عرب وعالم / السعودية / عكاظ

وسورية: الرهان على الشعب السوري!

تابع المهتمون بالشأن السياسي في العالم العربي زيارة الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى سورية، بعد زوال نظام الأسد وهروب بشار الأسد في منتصف الليل إلى روسيا، وهي زيارة في منتهى الأهمية والدلالة والرمزية. ليس بخافٍ على أحد الموقف السعودي في دعم الشعب السوري منذ فترة ليست بالقليلة، وبالتالي تأتي هذه الزيارة لتأكيد ذلك بصورة عملية. ولقد كان لافتاً جداً في تصريح وزير الخارجية السعودي في دمشق الكلمات التالية: «ثقتي بعبور السوريين هذه المرحلة المفصلية بنجاح، وبما يكفل تحقيق مستقبل زاهر يسوده الاستقرار والرخاء»، ويأتي هذا التصريح بعد تصريح سابق لوزير الدفاع السعودي الأمير والذي قال فيه: «لقد عانى إخواننا وأخواتنا في سورية سنوات من الحروب والدمار والوضع المعيشي الصعب»، مؤكداً: «آن الأوان أن تستقر سورية وتنهض، وتستفيد مما لديها من مقدرات وأهمها الشعب السوري الشقيق».

والرهان على الشعب السوري ووعيه ورغبته في إصلاح وتطوير وإنجاح بلاده هو بالفعل رهان في مكانه، فالسوري بطبيعته فعّال ومنتج ومؤثر بشكل إيجابي في كل مجتمع يتواجد فيه، فهو يرفض رفضاً باتاً أن يكون عالة على أحد. وهناك الآلاف من النماذج والأمثلة الناجحة لنجاح السوريين في كافة قارات العالم بلا استثناء لتؤكد هذا المعنى.

السوري وخلال حقبة نظام الأسد السوداء والتي تجاوزت الخمسين عاماً من القهر والطغيان، ظل يعمل وينتج ويتاجر ويصنع ويصدر في ظل حكم مخابراتي هو الأسوأ على الإطلاق، وحرمان من الكهرباء والعملة الصعبة والاستيراد.

ظروف يعجز معها أي رجل أعمال أن يعمل تحتها، ومع ذلك نجح السوري في الإنجاز لتخرج قصص نجاح وسط ذهول العالم. ولا يمكن إغفال قصص نجاح السوريين المبهرة في المهجر حول العالم في مجالات الطب والهندسة والتجارة والصناعة. من ستسمع عن نجاح عبدالغني الدبس رجل الأعمال الدمشقي، وفي نيجيريا ستسمع عن قصة نجاح أسرة المسلاتي الحلبية، وفي مونتريال بكندا ستسمع عن تألق غير عادي لأبناء الجالية السورية في مختلف المجالات. تابع نجاحات السوريين أخيراً في السويد وألمانيا ومصر والسودان وموريتانيا والإمارات وتركيا والمكسيك على سبيل المثال لا الحصر، وستعلم أنه شعب لا يرضى إلا بالعمل الشريف وكسب قوته بشرف ومن عرق جبينه وبأمانة.

الرهان على الشعب السوري هو اختيار لإيمانها واحترامها وإدراكها ومعاشرتها ومعرفتها بقدرات الشعب السوري بشكل مباشر، وهذا هو رأس المال الحقيقي لسورية، وهو كنز لا يفنى.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا