سياسة / اليوم السابع

زمان.. "ياميش " عبق الذكريات بأسواق الزمن الجميل

كتب ــ محمود عبد الراضي

الإثنين، 10 مارس 2025 02:30 م

في أجواء المبارك، تتناثر في الأفق رائحة الذكريات التي تُعيدنا إلى زمنٍ مضى، كان فيه رمضان لا يُحاكي سوى لحظاتٍ من البهجة والتراحم، من بين الطقوس التي تظل عالقة في الأذهان وتعيش في قلوب الكثيرين، كانت "ياميش رمضان"، تلك الأصناف التي تحاكي الفخامة والتجدد، رغم بساطتها، وما زالت حاضرة حتى اليوم في بعض المناطق الشعبية والريفية.

تلك الأنواع المختلفة من الياميش كانت تزين أبواب البدالين في الأسواق المصرية، حيث يُعد سوق السكرية في باب زويلة أحد أبرز هذه المعالم القديمة، هناك، حيث كانت تتسابق الأيدي إلى الأغرف منها بكل شغف، تتناثر رائحة التوابل والمكسرات لتملأ الأجواء بالعبير الذي يذكر الجميع بقدوم شهر رمضان، شهر الخير والرحمة.

كان الناس، من الغني إلى الفقير، يتشاركون في شراء الياميش ويعودون إلى بيوتهم محملين بالكثير من الفرحة، التي تنتقل مع الفوانيس الصغيرة التي يحملها الأطفال وهم يطوفون بين المنازل في سهرات رمضانية ممتعة.

كانت تلك الفوانيس، كما يقال، تقودهم إلى أبواب البيوت لتوزيع ياميش رمضان، ليس فقط كتعبير عن الكرم، ولكن أيضًا كإحياءٍ للروح الرمضانية المليئة بالمشاركة والمحبة. وأصبحت الأسطح المتعرجة لأسواق القاهرة، مثل تلك في وكالة قوصون، في شارع باب النصر، شاهدة على تجارة الياميش التي كانت تفيض بأنواع متنوعة من المكسرات والفواكه المجففة التي كانت محط أنظار الجميع، حتى أصبح هذا المكان قبلة للزوار الباحثين عن ما يثلج قلوبهم.

ورغم تطور الزمن وانتقال تجارة الياميش إلى أماكن جديدة، مثل وكالة مطبخ العسل في الجمالية، حيث تحولت هذه الأسواق إلى أسواق لبيع أصناف جديدة من المكسرات مثل الجوز واللوز والخرنوب، إلا أن تلك الروائح القديمة ما زالت تشكل جزءًا أصيلاً من هوية رمضان المصري، وترتبط به ذكريات حية تعكس ملامح المحبة والتواصل الاجتماعي.

الياميش في رمضان ليس مجرد طعام، بل هو يحيي الذكريات ويغذي الروح، وهو شهادة على أن الكرم والمشاركة لا يقتصران على الغني فقط، بل يمتد أثرهما إلى الجميع، ليجعلوا رمضان شهراً عابقاً بالمحبة والود.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا