كتبت – مرام محمد ـ بتول عصام

تخرج أنامل صناع الدرب الأحمر، أحد أحياء القاهرة القديمة، للعالم أجمل المشغولات اليدوية والمنتجات الفنية من مهن توارثوها أبًا عن جد، فبمهارة وحرفية يجعلون من قطع خشب صماء، تحفًا وأنتيكات مبهرة منها المرصع بالصدف، ومنها المحلى بعظام الحيوانات وقطع الأرابيسك، تكتسب أصالتها بما تحتضنه من تفاصيل.

جمال المنتج والإبداع في تصنيعه، يعكس مهارة عدد من الحرفيين في العمل الفني المصنوع من الخشب والمُطعم بالصدف والأرابيسك، حسب ما أوضحه عمرو أحمد نادي الشهير بعمرو زيكا، أحد أشهر صدفجية منتجات خان الخليلي بشارع باب الوزير: "الفن العربي يدخل فيه شغل الخرط "الأرابيسك"، والشغل المنبري، الخشب المتداخل ببعضه البعض، والصدف الذي يستخدم في تزيين قطع الخشب، وصولًا لمرحلة الدهان والتلميع التي ينفذها الاستورجى".

لم يرث "عمرو" المهنة أبًا عن جد كأقرانه، وإنما عمل فيها بدافع الحب والموهبة والرغبة في النجاح: "في التاسعة من عمري وخلال إجازة العام الدراسي ذهبت للعمل في أحد مصانع البساتين، التي كانت تحوِل خشب الأشجار لمنتجات الأرابيسك من الكراسي والأنتريهات وغرف النوم، وهناك وجدت كل عناصر المهنة تجتمع معًا، الخرًاط، والصدفجي، والاستورجي، والمنجد، وصانع منتجات الزجاج، فريق عمل متكامل بدأت معهم كصبي صغير يجتهد في أن يتعلم كل مراحل التصنيع ويكتسب خبرة متكاملة تساعده على أن يصبح صنايعي ذو خبرة ومهارة وشأن، ومع مرور الوقت تعلمت الشغل العربي بكل مراحله وتفاصيله، سواء النجارة أو الأرابيسك أو الصدف، وأتقنت تصنيع منتجات الزخرفة الإسلامية والقبطية والفرعونية والفارسية".

مراحل التصنيع عديدة، تبدأ بتجهيز الخامات وتنتهي بالصنفرة والطلاء والتلميع حتى تتحول قطعة الخشب الصماء لتحفة فنية قيمة تنطق جمالًا بالصدف البحري: "بعد تصنيع النجار لهيكل القطعة الخشبية، يبدأ عملي بتجهيز الصدف، ومنه المصري، والعماني، والأسترالي، وتنظيفه وصنفرته وتقطيعه لأشكال وأنماط هندسية صغيرة بمقاسات متساوية ومتناسقة، مثل المثلث والمربع وتصنيفه في مجموعات حسب درجات الألوان، ومن ثم تعشيقه في قطعة الخشب بناءً على التصميم والشكل المطلوب".

تتنوع الخامات المستخدمة في تزيين وتجميل الخشب، لتنتهي بها قطعة فاخرة تخلق إحساسًا جميلًا لدى الناظر: "الخامات المستخدمة في تزيين الخشب متنوعة، فلا يقتصر التطعيم على الصدف، فنستخدم خامات أخرى من الطبيعة أثمن وأغلى من الصدف، كخشب الجوز والورد والأبنوس، والنحاس، وصدفة السلحفاة، والعظام، وقرن الجاموس، وخف الجمل، وتحتاج الأخيرة لمهارة وحرفية عالية، خاصة وأنها أصعب في التصنيع ويبذل فيها الصانع مجهودًا أكبر".

يضفي الأرابيسك طابعًا مميزًا على القطعة الخشبية بتصميماته وزخارفه الهندسية المتناغمة: "تمر مراحل تصنيع الأرابيسك بالخراطة، والحفر، والتشكيل، والتخريم، والصنفرة، والطلاء، وللخرط أنواع، منه الميموني، والإسلامي، ولكل نوع تصميمه الخاص، الذي يغلب عليه جماليات الزخرفة والأشكال الهندسية وتكراراتها".

أشهر صدفجي بالدرب الأحمر

أكبر قطعة خشبية

عالم الصدف والأرابيسك

عمرو زيكا أحد أشهر صدفجية منتجات خان الخليلي بشارع باب الوزير

منتجات الصدف والأرابيسك

منتجات مصنوعة من الخشب ومُطعمه بالصدف والأرابيسك

ورشة تطعيم الخشب الدرب الأحمر