عرب وعالم / بالبلدي

اليوم العالمي للمعلم.. نفخر بأصحاب الرسالة السامية ما حيينا

بقلم ✍️ أ.د عصام محمد عبد القادر

(أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر)

نوجه التحية والتقدير لكل معلم صاحب رسالة سامية يُسهم من خلالها في بناء الإنسان المصري عبر ما يقدمه من خبرات تعليمية متكاملة في مجالاتها المعرفية والمهارية والوجدانية؛ حيث إن سلوك الفرد لا ينضبط؛ إلا باكتساب تلك الخبرات المربية ما دام عطاء أستاذه لا ينضب أو يتوقف.
وفضل المعلم لا يتوقف عند حد تعزيز السلوك القويم لدى طلابه، بل يمتد ليشمل تكوين الهُوِيَّة المصرية، وهذا أمر مهم وخطير للغاية؛ فهناك من يتبع منهجية متطورة من أجل أن يطمس هويتنا بصورة مقصودة؛ فيحاول إضعافها أو استبدالها بهويات مستوردة لا تتسق مع طبيعة وخصائص وقيم وخلق المجتمع المصري بصورة قاطعة.

وفي ضوء ذلك نثمن ما يقوم به المعلم صاحب الرسالة السامية من جهود مضنية متواصلة من أجل أن يعلى من قدر ومقدار الشخصية المصرية؛ إذ يصمم من الأنشطة التعليمية المقصودة ما يسهم في تقوية النسيج الوطني، ويعمق من صورة الحضارة في الأذهان، بما يجعل الفرد يفخر بتاريخ بلاده بين الأمم والشعوب، ويعضد ويجذر للتقاليد المجتمعية التي تتسق مع الخلق الحميدة والقيم النبيلة.

وعبر ما يقدمه صاحب الرسالة السامية من خبرات تؤكد في الأذهان أهمية وحدة الوطن التي قامت على مواطنة أسست على قيم نبيلة متفردة عن باقي الأمم، كما يخلق في الوجدان رقة المشاعر ودفئها، وسمو الروح وجمالها، وحسن الخلق ورقيه، وحب الغير والإيثار على النفس، وقوة العزيمة والإرادة وقبول التحدي، وعفة اللسان والبنان.
ونقدر ما يقوم به صاحب الرسالة السامية تجاه مواكبته للتغيرات المهنية والأكاديمية على السواء؛ حيث يبذل الجهود لكي يتقن مهارات التدريس الرقمي عبر البيئات الافتراضية التي أضحت أمرًا لا مناص عنه، ومن ثم يستطيع أن يقدم أنماط التهيئة والشروح والإيضاحات والقدرة على التوجيه والإرشاد وحسن توزيع الأدوار وتقديم صور التعزيز والتغذية الراجعة، وأساليب التقويم المستدامة، وبالطبع يتناغم ذلك مع فلسفة التدريس الفعّال الذي ننشده في كل وقت وحين.

إننا نفخر بأساتذتنا ما حيينا الذين وفوا وكفوا وقدموا كل ما شأنه يهيئ الإنسان لأن يواجه تقلبات ومتغيرات هذا العصر المنفتح تقنيًا وغير المنضبط في كثير من الجوانب؛ فقد أضحى هنالك قدرًا كبيرًا من الفكر المستورد، والأفكار الشاردة عبر فضاء منفلت، وكثير العادات والممارسات غير القومية.
لقد ساهم أصحاب الرسالة السامية في إخراج جيل تلو الآخر تمكن من أن يحافظ على مقدراته وفي الصدارة منها حضارته وتاريخه المشرف الذي يعتز ويفتخر به، وهذا يؤكد في خلدنا أن المعلم ساهم بقوة في بناء العقول التي تبني الأوطان وتحافظ على البنيان.

وحري بالذكر أن المنظومة التعليمية المصرية وفي القلب منها أصحاب الرسالة السامية ساهمت في غرس وتنمية القيم لأجيال تلو أخرى؛ لتنبت أفهامًا تمتلك فكرًا قويمًا، وتغدو سياج حماية للوطن الغالي؛ إذ تؤمن بحضارته، وتتعمق في ثقافته، كون أن المؤسسة التعليمية تمتلك من الأدوات والمقومات ما تحقق به هذا الهدف السامي.
وفي ذكرى اليوم العالمي للمعلم، الذي قطعًا نثق في قدراته التي نستطيع من خلالها أن نخوض مغمار التجديد التعليمي بنجاح، ونحقق أهدافه المنشودة، والتي تؤكد على اكساب أبنائنا المتعلمين مجموعة الخبرات المؤهلة للمرحلة المتقدمة، والمعينة على تأهيله لسوق العمل الذي بات يبحث عن تفرد مهاري بعيدًا عن تنظير لا يجدي نفعا.

وثمة اتفاق في أهمية تقديم صور الدعم المادي والمعنوي والمهني، بما يسهم في أن يعزز صاحب الرسالة السامية ثقته بنفسه؛ فرغم أنه مر بالعديد من الخبرات عبر مرحلة الإعداد وفق ما نطالعه من كليات إعداد المعلم بمصر؛ لكنه يحتاج بصورة مستدامة أن يصقل خبراته ويجددها حيال آليات توظيف التقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في تدريس مجال التخصص الدقيق، ويتعرف أيضًا على أداءات التدريس الفعال واستراتيجياته العديدة والمتقدمة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بالبلدي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بالبلدي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا