهم منتصرون على عدوهم ، فقد قال سبحانه (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (الصافات171-173)، إذ أن ما يستقر في قلب المؤمن أن النصر من عند الله جل وعلا فهو القائل (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وقال سبحانه (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )آل عمران160)، ولعلنا نأخذ من موقف شيخ الأزهر الشريف الاستاذ الدكتور عبد الحليم محمود أهم الدروس المستفادة للنصر على الأعداء والتي من أهمها: الإكثار من ذكر الله، فقد قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا)الانفال45)، والصبر والثبات فقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)آل عمران 200)، وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا) الأنفال 45) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ” مستدرك الحاكم )، وأيضا من أسباب النصر: وحدة الصف والتالف، فوحدة الصف تصنع النجاح وتنهض بالأمم والحضارات، ولأهمية وحدة الصف، تنوعت أساليب الشرع في الدلالة على وجوبها، حتى كان الأمر بها صريحا كما في قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا) آل عمران103) وقال جل وعلا (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال 46 )، وأيضا من أسباب النصر العظيم أيضا الأخذ بالأسباب، فقد قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب في كل غزواته فلبس الدرع يوم أحد، وحفر الخندق يوم الأحزاب، وأخذ السلاح وأعد الجنود، فكان يعمل بالأسباب الممكنة، ولنا في غزوة بدر خير مثال على هذا فلما اختار النبي صلى الله عليه وسلم منزلا لأصحابه قال له الحباب ابن المنذر ” يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ هَذَا الْمَنْزِلَ ؟ أَمَنْزِلٌ أَنْزَلَكَهُ اللَّهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَّمَهُ وَلا نَتَأَخَّرَهُ ؟ أَمْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ ؟ قَالَ : بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ لَكَ بِمَنْزِلٍ ، فَانْهَضْ بِالنَّاسِ حَتَّى نَأْتِي أَدْنَى مَاءٍ مِنَ الْقَوْمِ فَنَنْزِلْهُ ، ثُمَّ تُغَوِّرُ مَا سِوَاهُ مِنَ الْقُلُبِ ، ثُمَّ تَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا ، فَتَمْلَؤُهُ مَاءً ، ثُمَّ نُقَاتِلُ الْقَوْمَ فَنَشْرَبُ وَلا يَشْرَبُونَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ …” تاريخ الطبري).

عقب الدكتور عبدالقادر سليم، ومن مجالات الإنتصارات التي يستوجب على العبد ملازمتها، أن ينتصر الإنسان على شهواته ويحقق الفوز على نفسه إذا زينت له الحرام، حتى ينال عظيم الأجر ويفوز برضا الله تعالى، يقول تعالى ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات40/41)، وقال سبحانه( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)الشمس 7-10)، وأن من أسباب هذا الانتصار تحقيق أسباب النصر، فان تحقيق النصر، يستوجب صدق الإيمان بالله تعالى، بطاعته في كل ما أمر به والانتهاء عن ما نهى عنه، في كل مكان وزمان، ولقد قال الله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا )النساء69/70) وقال تعالى ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )النور52) كما يجب على المسلم دائما أن يحسن الظن بالله، ففي الحديث القدسي ” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ” وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلا يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ” رواه ابن حبان)، فالمؤمن دائما ما يحسن الظن بالله، إذا صلى أو صام أو قام أن يكتب له الأجر والفوز، وإذا أَعْسَرَ أو ضاق به أمر، أن يرزقه اليسر والفرج؛ فقد قال تعالى ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)الشرح5/6) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” ،وإذا سعى أحسن الظن بالله أن يرزقه الحلال؛ قال تعالى (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )هود6) وإذا مرض؛ أن يرزقه الأجر والعافية قال تعالى(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )الشعراء78-80) وعَنْ ‏عَائِشَةَ رضي الله عنها ‏قَالَتْ ‏: ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ “‏ ‏مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ ‏‏حُطَّتْ ‏عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ ” رواه مسلم)، كما ينبغي للمسلم، أن يتحلى دائما بالصبر فهو نصف الإيمان فَعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” رواه مسلم) فمن الصبر أن يصبر الإنسان على طاعة الله من صيام وقيام وإنفاق وغير ذلك، ومنه أن يصبر على معصية الله فيمنع نفسه عنها، ومنه أن يصبر على البلاء ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَ وَجَلَّ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ، ابْتَلاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبَلِّغَهُ مَنْزِلَتَهُ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ” رواه الطبراني) كما ينبغي للمسلم أيضا، ونحن في رحاب ذكرى نصر أكتوبر المجيد أن نكثر من ذكر الله فهو طمأنينة القلوب بل وحياتها ولقد قال تعالى (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد 28) عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ” متفقٌ عليه) ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم ” أَيُّ الصَّائِمِينَ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ قَالَ ” أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا ” . وأن نكثر من الدعاء، فقد قال تعالى( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ
رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )الأنفال9/10)، كما ينبغي للعبد الجد والاجتهاد والعمل وأن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب، فعَنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً ” ولما رأى عمر بن الخطاب من يترك الأسباب ويجلس في المسجد ينتظر الرزق دون عمل أو سعى قال : لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول: ” اللهم ارزقني ” وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وان الله تعالى يقول: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ )الجمعة 10). وقال تعالى (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق3)، فلقد حث القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على التوكل والأخذ بالأسباب للوصول إلى حياة كريمة مشمسة بالخير والتقدم والرقى حتى في أقل الأشياء وهذا ما فعله شيخ الجامع الأزهر فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله حين ذهب إلى الجنود على الجبهة، دوما يؤكد ذلك، وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ (يعنى ناقته ) وكأنه كان يفهم أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل على الله تعالى، فوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن مباشرة الأسباب أمر مطلوب ولا ينافي بحال من الأحوال التوكل على الله تعالى ما صدقت النية في الأخذ بالأسباب) فقال له صلى الله عليه وسلم ” اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ” كما ينبغي للعبد التكافل والتعاون، فقد قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
المائدة 2)، وعَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ” البخاري ومسلم) و عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وشبك بين أصابعه” متفق عليه).

وأختتم الدكتور عبد القادر سليم حديثه قائلا، وخلاصه القول، أن حرب السادس من أكتوبر المجيده، والتى وافقت العاشر من شهر رمضان الكريم، أعادت للعرب والمسلمين جميعا عزتهم وكرامتهم وأمجادهم التاريخيه، وعلينا جميعا أن نكون على قلب رجل واحد فى السراء والضراء، حتى يتحقق لنا نصر الله تعالى، والذى تحقق فى حرب السادس من أكتوبر بفضل الصيحة المدويه الله أكبر، والتى أرعبت العدو من الأعماق، وتحقق من خلالها نصر الله سبحانه وتعالى، وعبرنا السويس، وحطمنا خط بارليف الحصين المنيع، وقضينا من خلالها على إسطوره العدو الذى ظن أنه لايقهر، وماالنصر إلا من عند الله سبحانه وتعالى ، ولنا أن نفخر بكل ثقه وإقتدار شديدين بجيل أكتوبر 1973م ، فهذا الجيل العظيم الذي سطر ملحمة عظيمة في الفداء والتضحية ، ولنا أيضًا أن نفخر بجيل أكتوبر الجديد قاهر الإرهاب وصانع التنمية ، ذلك الجيل الجديد الذي يقف على أعتاب الجمهورية الجديدة ، بكل ما تعنيه الكلمة من معان ، في العلم ، والفكر ، والثقافة ، والبناء والتعمير ، من المدارس إلى الجامعات ، إلى العاصمة الإدارية الجديدة ، وألعلمين الجديدة ، والجلالة الجديدة ، والمنصورة الجديدة ، وأسيوط الجديدة ، وهكذا في سائر المدن الجديدة ، وفي مجالات الصحة ، والتعليم ، والبنية التحتية، فروح أكتوبر هي روح العزة والكرامة والنصر ، هي روح العزيمة والإرادة والبسالة ، هي رمز التضحية والفداء في سبيل الوطن ، هي روح اعتزاز بجيل عظيم ضحى في سبيل وطنه ، وانتماء لجيل يعمل لرقي وطنه .. وإذا كنا نؤمن بأن الوطن لجميع أبنائه فهو بهم جميعًا ، وعلى كل جيل ضريبة وحق تجاه وطنه ، فالوطن لا يبنيه فرد واحد ولا جيل واحد ، فقد ضحى من قبلنا لنعيش أعزة ، ويجب أن نضحي ليعيش أبناؤنا وأحفادنا أعزة ، زرع من قبلنا لنحصد ، ونحن نزرع ليحصد من بعدنا، ونحتاج إلى إستلهام روح أكتوبر العظيمه في البذل والعطاء ، والتضحية ، والبناء والتنمية ، مؤملًا أن تسري روح أكتوبر في شبابنا العظيم، ليستحضروا ماضيهم المجيد ، شريطة ألا يقفوا عند حدود هذا التاريخ ، أو يتوقفوا عنده ، بل عليهم أن يسيروا إلى الأمام قدما، وأن يبنوا تاريخًا جديدًا يضاف إلى أمجاد أسلافهم ،وأن يحملوا الخير للعالم وللإنسانية جمعاء ، وأن يضعوا بإسمهم وإسم جيلهم وبلدهم لبنة قوية بل لبنات عديدة في صرح الحضارة الإنسانية ، وأن يكونوا مسهمين بحق وصدق في بناء الحضارة لا مجرد متلقين أو مستخدمين لها ، فديننا دين الحضارة ، وبلدنا بلد الحضارة الضاربة بقوة في أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام ، وبما أبهر وما زال يبهر العالم كله القاصي منه والداني ، مما يتطلب منا مواصلة المسيرة والسير بالبناء الحضاري إلى الأمام في مجالات البناء الفكري والاقتصادي والثقافي والإنساني ، ولا سيما ما يتعلق ببناء الإنسان كإنسان ، وحقه في الحياة الكريمة بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو عرقه.
وعندما نصف جيشنا المصري بأنه جيش عظيم فإن هذا الوصف لا يأتي من فراغ, إنما هو وصف نحن نؤمن به , فجيشنا جيش رشيد يحمي ولا يبغي ، ولكنه نار تحرق المعتدي ، كما أنه يحمي ويبني في آن واحد ، وندرك أن دولة ذات جيش قوي واقتصاد قوي هي دولة ذات مكانة ومواطنها مواطن ذو كرامة ، لذا نؤكد أن الوقوف بقوة خلف قواتنا المسلحة الباسلة ودعمها بكل ما نملك من قوة هو واجب الوقت .

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بالبلدي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بالبلدي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا