بمشاركة أكثر من 200 فنان، وما يقرب من 350 عملاً فنياً، تحولت «جيت فيليج» في مركز دبي المالي العالمي، إلى وجهة نابضة بالإبداع والفنون، خلال أمسيات «ليالي الفن»، المستمرة حتى مساء 13 أبريل، والتي تقدم مشهداً حافلاً بالعروض الحية والفنون المتعددة الوسائط والمدارس المتنوعة، والتي توجه بعضها إلى الذكاء الاصطناعي.
وتسلط «ليالي الفن» في نسختها الـ19، الضوء على التجارب النسائية في الفن، وذلك من خلال الأعمال الفنية والعروض الحية التي قدمت، فضلاً عن الجلسات النقاشية المصاحبة للأمسيات.
وتباينت الأعمال الفنية المعروضة بين التصميم والفن التشكيلي، وكذلك النحت وتصميم الأثاث، فضلاً عن الأعمال التركيبية التي استعانت بالمواد المعاد تدويرها للتركيز على مفهوم الاستدامة وحماية البيئة، فيما حضرت أيضاً الأعمال المصممة عبر الذكاء الاصطناعي، لتشكل بمجملها إطلالة على تنوع المشهد الفني البصري في دبي والتطور الذي يشهده.
وعن النسخة الـ19 من هذه الفعالية، قال الرئيس التنفيذي للعقارات في شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمارات، صالح العقربي، لـ«الإمارات اليوم»، إن هذه النسخة «تتميز بتركيزها على دور المرأة بشكل عام، والمرأة الإماراتية في الفن على نحو خاص، وتعرض في هذه النسخة 350 عملاً فنياً لأكثر من 200 فنان من أكثر من 100 دولة، وهذا يبرز التطور الذي تشهده ليالي الفن، فضلاً عن الإضافات التي تشهدها والمتمثلة في الجلسات النقاشية والتي تسلط الضوء على دور المرأة في الفن». ولفت إلى أن عدد الفنانات الإماراتيات يرتفع باستمرار، وهذا يعود إلى الدعم الذي تحصل عليه المرأة في مجال الفنون، سواء من الحكومة أو هيئة الثقافة والفنون في دبي، وكذلك الدورات التي تقدم باستمرار، والتي تهدف لدعم المرأة في الفن، حتى باتت المرأة جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني. واعتبر العقربي أنه منذ انطلاق المركز في عام 2006، كان الفن أساسيا في استراتيجيته، ولهذا قدم الدعم للفنانين الإماراتيين، فضلاً عن أن المركز لديه المقتنيات الخاصة، والكثير من الفعاليات التي تبرز اهتمامه بالفن، ومنها «مسار المنحوتات». وشدد على أن الأمسيات تشهد الكثير من التوسع، وهذا يظهر في عدد الفنانين المشاركين، وكذلك في امتداد الفعالية على ليالٍ متعددة.
رحلة البحث عن طاولة
وقدمت مؤسِسة دجة استوديو، الفنانة الإماراتية عائشة الياسي، كرسياً يحمل عنوان «كثب»، ولفتت إلى أنها دخلت مجال التصميم بعد رحلة من البحث عن طاولة تناسب ذوقها، ولم تجد في السوق ما يرضيها، فقررت الانطلاق بالتصميم في عالم الأثاث. ولفتت إلى أن الكرسي الذي تقدمه يمثل الثقافة الإماراتية، موضحة أن الكراسي الموجودة في الإمارات أطرافها حادة، ولهذا تعمدت تقديم الكرسي الخالي من الجوانب الحادة، والذي يهدف إلى إحياء جوانب من التراث والثقافة الإماراتية. ونوهت بأن الكرسي مصنوع من مادة المايكروبلاست، فضلاً عن احتوائه على الخشب المعاد تصنيعه، مشيرة إلى أن مشاركتها هي الأولى في ليالي الفن، الفعالية التي تتسم بالأجواء المميزة، ويحضرها فنانون من مختلف أنحاء العالم.
الذكاء الاصطناعي
أما الفنانة الهنغارية يوديسيتيك، فقدمت أعمالاً مصممة من الذكاء الاصطناعي، وأعمالاً تركيبية من مواد معاد تركيبها، ولفتت إلى أنها كفنانة تميل إلى الأعمال التجريدية، ولكنها قررت استكشاف الذكاء الاصطناعي، فقدمت لوحات تبرز حرائق كاليفورنيا، ونساء الإطفاء اللواتي عملن على إخماد الحرائق، ولكنها بالمجمل صور متخيلة، كما قدمت تصوراً عن الروبوتات، وكيف ستغير العالم في المستقبل، من خلال جمع القمامة وتحويلها إلى أعمال تركيبية فنية. ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي، سيستخدم على نحو أكبر في مجال الفنون، مشيرة إلى أنه يفتح المجال للمزيد من الأفكار، مشددة على أنه من الممكن استخدامه لدعم الاستدامة. وأشادت بـ«ليالي الفن» التي تشارك بها للسنة السابعة على التوالي، مؤكدة أنها تحمل أجواء فنية مميزة وتدعم الفنانين في تقديم أعمالهم للجمهور.
النساء والنحت
مؤسِسة غاليري رارايس، مارينا بايسيل، لفتت إلى أنها اختارت أعمال فنانتين من ألمانيا وهولندا، قدمتا منحوتات من الرخام وكذلك المعادن، مشيرة إلى أن الأعمال تركز على الجانب النسائي في النحت والموضوعات التي يقدمنها، ولفتت بايسيل إلى أنها اختارت المنحوتات لأمسية «ليالي الفن» من أجل تسليط الضوء على التجارب النسائية، مشددة على أن هذه الفعالية تدعم الفنانين والصالات الفنية، وكذلك تعزز تطور المشهد الفني في الإمارة.
رسم على فستان
ومن الأعمال المعروضة إلى العروض الأدائية، حيث قدم الفنان فرانكي راميراس عرضاً جريئاً بالرسم على فستان الفنانة التي تعزف، بشكل حي أمام الجمهور. وأشار فرانكي إلى أنه قرر الرسم على الفستان، بينما تقوم العازفة بتقديم فقرتها الخاصة بالموسيقى ليستمتع الجمهور بأنواع الفنون المختلفة، موضحاً بأن هذا النوع من العروض الأدائية يتطلب العمل السريع، ولهذا يجب أن يركز الفنان على التفاصيل والوسائط المستخدمة، لتقديم اللوحة بشكل مميز، مؤكداً أنه استخدم الأكريليك كونه سريع الجفاف، ويعدّ من الألوان التي ستمكنه من إنجاز العمل في ساعة.
«نساء على جادة الفن»
افتتح ضمن «ليالي الفن» معرض بعنوان «نساء على جادة الفن»، وهو المعرض الذي يحتفي بنساء من 112 دولة، تقدم كل منهن عملها الفني الذي تسلط من خلاله الضوء على شخصية نسائية، كما قدمت جلسات نقاشية تركز على المواهب النسائية بالتعاون مع المعرض. وقالت الفنانة العراقية سُرى الطحان، التي شاركت بلوحة في هذا المعرض: «اخترت تقديم لوحة عن شخصية نسائية عراقية، وهي زوجة أحد صنّاع الأمل في العراق، وتعمل على مساعدة زوجها في تربية الأيتام، إذ شعرتُ بالرغبة في تخليد تجربتها والإضاءة عليها من خلال العمل، وجسّدتها وسط الأطفال الذين رسمتهم كورد يحيط بها». ولفتت الطحان إلى أن قصة المرأة ملهمة، وقدمتها إلى جانب عناصر من طبيعة العراق، موضحة أن من الجميل أن يسلط الفن الضوء على القضايا الإنسانية، خصوصاً أن التعبير الفني يخاطب المشاعر الإنسانية.
. مشهد حافل بالعروض الحية والفنون المتعددة الوسائط والمدارس المتنوعة والذكاء الاصطناعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.