قدم رئيس قسم أمراض الكلى، في مركز الكويت الأمراض وزراعة الكلى الدكتور تركي العتيبي، حزمة نصائح طبية لمرضى الكلى، بلغت نحو 9 نصائح، لتوضيح إمكانية وآلية صيامهم في شهر رمضان بلا مخاطر، وحرصاً على سلامة المرضى وتجنباً لحدوث أي مضاعفات قد تؤثر سلباً على كفاءة الكلى.

وأشار العتيبي إلى «المضاعفات الوارد حدوثها بشكل عام لمرضى الكلى مع الصيام، وتشمل تعرض الجسم للجفاف بسبب نقص كمية السوائل أثناء الصيام، إضافة إلى أن تغيير مواعيد تناول الأدوية أثناء الصيام قد يؤثر سلباً على الحالة الصحية، بسبب عدم أخذ جرعات الأدوية بانتظام في المواعيد المحددة، فضلاً عن التأثر السلبي الوارد حدوثه للأمراض المزمنة والمصاحبة لكثير من مرضى الغسيل الكلوي مع الصيام، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وأمراض القلب والكبد، الى جانب احتمال حدوث خلل بمستوى الأملاح بالدم أثناء الصيام كارتفاع نسبة البوتاسيوم أو الصوديوم بالدم والذي يؤثر سلباً على الصحة العامة للمرضى».

وأضاف «بناء على ذلك، فإن قرار الصيام لمرضى الكلى يجب أن يكون بعد استشارة الطبيب المعالج، لتقييم الحالة الصحية وتحديد قدرة المريض على الصيام من عدمه مع إعطاء النصائح الطبية اللازمة وكيفية المتابعة الدورية أثناء صيام الشهر الكريم».

الكلى والصيام

وحول إمكانية صيام شهر رمضان من عدمه في الحالات الطبية المختلفة لمرضى الكلى، أوضح العتيبي أن «مرضى القصور الكلوي الحاد، وهم المرضى الذين يعانون من تدهور مفاجئ أو سريع في وظائف الكلى، فإنه لا ينصح بالصيام لهذه النوعية من المرضى حتى تتعافى كفاءة الكلى وتعود الى حالتها الطبيعية تماماً. أما مرضى القصور الكلوي المزمن، فإن السماح لهم بالصيام من عدمه يتوقف على درجة القصور الكلوي المزمن للمريض والتي يتم تقديرها من قبل الطبيب المعالج، علماً بأن مراحل القصور الكلوي المزمن تتراوح ما بين الدرجة الأولى والدرجة الخامسة».

وأفاد بأنه «يسمح بالصيام لمرضى القصور الكلوي المزمن من الدرجة الأولى والثانية، إذا كانت وظائف الكلى مستقرة. أما مرضى الدرجة الثالثة لا يسمح لهم بالصيام إذا كان المريض يعاني من داء السكري، أو من أمراض القلب أو الكبد، وعلى ذلك فإن مرضى الدرجة الثالثة من القصور الكلوي المزمن قد يسمح لهم بالصيام فقط في حال استقرار وظائف الكلى بشكل تام، مع عدم وجود أمراض مزمنة أخرى».

الغسيل

وفي ما يخص مرضى الغسيل الكلوي الدموي، أوضح العتيبي أن «هؤلاء المرضى يقومون بعمل جلسات الغسيل الدموي بواقع ثلاثة أيام بالأسبوع، ويصاحب هذه الجلسات إعطاء محاليل عن طريق الوريد، ما يفسد الصيام، فعلى ذلك لا ينصح بصيام مرضى الغسيل الدموي في أيام الغسيل الخاصة بهم، مع إمكانية صيام الأيام الخالية من الغسيل مع اتباع التعليمات الغذائية، وعدم شرب سوائل أكثر من لتر واحد يومياً بعد الإفطار مع المتابعة المستمرة أثناء جلسات الغسيل. كما لايمكن صيام مرضى غسيل الكلى البريتوني، لوجود مواد مغذية في سوائل الغسيل».

الزراعة

وأشار العتيبي إلى أنه «بخصوص مرضى زراعة الكلى، يسمح لمرضى زراعة الكلى بالصيام بعد مرور عام كامل على إجراء الزراعة، مع وجود استقرار تام بوظائف الكلية المزروعة، إضافة إلى استقرار ضغط الدم وعدم وجود أمراض صحية أخرى غير مستقرة، مثل سكر الدم أو أمراض القلب أو الكبد، والتأكد من ضبط مواعيد الأدوية المثبطة للمناعة مع الطبيب المعالج بما لا يؤثر سلباً على كفاءة الكلية المزروعة، وفي حالة وجود قصور مزمن بوظائف الكلية المزروعة، فإنه ينطبق عليها شروط الصيام السابق ذكرها في القصور الكلوي المزمن».

توصيات

وقدم العتيبي «بعض التوصيات المهمة لمرضى الكلى المسموح لهم بالصيام من قبل الأطباء المعالجين، ومنها إعادة تحليل وظائف الكلى، بعد 5 إلى 7 أيام من الصيام، للتأكد من عدم تأثر الكلى من الصيام، وتقليل المجهود المبذول خلال نهار رمضان، وتجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وشرب كمية وفيرة من السوائل في الفترة ما بين الإفطار والسحور، ما عدا مرضى الغسيل الكلوي المسموح لهم بالصيام في الأيام الخالية من الغسيل، بحيث لا تزيد كمية السوائل على 1 لتر يومياً، مع الاقلال من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم والسكريات والدهون، إضافة إلى الإقلال في تناول البروتينات لمرضى القصور الكلوي المزمن».

وحث على «ضرورة مراقبة المرضى لأي أعراض لتأثر الكلى، أو لأي مضاعفات ناتجة عن الصيام، مع أهمية تنظيم مواعيد الأدوية من قبل الطبيب المعالج، لتتناسب مع مواعيد السحور والإفطار»، منوهاً بأن «الله تعالى يُحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه، وبأنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها»، متمنياً الصحة والسلامة لكل المرضى.

1 - الحصول على تقييم الطبيب لكل حالة وقدرتها على الصوم2 - إعادة تحليل وظائف الكلى بعد 5 إلى 7 أيام من الصيام3 - تقليل المجهود المبذول خلال نهار رمضان 4 - تجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة5 - شرب كمية وفيرة من السوائل بين الإفطار والسحور ما عدا مرضى الغسيل 6 - الإقلال من الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم والسكريات والدهون7 - تقليل تناول البروتينات لمرضى القصور الكلوي المزمن8 - مراقبة أي أعراض لتأثر الكلى أو أي مضاعفات ناتجة عن الصيام9 - تنظيم مواعيد الأدوية من قبل الطبيب لتتناسب مع مواعيد السحور والإفطار