العاب / IGN

مراجعة South of Midnight

  • 1/2
  • 2/2

تحذير من حرق: تحتوي هذه المراجعة على حرق بسيط للفصل الثالث من South of Midnight. وهي جميعها تفاصيل رأيناها في العروض والانطباعات، لكن وجب التحذير.


إن South of Midnight هي لعبة أكشن وفانتازيا من تطوير Compulsion Games تدور أحداثها في أعماق الجنوب ، ولا تكتفي اللعبة بالاستلهام من فولكلور المنطقة، بل تنغمس فيه بالكامل. كل جزء من عالمها، وكل ثانية من وقت عرضها، وكل نغمة في موسيقاها مشبعة بالسحر الغامض لهذه الحكايات، لتكون منذ اللحظة الأولى تحفة فنية مبهرة.

ورغم تأثرها العميق بهذه القصص، لا تُضيع South of Midnight أي وقت في الدخول مباشرة إلى الأشياء الهامة. تبدأ القصة مع بطلتنا هازل وهي تحزم أمتعتها للتوجه إلى ملجأ قبل اقتراب إعصار مدمر. ولكن يحدث شيء مفاجئ، إذ تجرف العاصفة منزلها مع والدتها بداخله ليختفي مع النهر. وهكذا تبدأ رحلة هازل عبر النهر بحثاً عن والدتها، لتكتشف في طريقها ماضي عائلتها المليء بالخوارق.

تركز القصة بشكل كبير على الأرض التي أصابها فساد غامض يُعرف باسم "الوصمة" (Stigma)، مما أدى إلى ظهور كائنات كابوسية تُعرف باسم "الهاينتس" (Haints) والتي تزرع الفوضى والرعب في كل مكان. ولكن بفضل قدرتها كـ "ناسجة"، تمتلك هازل قدرة تجعلها من الأشخاص الوحيدين القادرين على رؤية هذا الفساد وهذه الوحوش، وبالتالي يصبح على عاتقها مواجهتها وإعادة التوازن إلى العالم.

تأخذ مواجهة "الهاينتس" شكل لعبة أكشن من منظور الشخص الثالث، بسيطة في جوهرها لكنها ممتعة في معظم الأوقات. لا يوجد تداخل بين القتال والقفز بين المنصات، مما يعني أنك لن تقلق أبداً بشأن الأعداء أثناء القفز. تقضي معظم وقتك في تحديات منصية أساسية تتضمن القفز، القفز المزدوج، الانزلاق، الاندفاع الجوي بين الحين والآخر، وأحياناً الجري على الجدران. في بعض الأحيان، ستحتاج إلى "نسج" منصة من العدم، لكن الأماكن التي يمكنك القيام بذلك فيها محددة بوضوح، مما يجعل الأمر سهلاً أكثر من كونه تحدياً حقيقياً. علاوة على ذلك، يمكنك في أي وقت الضغط على زر R3 لمعرفة وجهتك التالية، وهي ميزة تكاد تكون غير ضرورية لأن التصميم العام للمراحل خطي إلى حد كبير.

خلال تقدمك، ستتوقف أحياناً في ساحات قتال مغلقة لا يمكنك اجتيازها حتى تهزم جميع الأعداء. وباعتبارها "ناسجة" تستخدم خطافات حياكة كأسلحة، كنت أتوقع أن تتمتع هازل بقدرات قتالية تتمحور حول الحياكة، ولكن في الواقع أسلوب قتالها يشبه إلى حد كبير أسلوب شخصية بفئة الـ Rouge بألعاب تقمص الأدوار مسلحة بخنجرين مزدوجين. يمكنك الضغط بشكل متكرر على زر X لتنفيذ هجمة ثقيلة، أو الضغط المطوّل لهجوم قوي. كما تستطيع القفز أو الاندفاع لتجنب الضرر في أي لحظة. هناك أيضاً تعويذات تتيح لك تجميد الأعداء أو دفعهم أو جذبهم، ومع تقدمك، هناك تعويذة تمكنك من تحويل أحد الأعداء ليقاتل بجانبك مؤقتاً. هذه التعويذات تعمل وفق أشرطة شحن سريعة، مما يشجعك على استخدامها باستمرار دون قلق.

تصبح المعارك أكثر إثارة مع الزعماء، حيث تُعد مواجهاتهم من أفضل اللحظات في اللعبة. يتميز كل زعيم بأسلوب قتالي خاص به، وغالباً ما يكون الحل لمواجهته واضحاً تماماً، لذا لن تجد نفسك تائهاً بشأن ما يجب عليك فعله. لكن القتال ضدهم يتطلب منك متابعة أكثر من عامل في نفس الوقت، مما يجبرك على القيام بأشياء تتجاوز الهجمات الأساسية، وهو ما يجعل هذه المواجهات أكثر تشويقاً وحماساً مقارنة بالقتال ضد الأعداء العاديين.

ولكن إذا كان اللعب المنصي بسيطاً والقتال مملاً، فما الذي يجعل South of Midnight تستحق التجربة؟ الإجابة هي: كل شيء آخر! لأن الكتابة، السرد، المرئيات، والموسيقى في هذه اللعبة تعد من أفضل ما قدمته الصناعة على الإطلاق.

المرئيات في South of Midnight كانت مذهلة منذ العروض الترويجية الأولى، لكن عند تجربتها داخل اللعبة، يتألق الفن بطريقة تفوق ما يمكن لأي عرض نقله. إذا كنت قد شاهدت ألعاب Contrast أو We Happy Few فأنت تعلم أن Compulsion Games دائماً ما تذهب إلى أبعد الحدود عندما يتعلق الأمر بالرسوميات، وSouth of Midnight ليست استثناءً. هناك محاولة واضحة لمحاكاة أسلوب الأفلام بتقنية إيقاف الحركة مثل Coraline وParaNorman، وقد نجحت هذه المحاولة بشكل مذهل، مما يجعلها واحدة من أكثر الألعاب إبهاراً من الناحية البصرية في السنوات الأخيرة.

اختبرت اللعبة على لابتوب مزود ببطاقة RTX 3050Ti، حيث حصلت على 60 إطاراً في الثانية بثبات مع جميع الإعدادات على Ultra وميزة DLSS مضبوطة على "الجودة". كما قمت بتجربتها على Steam Deck OLED، حيث حصلت على متوسط 40 إطاراً في الثانية عند الإعدادات المتوسطة وتقنية Upscaling مضبوطة على "متوازن"، وعند تحديد الإطارات عند 45، أصبحت التجربة سلسة للغاية. ببساطة، South of Midnight تصل في حالة تقنية متينة للغاية.

لكن المرئيات ليست مجرد استعراض تقني، بل تدعم قصة مكتوبة بعناية فائقة. يتم الكشف مبكراً في اللعبة عن أن "الوصمة" (The Stigma) تحدث عندما تؤدي الأحزان والصدمات العميقة إلى تمزيق نسيج الكون نفسه، وكل تفصيلة سردية في اللعبة تدور حول هذه الأحزان. إنها حكاية فانتازيا قوطية لا تعرف التردد أو المساومة، تتناول الحب، والخسارة، والحياة، والموت، وكل الدراما العاطفية التي تنبع منها.

تتعزز هذه القصة أيضاً بموسيقى تصويرية استثنائية من تلحين أوليفر ديريفيير، الذي لم يكتفِ باستخدام مقطوعات جميلة تجمع بين الكمان والبانجو، بل أضاف أيضاً ألحانٍ تحمل كلمات تعكس حالتك في اللعبة. لطالما كان ديريفيير رائداً في دفع الحدود حقاً في مجال تصميم الموسيقى التصويرية، حيث لا يكتفي بتلحين أكثر المقطوعات روعة التي يمكن للأذن البشرية أن تصنعها (بصراحة، متى سيحصل هذا الرجل على المزيد من الجوائز؟)، بل يعمل على تفكيكها وإعادة تركيبها ضمن إطار ديناميكي في لعبة تفاعلية حيث تتناغم الموسيقى مع أسلوب اللعب. لقد قام بتنفيذ أشياء رائعة في Dying Light 2 حيث تتطابق وتيرة الموسيقى مع وتيرة الجري والحركة، لكن ما فعله في South of Midnight هو إنجاز ثوري بحق.


تقدم South of Midnight تجربة مذهلة تستحق كل قرش يُدفع فيها وأكثر. تقدم اللعبة 10-12 ساعة من أسلوب لعب ممتع للغاية، مصحوبة بقصة عميقة ومؤثرة تمتلئ بالحزن والتأمل، وكل ذلك مدعوم ببعضٍ أروع الموسيقى والمرئيات التي شهدتها صناعة الألعاب. إذا كان هذا النوع من التجارب يستهويك، فلا تتردد في خوض هذه الرحلة عبر النهر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا