فيديو / صحيفة اليوم

‫‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬قد اكتنزت لحما وقد طبقتْ شحما


مْدسّم الشوارب، صفة تُطلق عل المضيّف الذي يولم لضيوفه الكثير من اللحم والشحم، جاء العنوام في شطر من بيت الشاعر الحطيئة يصف مضيفا احتار في عشاء ضيفه وكان حظهُ جيدا عندما مرّ قطيع غزلان فاصطاد واحدة سمينة وانزاح عن كاهله عبء الواجب.
أتوقّع، وتوقعوا معي أنه سيأتي اليوم الذي تخرج بحوث جديدة تُبطل فكرة أن الدهون مضرّة للإنسان، وأن ما جاء عنها من تحذيرات لا يعدو كونه مهمّة تجارية لتصريف ما لدى شركات الأدوية من أدوية يتوجّب على المرء في السنين الأخيرة تناولها لتقليل الآثار السيئة للشحوم واللحوم والبيض.
صحيح أن الاسترخاء في عصرنا وقلة الحركة أوجدت عللا لم تكن موجودة قبل. لكن الذي يأتي بذهني الآن أن الآباء وهم كثيرو الحركة في زمنهم لم يشتك أحدهم من السمنة والكوليسترول ويأكلون ما يحلو لهم. وعلامات الجود والكرم كانت إبراز لية الخروف فوق الصحن.
كان الناس في السابق يدعون الناس إلى مآدب الطعام في أوقات الفقر، وشعارهم بعد الترحيب «تفضل دسّم شاربك» لأنهم مقتنعون أن الدسم في ذلك الوقت نعمة، ولا تتوافر لدى الكل أنواع معينة من الطعام نظراً لما يعانيه الناس من شدة القلّة، حتى وصل الحال بأن عجز بعضهم عن توفير قوت يومه. أما الإشارة إلى الشارب، فهو لتدليل أنه من شدة الدسم، سيبتل الشارب بالكامل وهذه كناية عن شدة الدسم في الأكل، ومعروف دور الدهون من زبد وبيض وشحمة لية الخروف في إمداد الجسم بالطاقة التي قد لا يحتاج معها إلى الطعام ليومين أو أكثر.
دسم الطعام أو غيره: كثر دسمه من اللحم والشحم حتى يتضح المشهد أقول: كان الناس في الماضي وقت الجوع يُعتبر الدسم نعمة. يقال للضيف تفضّل دسّم شواربك. اليوم انقلب ذلك المفهوم رأساً على عقب. الدسم يعني «كوليسترول» وارتفاع الضار منه يؤدي إلى تصلّب الشرايين وانسدادها.
خلال العشرين سنة الماضية انتقل خطر تدسيم الشوارب من المفاطيح ذات الإليات «جمع إلية وهي ذنب الخروف» المُدهنة إلى دهون الوجبات السريعة، وتلك حسب الطب الحديث أخطر وأشد ضرراً.
الكل صار يعترف برأي الطب ومراكز البحوث، لكننا يجب أيضا أن نعترف بأن مراكز البحوث تلك تطردها مراكز بحوث أخرى وحديثة تقول لنا خلاف هذا.
@A_Althukair

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا