فيديو / صحيفة اليوم

النظرة البيضاء


حدث لي موقف طريف يوماً من الأيام، قرب أحد الأسواق التجارية، حيث كنت أهم بركوب سيارتي، وإذا بشخص يطرق عليّ النافذة، فلم التفت إليه، لكوني توقعت أنه أحد المتسولين، وإذا بالشخص يصر على أن أفتح له النافذة، ففتحتها بتردد كبير، وإذا به يقول لي وقد كنت متوجساً منه، يا أخي سقطت منك محفظتك، فنظرت و إذا هي فعلًا كما يقول، فتبسمت له وشكرته.
تتشابك علينا بعض الأمور في هذه الأيام، فالاحتيال والغش، كثر بشكل كبير، فمن ذلك، المحتالون الذين يتصلون علينا صباح مساء، حتى أصبحنا نشك في أي اتصال يردنا، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحنا نتردد في الرد علي أي رسالة واردة، وقل كذلك عبر الإيميل، ثم أولئك الأشخاص الذين يستوقفونك لطلب مبلغ مالي لأي غرض ما، فيجعلك تتوجس من كل من يحاول أن يوقفك وإن كان يريد أن ينبهك لأمر ما كصاحبي في بداية المقال، أو ليسألك أن ترشده إلى مكان ما.
وتجد الأخطر من أولئك كلهم، من يتجرأ للاحتيال على من يقف لمساعدته، في طريق مقطوع، فينقلب عليه ويسلبه ويعتدي عليه.
كل تلك المواقف السلبية وإن كانت كثيرة في ظاهرها، إلا أنها في مجملها مواقف قليلة بالمقارنة مع ما نشهده من خير لدى غالبية أفراد المجتمع، من طيبة وكرم ووفاء وبذل وعطاء وسمو أخلاق، فهذه الأمة كما شهد لها نبيها الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، خيرها لا يتوقف، قال - عليه الصلاة والسلام -: «أمَّتى كالمطرِ لا يُدرى أولُّه خيرٌ أم آخرُه»، ولي أنّ أفخر بهذا البلد الذي أنعم الله علينا بالعيش فيه، والنعمة التي يغبطنا عليها القاصي والداني.
ومسك الختام، أن نكون حريصين فلا ننخدع بسهولة، وأن لا تكون نظرتنا سوداوية تجاه مجتمعنا، لوجود بعض الحالات الفردية، بل لنجعل التفاؤل ديدننا، ولنستبدل تلك النظرة، بنظرة بيضاء صافية، كصفاء قلوب أهل هذ االبلد الطيب.
أيّهذا الشّاكي وما بك داء.. كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس.. تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى.. أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل.. من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
@azmani21

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا