كانت ردة فعل الأسواق المالية أبلغ اعتراف بأن هذه القرارات ستكون مضرة جداً على مصلحة الدول والشعوب بدون استثناء لأنها ستدمر التبادل التجاري البيني الذي يحقق معدلات التوظيف العالية ويضمن استمرار قنوات الاستثمار.
خلال ساعات قليلة جداً تبخرت تريليونات من الدولارات الأمريكية من محافظ المستثمرين ومن قيمة الشركات المدرجة ومن سعر النفط ومن قيمة الدولار الأمريكي ليكون ذلك بمثابة جرس إنذارٍ مدوٍ لما هو آت.
وتلا ذلك عدد غير بسيط من التصريحات المعترضة من قبل قادة الدول المتضررة وكبار التنفيذيين في أهم الشركات المتعددة الجنسية وجميعهم أبدوا مخاوف مدمرة نتيجة تلك القرارات أهمها شلل متوقع في الحراك التجاري الدولي، وتضخم كبير في اقتصاد العالم، وبطالة مرتفعة مؤدية إلى ركود اقتصادي كبير.
لتخرج بعدها مظاهرات هائلة في أكثر من ١,٢٠٠ مدينة مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية معترضة على قرارات ترامب ومنهجه الاقتصادي وعلاقته مع رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك.
أطلق دونالد ترامب على يوم إعلانه لتلك القرارات المثيرة للجدل «يوم التحرير» للاقتصاد الأمريكي من قيود ظالمة أضرته في السابق، ولكن بحسب عدد غير قليل من الخبراء الاقتصاديين يبدو أن الوصف الأنسب لهذا اليوم هو أن يطلق عليه وصف يوم التدمير.
وتوسعت المظاهرات ضد قرارات ترامب لتصل إلى العواصم الأوروبية مثل لندن وباريس وغيرهما من المدن الكبرى.
أما مؤيدو قرارات ترامب فهم على قناعة بأن المسألة هي بالأساس وضع المزيد من العراقيل أمام تمدد قوة الصين الاقتصادية المتنامية، حيث استخدمت الإدارات الأمريكية السابقة سلاح أسعار النفط، ورفع الفائدة، والآن تلجأ لرفع التعرفة الجمركية على السلع الصينية.
وبتحليل سريع للتبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين نجد أن حجم استيراد الصين من المنتجات الأمريكية وحجم استيراد الولايات المتحدة من المنتجات الصينية استنادًا إلى بيانات عام 2024، وهي الأحدث المتوفرة، هي كالآتي:
حجم استيراد الصين من المنتجات الأمريكية: بلغ حوالي 143.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024، هذا الرقم يعكس انخفاضًا بنسبة تقريبية 2.9% مقارنة بعام 2023.
حجم استيراد الولايات المتحدة من المنتجات الصينية: بلغ حوالى 438.9 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع زيادة بنسبة 2.8% مقارنة بالعام السابق، كما أشارت البيانات المتداولة.
بمعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستحقق تقريباً أربعة أضعاف المنفعة التي ستحققها الصين من فرضها زيادة في التعرفة على الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن يظل تعليق رئيس الوزراء السنغافوري على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أهم ما قيل في هذا السياق، وهو الذي يمثل دولة تعتمد تماما على التجارة الدولية ومعدل دخل الفرد فيها ١٤١ ألف دولار أمريكي، وهو الأعلى عالميا، الذي قال فيه إن النظام الاقتصادي العالمي قد انتهى، ونحن الآن ندخل إلى منطقة مجهولة وخطيرة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.