تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم الثلاثاء عاكسة مكاسب سابقة حصدتها في بداية التداول وذلك في وقت ينتظر فيه المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية الجديدة عقب صدور تقرير مؤشر أسعار المنتجين الذي جاء أخف من المتوقع، كما يسلط ذلك الأضواء على تقرير يفيد بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة قد ترفع الرسوم الجمركية "بشكل تدريجي" لتخفيف الضغوط التضخمية، وفق ما أوردته شبكة "ياهو فاينانس" الأمريكية.

تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية

تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي بنحو 0.3% ومؤشر ناسداك المركب الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا بــ 0.4% في حين تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 84 نقطة بنحو 0.2%.
وهوت قيم أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "ميتا" التي خسرت حوالي 2% في حين خسرت "ألفابت" و"مايكروسوفت" نحو 0.1% لكل منهما بينما ارتفعت أسهم كل من شركتي "تسلا" و"بالانتير" بنحو 1% و2% على التوالي.
اقرأ أيضاً: 5 توقعات لسوق الأسهم الأمريكية في 2025.. وهذه أفضل الشركات

أخبار سيئة لأسواق الأسهم

حول ذلك قال سام ستوفال كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "سي إف آر إيه" للأبحاث:"إذا جاء مؤشر أسعار المستهلك أعلى من المتوقع فسيكون ذلك بالتأكيد بمثابة أخبار سيئة لأسواق الأسهم لأنه يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيظل بالفعل أبطأ في خفض أسعار الفائدة".

مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي

ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الذي يتتبع التغيرات السعرية التي تشهدها الشركات على مستوى الجملة بنسبة 3.3% مقارنة بـ 3% في نوفمبر ولكن أقل من توقعات خبراء الاقتصاد
كما ارتفع بنسبة 0.2% عن الشهر السابق وهو ما يقل أيضًا عن التوقعات ما يضع الأساس لبيانات التضخم الاستهلاكي المتوقعة بشدة يوم الأربعاء.
اقرأ أيضاً: بالأرقام.. تباين أداء الأسهم الأمريكية عند الإغلاق

زيادات تدريجية في الرسوم الجمركية

في هذه الأثناء، تابع مستثمرو الأسهم عن كثب أخبار دراسة فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب طرح زيادات شهرية في الرسوم الجمركية بدلا من فرض مستويات أعلى دفعة واحدة وفقا لما ذكرته بلومبرج، في محاولة للمساعدة في منع ارتفاع التضخم.
تقلق الاحتمالات الكبيرة بأن تؤدي سياسات ترامب إلى زيادة ضغوط الأسعار الأسواق لأن ذلك قد يحد من نطاق عمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.
لكن أحد المحللين في بنك "يو بي إس" قال إن التعريفات الجمركية التدريجية قد تظل "مشكلة" لجهود البنك المركزي لإنهاء مهمة تهدئة التضخم.

بيانات أمريكية "إيجابية" لأسواق الأسهم

ارتفعت أسعار الجملة بأقل من المتوقع في ديسمبر وهو ما هدأ بعض مخاوف مستثمري الأسهم من عودة ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة.
قال يوجينيو أليمان كبير خبراء الاقتصاد في "ريموند جيمس": "إن ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين عن المتوقع في ديسمبر سيكون إيجابيا بالنسبة للأسواق التي كانت قلقة من قراءات التضخم الأعلى خلال الأشهر القليلة الماضية".
ورأى تشارلي ريبلي كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "أليانز" لإدارة الاستثمارات: "ظهر تراجع الأسعار في معظم المكونات باستثناء الطاقة حيث شهدنا زيادة ملحوظة في أسعار البنزين الشهر الماضي وبعض الزيادة في أسعار شركات الطيران".
ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 3.5% عن مستويات نوفمبر بأكبر زيادة شهرية منذ فبراير 2024.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار شركات الطيران المحلية والدولية بنسبة 7.2%.

تعويض خسائر الأسهم الأوروبية

واصلت معظم الأسهم الأوروبية تعويض بعض الخسائر بعد تقرير يفيد بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ربما يختار فرض زيادات تدريجية في الرسوم الجمركية مع تقدم قطاعات مثل السيارات.
وارتفع مؤشر كاك باريس 55 نقطة (0.7%) ليبلغ 7463 في حين ارتفع مؤشر داكس في فرانكفورت 171 نقطة (0.8%) ليتداول عند 20304 لكن مؤشر فوتسي في لندن انخفض بنقطتين (0.03%) ليبلغ 8222.

تداولات الأسهم الآسيوية

بالمقارنة، وفي وقت سابق من التعاملات الآسيوية، خسر مؤشر نيكي في طوكيو 716 نقطة (1.8%) ليغلق عند 38474 نقطة حيث باع المستثمرون أسهم أشباه الموصلات بعد أن قالت الحكومة الأمريكية إنها ستفرض المزيد من القيود على صادرات رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وفق ما ذكر موقع آر تي إي
لكن مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج ارتفع 345 نقطة (1.8%) ليغلق عند 19220 نقطة - متعافيا من أدنى مستوى له في أربعة أشهر - مع تحسن المعنويات بعد تعهد الصين باتخاذ المزيد من التدابير لدعم الأسواق الهشة والنمو الاقتصادي.