قال مسؤولو شركات عالمية، إن سوق الكمبيوتر المحمول في دولة الإمارات يشهد، خلال 2025، عدة توجهات رئيسية، تتماشى مع التطورات التقنية واحتياجات المستهلكين المتغيرة.
وأضافوا أن أبرز هذه التوجهات تشمل: زيادة الطلب على الأجهزة المتطورة ذات الأداء العالي والميزات المتقدمة، والتركيز على التصميم والوزن، لتلبية احتياجات المستخدمين، الذين يبحثون عن سهولة الحمل والتنقل.
من المتوقع أن يشهد طلباً متزايدا على الأجهزة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحسين الأداء وتوفير تجربة مستخدم مخصصة وفعّالة، فضلاً عن اقتناء الأجهزة الداعمة لشبكات الجيل الخامس (5G) وتقنيات الاتصال المتقدمة، لضمان اتصال أسرع وأكثر استقراراً.
عوامل النمو
قالت جمانة كرم، رئيسة قسم التسويق في شركة «آيسر» الشرق الأوسط، عن أبرز توجهات سوق الحواسيب الشخصية في الإمارات، والنمو المتوقع خلال 2025: توجد عدة عوامل لتوقع نمو إيجابي لسوق الحواسيب في الإمارات، خلال 2025، بنسبة تتراوح بين 5% و9%.
وأضافت، من جهة اعتاد السوق الإماراتي أن يكون سباقاً في اعتماد آخر الابتكارات، وأهمها الحواسيب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومن جهة أخرى يثري دخول لاعبون جدد مثل «كوالكوم» في مجال تصنيع معالجات الذكاء الاصطناعي السوق بأجهزة متعددة وأسعار تنافسية.
ومن العوامل الداعمة للنمو، توقف شركة «مايكروسفت» عن دعم نظام «ويندويز 10» في الربع الأخير من 2025، ما سيدفع الشركات والأفراد إلى شراء حواسيب جديدة، وقد بدأ مستخدمو هذا النظام بالحصول على تنبيهات من أجهزتهم في كل مرة يستعملونه لتذكيرهم بهذا التغيير، ودعوتهم إلى ترقية نظام التشغيل لحواسيبهم أو استبدال أجهزتهم، في حال لم يتوفر الحد الأدنى من شروط المكونات الحالية.
الفئة الاقتصادية
سيوفر دخول لاعبين جدد مثل «كوالكوم» و«ميدياتيك»، اختيارات أكثر وبأسعار أقل، كما أن المصنعين بدأوا بتوفير أجهزة أكثر للفئة الاقتصادية، ما سيحد نسبياً من ارتفاع الأسعار.
وسيعزز التضخم الاقتصادي من تهافت المستهلكين إلى أجهزة الفئة الاقتصادية، كما سيعزز إطلاق شركة «نفيديا» معالجات الرسوميات الجديدة في الربع الأول من السنة من مبيعات فئة أجهزة الألعاب، كما سنشهد إقبالاً متزايداً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما سيدفع بالشركات والأفراد إلى تجديد أجهزتها، للاستفادة من هذه الحلول الجديدة.
وتعد فئات الأجهزة النحيفة والخفيفة، بما فيها حواسيب الذكاء الاصطناعي، الألعاب، والفئة الاقتصادية، الأجهزة المتوقع أن تستحوذ على الطلب خلال 2025.
ارتفاع الأسعار
عن توقع ارتفاع أسعار الأجهزة في سوق الإمارات، خلال 2025، أوضحت جمانة كرم، لقد شهدنا ارتفاعاً تدريجياً للأسعار، خلال 2024، وسجل شهر يناير/ كانون الثاني 2025، ارتفاعاً بنسبة 1% مقارنة بالعام 2024. كما نتوقع زيادة أكبر نسبياً، خلال 2025، خاصة بعد الإجراءات التي اعتمدتها مؤخراً الولايات المتحدة لزيادة التعريفات الجمركية.
وعن حصة الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي المتوقعة في سوق الإمارات، خلال 2025، قالت: تستمر حصة الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالنمو في سوق الإمارات، وأظهرت تقارير شهر يناير 2025 لشركة GFK لفئة المستهلك، أن هذه الحواسيب تشكل من حيث العدد 45% من الحواسيب المحمولة المبيعة في الإمارات، و8% منها تعدّ من فئة كوبايلت + وكروم+.
زمن الاستبدال
بالإشارة إلى متوسط زمن استبدال الأجهزة القديمة بأخرى جديدة في الإمارات، أكدت جمانة كرم: يبلغ متوسط عمر استبدال الحواسيب القديمة بأخرى جديدة بين 4 و5 سنوات، حسب الإحصاءات العالمية، ولكن من المؤكد أن دولة الإمارات هي واحدة من أعلى الأسواق استهلاكاً للحواسيب الأحدث، التي تتضمن آخر صيحات التكنولوجيا، لذا لا نستغرب أن يكون متوسط عمر الحواسيب في الدولة بين 3 و4 سنوات.
وعن عزوف العديد من المستخدمين عن شراء الأجهزة الأحدث بسبب الخوف من توفر قطع الغيار، أوضحت أن توفر قطع الغيار يتباطأ مع عمر الأجهزة وليس العكس. كما لا أتوقع ان يحتاج الجهاز الجديد لقطع غيار فور استعماله، إلا إذا كان هناك عطل عام في التصنيع، وفي تلك الحالة أتوقع أن المصنع سيؤمن قطع الغيار الكافية.
خطط «آيسر»
حول خطط «آيسر» لنمو المبيعات في الإمارات ورفع حصتها السوقية في الدولة العام الجاري قالت جمانة كرم: تتابع مبيعات الشركة في النمو في دولة الإمارات.
وتظهر تقارير شركة GFK نمو مبيعات «آيسر» من الحواسيب المحمولة في الإمارات لفئة المستهلكين بنسبة 8% في العدد، ونحو 6.5% في القيمة، خلال 2024، مقارنة بالعام 2023. وسجل شهر يناير/كانون الثاني 2025، نمواً بنحو 8.5% من حيث القيمة، ونمت مبيعات فئة حواسيب الألعاب ب 37% من حيث العدد، و23% من حيث القيمة لشهر يناير 2025، حسب آخر التقارير من GFK لفئة المستهلكين.
اتجاهات رئيسية
قال محمد هليلي، المدير العام لشركة «لينوفو» في منطقة الخليج: من المتوقع أن يكون مشهد الحواسيب الشخصية، خلال 2025، أكثر نشاطاً وتحولاً، حيث كشفت الشركة مؤخراً عن أهم اتجاهات الحواسيب الشخصية، التي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير في عام 2025 وما بعده.
وأضاف، أصبح يتعين على الحواسيب الشخصية أن تتطور أكثر، لتلبية الاحتياجات المتطورة للمستخدمين، خصوصاً مع تزايد ارتباط التكنولوجيا بالحياة اليومية.
وأوضح هليلي، من المتوقع أن تكون أكثر من 60% من الحواسيب الشخصية، التي يتم شحنها قادرة على استخدام الذكاء الاصطناعي، بحلول العام 2027، مما يشير إلى تحوّل كبير في الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الحوسبة.
وقال هليلي: نتوقع في عام 2025 دمج الذكاء الاصطناعي بشكل عميق، في كل من أنظمة التشغيل والتطبيقات، وسيؤدي هذا إلى توفّر أجهزة أكثر ذكاءً وسهولةً في الاستخدام وأكثر قدرةً على توقع احتياجات المستخدم وأتمتة المهام وتوفير التجارب المخصصة. وتهدف الحواسيب الشخصية، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من «لينوفو»، إلى تغيير تجارب المستخدم بشكل كبير، من خلال التفاعلات الطبيعية ونماذج اللغة الكبيرة المخصصة والتصميم المتطور للحوسبة، مما يجعل التجربة أكثر تخصيصاً وإنتاجيةً وحمايةً.
وتُجسّد سلسلة Lenovo Aura Edition، التي أطلقناها مؤخراً هذه الرؤية، حيث تقديم حلول مبتكرة تعمل على تبسيط وتعزيز التفاعلات بين المستخدم والجهاز. وبيّن هليلي، أن الحدود التقليدية بين العمل والحياة الشخصية تتلاشى بصورة مستمرة، مدفوعة بعادات العمل المتطورة، والطلب المتزايد على التقنيات متعددة الاستخدامات.
التقنيات والاستدامة
أوضح هليلي، ستكون التقنيات المستدامة اتجاهاً أساسياً في سوق الحواسيب، وخصوصاً مع قيام الحكومات الإقليمية بإطلاق مبادرات الاستدامة الطموحة، للحصول على أجهزة مصنوعة من مواد معاد تدويرها ومكونات موفرة للطاقة وممارسات تصنيع مسؤولة، وذلك استجابةً لتحول الاستدامة من مجرد خيار إلى توقع وحاجة أساسية.