في مشهد يعكس القيم النبيلة للعمل التطوعي، وضمن حضورها السنوي المعتاد، تواصل جمعية الكشافة العربية السعودية أداء مهامها الإنسانية والتنظيمية في الحرمين الشريفين خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وسط كثافة بشرية كبيرة، ومشاعر إيمانية عامرة يعيشها المعتمرون والزوار في أجواء روحانية مميزة.
وانتشرت فرق الكشافة المدربة في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي، مساهمة في تقديم خدمات ميدانية متنوعة، شملت إرشاد التائهين، مساعدة كبار السن، تقديم الإسعافات الأولية، وتنظيم حركة الزوار في المواقع الحيوية، بما يضمن سلاسة الحركة وراحة قاصدي الحرمين الشريفين.


مواقف إنسانية
من بين المواقف الميدانية التي عكست سرعة التجاوب وحسن التعامل، ما قام به الكشاف وليد فيحان العتيبي، الذي لاحظ أحد كبار السن وهو في حالة من الارتباك والقلق بجوار إحدى بوابات المسجد الحرام، حيث أفاد الرجل بأنه فقد زوجته ولا يعلم موقعها.
وعلى الفور، بادر الكشاف باستخدام جهاز الاتصال اللاسلكي للتواصل مع زملائه المنتشرين في نقاط متعددة، وتمكنت الفرق سريعًا من تحديد موقع السيدة بالقرب من أحد المصاعد. وجرى مرافقة الزوج إليها، في مشهد إنساني مؤثر امتزجت فيه دموع الفرح بالشكر والدعاء، تعبيرًا عن امتنانهم لجهود الكشافة ودورهم الفعّال في مثل هذه المواقف.

إسعافات أولية
في موقف آخر، قدّم الكشاف عمر أحمد حنتول، الإسعافات الأولية لأحد المعتمرين الذين تعرضوا لإصابة في القدم نتيجة انزلاق أثناء السير في الساحات، حيث تعامل الكشاف مع الحالة فورًا، وقام بربط الكاحل المصاب برباط ضاغط، ومن ثم ساعد المعتمر على الوصول إلى عربة متنقلة، وتم نقله إلى أقرب مركز صحي داخل الحرم لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأعرب المصاب عن بالغ تقديره لما لقيه من مساندة سريعة ومهنية، مؤكدًا أن مثل هذه المواقف تترك أثرًا كبيرًا في نفوس الزوار.

خطة متكاملة
تأتي هذه المواقف ضمن سلسلة من الجهود التي تنفذها جمعية الكشافة العربية السعودية في إطار خطة متكاملة، تهدف إلى تسخير الطاقات الشبابية المدربة لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، وضمن منظومة العمل التي تشهدها الحرمين الشريفين طوال أيام الشهر الفضيل.
وأكدت الجمعية أن فرقها الميدانية تخضع لتدريب مكثف في مجالات التعامل مع الحشود، والإسعافات الأولية، والإرشاد الميداني، والتواصل الفعال مع مختلف شرائح الزوار، مشيرة إلى أن حضور الكشافة في الحرمين يعكس مدى التزامهم برسالتهم الإنسانية والوطنية، ويجسد روح التطوع والبذل والعطاء التي يتميز بها أبناء المملكة.
وتُعد ليالي العشر الأواخر من رمضان من أكثر الأوقات التي تشهد كثافة بشرية عالية خلال الشهر الكريم، وهو ما يتطلب تواجدًا منظمًا ومهنيًا من مختلف الجهات، ومنها جمعية الكشافة، التي باتت تمثل عنصرًا فاعلًا في دعم جهود التنظيم والإرشاد، وإبراز الصورة الحضارية للمجتمع السعودي في خدمة ضيوف الرحمن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.