سباق عالمي لبناء محطة جوية ضخمة بمطار محمد الخامس.. تفاصيل المشروع وفي التفاصيل، يشهد مشروع تشييد المحطة الجوية الجديدة بمطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء تقدماً ملحوظاً وتطورات متسارعة، في ظل تنافس 12 شركة، وطنية ودولية، على الظفر بعقد تنفيذ هذا المشروع العملاق الذي يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع النقل الجوي بالمملكة.

وقد خصصت السلطات المعنية ميزانية تُقدّر بـ5.2 مليون درهم لإنجاز مرحلة الحفر العام وتجهيز الأرضية، وهي الأشغال الأولية التي ينتظر الانتهاء منها في غضون ثمانية أشهر، إيذاناً بالشروع في بناء المحطة التي ستعيد رسم معالم أكبر مطار في البلاد.

وتبلغ الكلفة الإجمالية لهذا المشروع الطموح حوالي 15 مليار درهم، ومن المرتقب أن تفتح المحطة أبوابها أمام المسافرين خلال أربع سنوات، بطاقة استيعابية تصل إلى 20 مليون مسافر سنوياً، ما يجعل منها أحد أبرز المراكز الجوية في القارة الإفريقية.

وتحمل محطة جوية جديدة توقيعاً معمارياً فريداً مستوحى من أمواج المحيط الأطلسي، بهيكل مصمم على شكل حرف “H”، ما يضفي عليها لمسة عصرية وجمالية تعكس الروح المتجددة للمغرب.

ويُراعي التصميم أحدث المعايير الدولية في تشغيل مراكز النقل الجوي، لا سيما ما يتعلق بفعالية الربط بين الرحلات، وسلاسة معالجة الأمتعة، واعتماد جسور جوية متطورة تضمن راحة الركاب وسرعة تنقلهم.

وإلى جانب طموحها التقني والمعماري، تسعى هذه المحطة الجديدة إلى الاستجابة للطلب المتزايد على النقل الجوي، في ظل التطور المستمر الذي تعرفه الخطوط الملكية المغربية وتوسعها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وسيعزز المشروع ارتباط المطار بالبنية التحتية الوطنية، من خلال ربطه بخط القطار فائق السرعة (LGV) الذي سيصل بين القنيطرة ومراكش، ما سيمكن من تقليص زمن التنقل بين الدار البيضاء والمدن الكبرى، ويوفر للمسافرين تجربة سفر متكاملة تجمع بين السرعة والراحة.

ويُتوقع أن يكون لهذا الربط الحيوي أثر كبير في دعم حركية النقل الجوي، من خلال تسهيل وصول المسافرين، سواء القادمين من داخل المملكة أو من الخارج، إلى المطار بكل يُسر، مما سيكرس موقع مطار محمد الخامس كمحور استراتيجي لحركة الطيران الإقليمي والدولي.

ويُعد هذا المشروع خطوة مفصلية في مسار تحديث البنية التحتية للمطارات المغربية، ورهاناً استراتيجياً لتحويل الدار البيضاء إلى منصة جوية عالمية تضاهي نظيراتها في أوروبا وآسيا.