العاب / IGN

مراجعة الحلقتين 5-6 من Daredevil: Born Again

  • 1/2
  • 2/2

تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق كامل للحلقتين 5-6 من Daredevil: Born Again!

للاطلاع على المراجعة الخالية من الحرق للحلقتين 1+2. والحلقة 3 والحلقة 4 مع حرق.


وأخيراً، بعد طول انتظار دام عدة أسابيع، يعود مات موردوك لارتداء بدلة ديرديفل في مشاهد قتالية دموية تليق بمستوى المسلسل العالي، جاءت العودة عبر حلقتين عُرضتا معاً في خطوة ذكية تستحق الإشادة... فالحلقة الخامسة تمتلك طابعاً مستقلاً ضمن سياق المسلسل العام، وكان يمكن أن تحدث في أي لحظة ضمن المسلسل من دون أن تؤثر على السرد العام إذ أنها لا تقدم تطوراً كبيراً في الحبكة الرئيسية سوى دفع مات خطوة أقرب نحو تبني دور المقتص رغم عدم ارتدائه البدلة بعد. هنا تظهر عبقرية قرار مارفل وديزني بعرض الحلقتين معاً، لأن هذا جنّبهم الانتقادات المحتملة لأنه سمح لنا كمشاهدين متعطشين لمعرفة ما سيحدث بالمسلسل نستمتع بكل لحظة من الحلقة الخامسة المستقلة من دون أن نأبه بأننا لم نر بعد ميوز أو فيسك أو أي شخصية أخرى من المسلسل باستثناء مات، وذلك لأن عرضها مع حلقة تالية مباشرةً ضمن للمشاهدين المتعطشين للتطورات أنهم لن يضطروا للانتظار طويلاً. هذه الاستراتيجية أعطت الحلقة الخامسة قيمة مضافة ووزناً أكبر، حيث استطعنا الاستمتاع بكل لحظة فيها دون قلق، واثقين أن الأجوبة والتطورات المنتظرة ستأتي في الحلقة المرفقة بها.

وفي نفس الوقت حصلنا لاحقاً على تلك الحلقة التي كنا ننتظرها منذ أول حلقتين من الموسم، ويا للروعة! لقد منحتنا كل ما كنا ننتظره وأكثر. ظهور ميوز بشكل فعلي؟ تحقق. عودة مات لارتداء بدلة ديرديفل؟ تحقق. عودة فيسك إلى كينغ بين الذي عرفناه؟ تحقق. ظهور أنجيلا مرة أخرى؟ تحقق. ناهيك عن الآكشن الدموي، والإخراج الرائع، والأجواء المشحونة والموسيقى التصويرية المثيرة. كل العناصر التي أحببناها بالمسلسل موجودة، حتى أنها ألقت لمسة حنينية رائعة بعودة كارين وفوغي ولو عبر لقطة فلاش باك عابرة. ربما العنصر الوحيد الذي كان ينقصها هو ظهور فرانك كاسل بشكل فعلي. لكن قرار عرض الحلقتين معاً أثبت كونه الخيار الأمثل، حيث شكلتا معاً تحفة درامية تضع "دارديفيل: بورن أغين" في صدارة الأبطال الخارقين الحالية. كل العناصر التي جعلت المسلسل عظيماً اجتمعت هنا لترسم لنا حلقة لا تُنسى!

سأبدأ بالحديث عن الحلقة الخامسة. لو وضعنا السياق العام للمسلسل جانباً، فإن هذه الحلقة بحد ذاتها تشكل تحفة سينمائية قائمة بذاتها، وكأنها سطو كامل متكامل العناصر بكل ما تحمله الكلمة من معنى! من أول لقطة إلى الأخيرة، نغوص في عالم من التشويق المحكم: عملية سطو مثيرة، جوهرة ثمينة تستحق السرقة، مجموعة من المجرمين الحمقى الذين يضفون لمسة رائعة من الخفة تتناغم ببراعة مع الأجواء المظلمة للمسلسل، وبالطبع بطلنا الذي ينقذ الموقف، بالإضافة إلى مشاهد آكشن رائعة للغاية، وتصميم معارك عبقري لا يخشى أن يكون شديد الدموية مع حركات قتالية مذهلة من مات موردوك ومنافسيه، حركات قتالية مبهرة تظهر مهارات مات المطلقة، تماماً كما وعدنا طاقم العمل من قبل. وفوق كل ذلك تأتي لمسة ديرديفل بحد ذاته لتكتمل عناصر فيلم رائع، ولا ننسى تلك اللمسات الذكية التي تربطنا بعالم مارفل الأوسع من خلال ظهور والد كمالة خان، مما يزيد التشويق لموعد العشاء الذي سيجمع بين مات وكمالة! نعم كل شيء كان رائعاً في هذه الحلقة وما كنت لأريد أن يغيروا منها أي شيء!

الحلقة تفتتح بقوة بظهور يوسف خان، والد كمالة، مما يربط الأحداث فوراً بعالم مارفل الواسع ويعطي الحلقة ثقلاً أكبر. وكان من الممتع الاستماع إلى حديث يوسف بحب حول ابنته سواء كمالة كشخصية عادية أو كمس مارفل، والمفاجئ أن مات لم يسمع بها من قبل! لكن ربما يكون هذا تمهيداً للقاء يجمع بين مات وكمالة، خاصة إذا كان مقدمة لتشكيل فريق أفينجرز يافعين أو ربما مسلسل Marvel's Champions الذي صدرت حوله الإشاعات، هكذا فريق قد يضم شخصيات مثل كمالة خان (مس مارفل) ومايلز موراليس (سبايدرمان) وكيت بيشوب (هوك آي) وريري ويليامز (آيرون هارت) وأميريكا تشافيز (مس أميركا) وحتى أنجيلا آيالا (وايت تايغر)، وسيكون من الرائع لو أن مات هو من يتولى تدريبهم!

ومن ناحية أخرى، يجب أن أتوقف عند المشاهد القتالية المُبهرة التي تخطف الأنفاس، بدءاً من اللحظة التي يخلع بها مات ربطة عنقه لينقضّ على أحد المسلحين، ووصولاً إلى مواجهة المثيرة الزقاق حيث يقاتل المسؤول عن فريق السطو الهارب، هذه المشاهد تقدم بعض أفضل اللحظات القتالية في المسلسل، خاصةً مشهد الزقاق الذي يحمل دلالات رمزية قوية، حيث يضع مات القناع الأحمر في رمزية لعودته لهوية ديرديفل، ثم يندفع نحو خصمه بشراسةٍ قد تكون صادمةً لبعض المشاهدين بسبب حدتها. وفي حين أننا يمكن اعتبار هذه الحادثة بمثابة العودة الرسمية الأولى لديرديفل بعد طول انقطاع وإن كان من دون بدلة، إلا أن القرار الحاسم والفعلي بارتداء رسمياً لم يتخذ إلا في الحلقة السادسة، عندما أشعل خوفه على أنجيلا شرارة العودة الحقيقية لـ"شيطان هيلز كيتشن"!

نصل الآن للحديث عن الحلقة السادسة الرائعة! لا تتوانى الحلقة عن طرح الأسئلة الوجودية الحقيقية التي هي في الواقع جوهر صراع مات موردوك، يتجلى ذلك بوضوح في حواره مع هيذر التي تعمل على كتابها الجديد حول المقتصين المقنّعين، فتسأله: ما فكرة القناع؟ هل يخفينا ويعطينا الأذن للقيام بأمور محظورة قانونياً واجتماعياً مثل العنف؟ هل يسمح لنا القناع بإظهار ذاتنا الحقيقية؟ أم يجردنا من هويتنا ويسمح لنا بالتصرف كالحيوانات؟ هذه الأسئلة لطالما كانت في صلب المسلسل منذ مواسمه الأولى، يتم تقديم ذلك بذكاء من خلال تقنية الانتقال البصري بين مات وفيسك، في استعارة قوية توضح أن كليهما يرتديان أقنعة، فبينما يخفي فيسك خلف قناع العمدة وجهه الحقيقي المتمثل بكينغ بين، ندرك أن الأمر معكوس مع مات، حيث أن "مات موردوك المحامي" هو القناع حقاً، وأن ديرديفل هو هويته الجوهرية التي لا يستطيع الهروب منها.

منذ اللقطة الأولى، تدخلنا الحلقة مباشرة في صلب الحدث: اللوحات الجدارية المنتشرة حول المدينة لم تُرسم بالطلاء، بل بدماء بشرية... واسم "ميوز"، الذي كان مجرد توقيع على الجدران، أصبح الآن يتردد في أروقة المباني الحكومية. كيف استطاع قاتل متسلسل تنفيذ أكثر من 60 جريمة قتل دون أن يلفت انتباه أحد؟ الوحيد الذي حاول كشف الحقيقة كان هيكتور آيالا، لكن الشرطة كانت غارقة في فسادها، تاركة الضحايا في طي النسيان. لكن بدلاً من اللجوء إلى القانون، نرى فيسك يتبنى خطةً أكثر ظلامية: تشكيل فرقة مرتزقة من الشرطة الفاسدة، مهمتها ملاحقة القاتل بأساليبهم الخاصة. تتمتع هذه "الفرقة الخاصة" بامتيازات بامتيازات غير خاضعة للمساءلة، هؤلاء "المحققون الخاصون" يتمتعون بامتيازات غير خاضعة للمساءلة، من رواتب إضافية إلى غياب كاميرات المراقبة على زيهم، مما يمنحهم الضوء الأخضر للقتل والتعذيب دون رقابة. وهنا تتجلى ازدواجية معايير فيسك بوضوح: فرغم حملته الشرسة ضد المقتصين أمثال ديرديفل وبانيشر، ها هو يختار تماماً الأشخاص الذين يبجلون ذا بانيشر ويسيرون على خطاه، وهذا، في جوهره، اعترافٌ بأن العدالة لا تأتي دائماً من القانون والإجراءات الرسمية، بل قد يضطر المرء إلى انتزاعها بيديه.

من الجدير الإشارة إلى أحد الشخصيات الأخرى العائدة من عالم مارفل السينمائي، حيث تواصل الحلقة السادسة نهج ربط أحداث المسلسل بالكون الأوسع، هذه المرة، نشهد عودة جاك دوكاين (توني دالتون)، الذي كان مخطوباً لإليانور بيشوب، والدة كيت بيشوب في مسلسل Hawkeye، وهو ظهور ليس مفاجئاً تماماً نظراً لوجود ويلسون فيسك نفسه في ذلك المسلسل. ما يثير الفضول هو الدور الذي قد يلعبه دوكاين في القصة. فقد ظهر أولاً في مقطع على أحد الأشخاص الذين تجري معهم بي بي مقابلات، مرتديًا بدلةً ويتصرف كأحد المقتصين مستلاً سيفه. ثم عاد ليحضر حفل فيسك كرجل ثري وغامض، مما يجعلنا نتساءل هل هو مجرد شخصية عابرة، أم أن له دوراً أكبر في الأحداث القادمة؟ مهما يكن، فظهوره أضاف لمسة من التشويق والإثارة، خاصةً لعشاق عالم مارفل الذين يتتبعون خيوط هذه الشخصيات عبر المسلسلات المختلفة.

أما بالنسبة لشخصية ميوز، فلا نحصل على الكثير من المشاهد معه إلا في الجزء الأخير من الحلقة، حيث نشهد مواجهة قتالية رائعة بينه وبين ديرديفل تجعلنا نتساءل كيف اكتسب هذه المهارات القتالية التي تمكنه من مجاراة شخص بمستوى ديرديفل! الإخراج الرائع يقدم لنا مشهداً مزدوجاً متقناً، نتنقل فيه بسلاسة بين معركتين متوازيتين - ديرديفل ضد ميوز في مواجهة شرسة، وفيسك في قتاله الوحشي ضد آدم، في تناقض صارخ بين الخير الذي يقضي على الشر والشر الذي يقضي على الخير. الكاميرا تتحرك بانسيابية مع حركات المقاتلين، مما يخلق إحساساً غامراً بالمشاركة في القتال. يزداد تصميم المعارك تميزاً بفضل سلاح ديرديفل الجديد، حيث يمنحه الحبل المضاف إلى عصاه المزدوجة تكتيكات قتالية مبتكرة، مثل إطلاقه بسرعة هائلة كسلاح قاذف، أو استخدامه كخطاف للالتفاف حول الخصوم، أو حتى لسحب نفسه نحو الأهداف، في أسلوب قتالي يذكّرنا بحركات سبايدرمان عند استخدامه لشبكته.

لطالما قدّم المسلسل مات موردوك وويلسون فيسك كوجهين لعملة واحدة، مرآتين تعكس كل منهما الأخرى. كلاهما نشأ في فقر، كلاهما يحملان حباً عميقاً لنيويورك وإيماناً راسخاً بأنهما ينقذانها بطريقتهما الخاصة، وكلاهما يسعيان للخير وفقاً لمبادئهما، لكنهما ينزلقان باستمرار نحو الظلام. وتحاول هذه الحلقة تسليط الضوء بشكل مباشر على هذا التشابه بينهما من خلال تصويرهما بشكل متواز، حيث نشعر أنهما يكملان بعضهما البعض، ففي لحظة ينطح فيها فيسك آدم برأسه، يفعل ديرديفل الشيء نفسه مع ميوز، وعندما يرفع مات ميوز ويرميه على الطاولة، نرى فيسك يكرر المشهد مع آدم، مات يرمي ميوز على الجدار، فينعكس المشهد مع فيسك وهو يفعل الأمر ذاته. كلاهما كان على وشك قتل خصمه، لكنهما توقفا في اللحظة الأخيرة. بالنسبة لمات، لم يكن ضميره أو إيمانه هو ما أوقفه، بل توقف قلب أنجيلا عن الخفقان، ما اضطره للإسراع لإنقاذها. أما فيسك، فربما لأنه يخطط لمزيد من العذاب لآدم. هذه الحلقة لا تعيد فقط مات إلى ارتداء بدلة ديرديفل، بل تعيد ويلسون فيسك إلى حقيقته كالعقل الإجرامي الذي عرفناه، متخلياً عن قناع العمدة المزيف... وهكذا، تكتمل الدائرة، ليعود كلاهما إلى حيث بدأ. وكأن المسلسل يقول لنا: مهما حاولا الهرب من مصيرهما، فهما مقدر لهما أن يعودا إلى حيث بدآ - وجهين متقابلين لنفس المعادلة الأبدية بين العدالة والانتقام.

لم يتبقَ سوى ثلاث حلقات على نهاية الموسم، ولا أطيق الانتظار لمعرفة ما تخبئه لنا! ورغم ذلك، لا يسعني إلا أن أتمنى ألا ينتهي المسلسل أبداً لشدة استمتاعي به. آمل أن نشهد ظهور فرانك كاسل وكارين بيج في الحلقات القادمة، لكن أكثر ما أتوقعه هو تصاعد التوتر إلى أقصاه، سواء في المواجهة المحتدمة بين ديرديفل وميوز، أو في الصراع ضد الفرقة الخاصة التي أنشأها فيسك. وإن استمر المسلسل على هذا النهج التصاعدي المذهل، فأنا على ثقة بأننا أمام عمل ملحمي لن يضاهي فقط مستوى المواسم الثلاثة الأولى على نتفليكس، بل قد يكون نقطة التحول التي تعيد عالم مارفل السينمائي إلى مجده بعد النكسات التي واجهها في السنوات الأخيرة، ويفتح الباب أمام عصر جديد من الأعمال الاستثنائية بعد سنوات من التذبذب في المستوى.

نشهد هذا الأسبوع حلقتين متكاملتين تقدمان تجربة متوازنة بين الإثارة والبناء الدرامي، فالحلقة الخامسة تُشكل قصة مستقلة تمثل فيلم سطو متكامل رائع مليء بالآكشن وتندمج بسلاسة مع السياق العام، أما الحلقة السادسة فتقدم ما كنا ننتظره منذ أسابيع. بين التصوير الرائع للمشاهد القتالية، والأداء التمثيلي المتميّز، والروابط الذكية مع عالم مارفل الأوسع، والتصعيد الدرامي المشحون بالتوتر والمواجهات الملحمية، تُعتبر هاتان الحلقتان من أبرز لحظات المسلسل حتى الآن. إنهما تؤكدان أن Daredevil: Born Again ليس مجرد مسلسل عادي، بل أحد أروع إبداعات مارفل في السنوات الأخيرة، وأكثرها التزاماً بروح القصة وجوهر الشخصيات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا