من حق أي مواطن في أي دولة الدفاع عن وطنه ضد أي إساءة، بل إن ذلك واجب عليه، لكن الرد يجب أن يكون على المسيء ذاته، وفي حدود الموضوع المثار، ولا يصح مطلقاً وصم شعب كامل بسبب شخص أو بضعة أشخاص، أو تحميله وزر هذه القلة القليلة.
لا يصح مجاراة أي ابتذال في النقاش بمثله، فالشخص الذي لا يحسن سوى استخدام السفاهة في القول والانحطاط في الأسلوب فإنه يحدد بذلك مستواه الأخلاقي، ولا يصح أبداً لذوي العقول والإدراك تمكينه من جرهم إلى المستنقع الذي يرتع فيه، مثل هذا النموذج إهماله أولى من منحه أي اهتمام. السفهاء والجهلة والحمقى موجودون في كل المجتمعات، ولا يصح قياس الكل عليهم. وبالإضافة لهذه الشريحة، هناك أيضاً شريحة النرجسيين والشوفينيين المتعالين على المجتمعات الأخرى، وهؤلاء أيضاً يستحسن إهمالهم على اعتبار أنهم يعانون من علة نفسية تجعلهم يتخيلون ما ليس له وجود، وبدلاً من إضاعة الوقت في تصحيح وتفنيد آرائهم من الأفضل ترك الحقائق الملموسة والشواهد المرئية ترد عليهم.
لم يعد خافياً أن هناك خفافيش كثيرة تملأ منصات التواصل وتتحين وقوع أي حادثة عرضية أو مشكلة عابرة كي تضخمها وتشعل أوارها وتخلق منها قضية خلاف محتدم يختلط فيه ذوو النوايا الحسنة بأصحاب النوايا السيئة ليصبح المشهد مسيئاً لكل الأطراف، وهذا ما تهدف إليه الخفافيش المنفردة أو المنضوية تحت تنظيمات مشبوهة تسعى إلى بث الفرقة وخلق الاحتقانات وشحن النفوس بين الشعوب تجاه بعضها البعض.
من واجب النخب المثقفة أن تنأى عن التورط في مثل هذه المناوشات العبثية، وإذا كان من دور لها فهو تصحيح المسار ومحاصرة التفلت والتنبيه لخطورة ما يحدث وكشف النوايا المستترة لمن يثيرون الزوابع، كما أن عليهم إضاءة الجوانب الإيجابية في علاقات الشعوب ببعضها؛ كي تتصدر واجهة الحديث بدلاً من التركيز على سلبيات يمكن أن تحدث لأي سبب ولا تمثل الأصل في العلاقات.
مواقع التواصل الاجتماعي هي منابر للتعبير عن الآراء ومناقشة القضايا والاستفادة من المعلومات والأفكار، وأيضاً لكسب الصداقات وخلق علاقات إيجابية بين المجتمعات، لكنها أصبحت في بعض الأحيان ساحات مواجهات ومنازلات محتدمة تتجاوز حدود النقاش الملتزم بآداب الحوار، وتسيء إلى المجتمعات بشكل سافر يمكن أن يتطور إلى ما لا تحمد عقباه. ومع أن الجميع مع حرية التعبير عن الرأي إلا أنه عندما يكون سبباً للفتنة دون مبرر منطقي أو سبب وجيه فتلك مسألة فيها نظر.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.