في كل دورة جديدة يبرهن مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما على أن الفن لا يحتاج إلى حشود من الممثلين ليحرك الوجدان، بل يكفي أن يقف شخص واحد على خشبة المسرح ليحمل على كتفيه هم أمة، أو يروي حكاية قرية نائية، أو يضيء على مأساة إنسانية غابت عن العناوين العريضة.
وتحول المهرجان في دورته الـ11 إلى جسر ثقافي مفتوح على العالم، يعبر من خلاله الممثل الواحد عن حكايات الشعوب وهمومها، ويعكس صورة الفجيرة كمنصة رائدة في تقديم الفن المسرحي الإنساني على الساحة الدولية.
ويعيد المهرجان الاعتبار لقوة الكلمة وأداء الممثل الفرد، في زمن طغت فيه المؤثرات البصرية والمحتوى الرقمي السريع، إذ يقف الفنان وحيداً على الخشبة، ليحمل على كتفيه مشاعر أمة، ويروي مأساة فرد، أو يسرد حكاية قرية، مستخدماً صوته وجسده ونصاً إنسانياً يختزل تجربة كاملة، ولا يكتفي المهرجان بعرض الأعمال، بل يقدّم منصة حوار حقيقية، حيث تتحول خشبة المسرح إلى جسر ثقافي يعبر من خلاله الفنانون من بلدانهم إلى وجدان جمهور متنوّع، متجاوزين اللغة والجغرافيا.
ويعدّ المهرجان الذي يعتبر الأول من نوعه عالمياً والمتخصص في فن المونودراما، فضاء مفتوحاً لتلاقي الثقافات، من خلال استضافة عروض مسرحية من مختلف القارات، تتشارك في تقديم رؤى إنسانية متنوعة، وتطرح قضايا فردية واجتماعية وثقافية، بلغة فنية تختزل المشاعر، وتفتح أفق الحوار الحضاري بين الشعوب.
وتمنح طبيعة هذا الفن، الممثل الواحد مسؤولية سرد القصة، وتحريك المشهد، ونقل التوتر الدرامي، ضمن مساحة محدودة من الزمان والمكان، ما يُبرز براعة الأداء ويكشف عمق النصوص المختارة.
ففي مهرجان المونودراما يصبح «الممثل الواحد» رسولاً من بلاده، وسفيراً للوجدان الجمعي، يختصر تجربة شعوب بأكملها في نص مكثف، ويضرب على أوتار الشعور العالمي المشترك، فليس المهرجان مجرد فعالية فنية، بل لحظة إنسانية عميقة تلتقي فيها الحكايات، وتتحاور فيها الرؤى، وتتكشف فيها هشاشة البشر وقوتهم في آن واحد.
ومنذ انطلاقته، أسهم المهرجان في ترسيخ اسم الفجيرة على خريطة المسرح العالمي، عبر احتضانه أبرز التجارب المسرحية في هذا النوع الدقيق من الفنون، وفتح أبوابه أمام الطاقات الشابة والمبدعين من مختلف الدول.
وتحول مسرح المركز الإبداعي في الفجيرة، خلال حفل الافتتاح، إلى مساحة عرض نابضة بالحياة، عبّرت من خلال العرض الغنائي المسرحي (من الفجيرة إلى مطلع الشمس) عن تاريخ الإمارة الثقافي، ودورها في دعم الفنون، في مشهد جسّد روح الانفتاح الفني والإنساني للمهرجان.
وباتت الفجيرة من خلال هذا الحدث الثقافي المتخصص لا تقدّم منصة لعروض مسرحية فقط، بل تبني جسراً دائماً بين الشعوب، حيث تتحول الخشبة إلى طاولة حوار عالمي لا تحتاج إلى ترجمان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.