بالنسبة لنا كل الأيام أياماً للتسامح، وليس ١٦ نوفمبر فقط الذي أقرته منظمة اليونسكو، فالتسامح جزء من عقيدة المسلم وقيمة من قيمه.
نتسامح مع شركاء بيوتنا، ولا نتمسك بالخطأ أو ندقق على الصغيرة والكبيرة، وبالتالي نعيش في واحات غناء تنعم بالسكينة والأمن والطمأنينة. نتسامح مع زملائنا، فتتحول بيئة العمل إلى بيتٍ ثان ومكان سعادة وعطاء.
نتسامح مع أقاربنا، فنستمر في صلة الرحم ولا نتوقف عند خطأ المخطئ كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للرجل الذي قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن كان كما تقول لكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك» إذن لا تتوقف عن التسامح فمعك من الله ظهير. نتسامح مع شركاء الطريق، فلا نعامل كل جاهل بجهله حتى ولو أخطأ، وبالتالي نحمي أنفسنا ونحميهم مما لا تُحمد عواقبه. نتسامح مع البشر فنتمنى الخير والسلام للبشرية جمعاء، فالإسلام دين السلام والمسلمون دعاة السلام.
فقط حتى نصل إلى هذه المرتبة السامية، نحتاج إلى أربعة أمور: تمسك بهذه العقيدة العظيمة، فمن خاف الله تسامح، والشديد ليس بالصرعة كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل الشديد من يملك نفسه عند الغضب، ومن عفا وأصلح فأجره عند الله عظيم. ونحتاج إلى سلامة قلب، كما قال عنترة: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العُلا من طبعه الغضب ونحتاج رقي نظرة، فمن عرف الحياة الدنيا على حقيقتها، لم يضع أيام عمره في المشاكل وما يتبعها، بل هو سامٍ في نظرته، سامٍ في أهدافه، سامٍ في تعاملاته. ونحتاج إلى التغافل، فلا نتوقف عند كل زلة، ولا نبين الذكاء في كل موقف، وقد قال ابن الجوزي: ما يزال التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام فإنّ الناس مجبولون على الزلات والأخطاء فإن اهتم المرء بكل زلة وخطيئة تعب وأتعب والعاقل الذكي من لا يدقّق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه وأصحابه وجيرانه وزملائه كي تحلو مجالسته وتصفو عشرته. تسامحوا تعيشوا.
@shlash2020
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.