تشهد أسعار السلع العالمية تراجعاً حاداً، مع تفاقم توترات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، تكشف بعض مؤشرات الركود.
وأظهر مؤشر «إس آند بي جي إس سي آي»، الذي يتتبع أسعار السلع العالمية في قطاعات الطاقة والمعادن والزراعة، انخفاضاً بأكثر من 8% منذ 2 إبريل، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلسلة من الرسوم الجمركية «المتبادلة». جاء ذلك على الرغم من الانتعاش الطفيف في الأسعار بعد تعليق البيت الأبيض للتعريفات جزئياً، الأربعاء.
مع ذلك، صعّد ترامب الضغط على الصين برفعه معدل الرسوم الجمركية على السلع الواردة من البر الرئيسي إلى 125%.
انهيار أسعار السلع
وقال ماركو بابيك، الخبير في الاقتصاد والجيوسياسي في «بي سي إيه ريسيرش»: «إن انهيار أسعار السلع هو بمثابة كسر للسلسلة، ومؤشر على أن ركوداً عالمياً قادم».
يُذكر أن الصين هي أكبر مستهلك للسلع، ومن المرجح أن تُشكل الرسوم الجمركية الأعلى من المتوقع عليها عبئاً ليس فقط على نمو البلاد، بل أيضاً على استهلاكها من بعض السلع، وخاصة الطاقة والمعادن الصناعية.
أسعار الطاقة
ومن بين جميع السلع المدرجة في السلة، شهدت أسعار الطاقة أكبر انخفاض لها منذ «يوم التحرير»، حيث تراجعت بنحو 12%، وسجلت المعادن الصناعية ثاني أكبر خسارة بنحو 9%، تلتها السلع الخفيفة، التي انخفضت بنحو 5.2%، وفقاً لـ «إس آند بي».
مخاوف الركود
تغذي التوقعات بمزيد من الانخفاضات في أسعار السلع الأساسية موجةً خوف متزايدة من حدوث ركود في الولايات المتحدة. ويتوقع بنك «جيه بي مورغان» انكماش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3% هذا العام، بعد عامٍ قوي من النمو.
وقال محللو استراتيجيات السلع في بنك «آي إن جي»: «يشير الانخفاض الأوسع الذي شهدناه في أسعار النفط الخام منذ 2 إبريل إلى أن السوق يحتسب احتمالات أكبر لحدوث ركود».
ضربة قوية
قالت صابرين شودري، رئيسة قسم السلع في وحدة أبحاث BMI التابعة لشركة فيتش سوليوشنز: «تتعرض أسعار السلع لضربة قوية جراء التدهور السريع في المعنويات، مع تزايد مخاوف الركود العالمي في ظل تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية». وأضافت أن احتمال دخول الولايات المتحدة في حالة ركود يتجاوز الآن 50%.
أسواق المعادن
في غضون ذلك، من المرجح أن تظل أسواق المعادن تحت الضغط، حيث تتفاقم التوترات التجارية ومخاوف الركود، مع التوقعات القاتمة لقطاع العقارات في الصين القارية، أكبر مستهلك للنحاس في العالم.
ويُعد المعدن الصناعي الأصفر، على وجه الخصوص، مؤشراً رئيسياً على صحة الاقتصاد، نظراً لاستخدامه في العديد من القطاعات. وبينما ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في نيويورك الأربعاء، إلا أنه يتم تداولها حالياً عند نحو 8380 دولاراً للطن في بورصة «نايمكس»، مسجلةً انخفاضًا بأكثر من 16% منذ 2 إبريل، وفقاً لبيانات «فاكت سيت».
وقالت إيوا مانثي، خبيرة استراتيجيات السلع الأساسية في «آي إن جي»: «مع احتمال تباطؤ النمو في الولايات المتحدة نتيجةً للرسوم الجمركية، ومعاناة الصين بالفعل من أجل إنعاش اقتصادها، من المرجح أن يضعف الطلب على النحاس والمعادن الصناعية الأخرى».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.