كتبت سماح لبيب

أثار إيريك شميت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، الجدل الدائر حول العمل عن بعد والعمل من المكتب من خلال تقديم النصح للمهنيين الشباب بإعطاء الأولوية للعمل من المكتب إذا كانوا جادين في تطوير حياتهم المهنية.

وفي حديثه في بودكاست مذكرات الرئيس التنفيذي، تحدث شميت عن حياته المهنية المبكرة وأكد أهمية التفاعل الشخصي للتعلم والنمو المهني.

وقال شميت، الذي قاد جوجل من عام 2001 إلى عام 2011، إن الكثير من التعلم جاء من لحظات المكتب غير الرسمية ، المحادثات بجانب مبرد المياه، وحضور الاجتماعات، والتواصل مع الزملاء في الممرات.

"عندما كنت مديرًا تنفيذيًا شابًا، لم أكن أعرف شيئًا عن ما كنت أفعله"، واعترف وكشف أن التواجد في بيئة المكتب ساعده في فهم الأمور والتواصل مع الأشخاص المناسبين. ووفقًا لشميدت، يجب على المهنيين الشباب اتباع مسار مماثل، حيث أن هذه التجارب ضرورية للتقدم الوظيفي.

إذا كنت في العشرينات من عمرك، فأنت تريد أن تجلس في مكتب لأن هذه هي الطريقة التي ستحصل بها على ترقية"، كما نصح، وتتوافق تصريحات شميدت مع دراسات حديثة تشير إلى وجود صلة بين الحضور إلى المكتب والتقدم الوظيفي.

وأشار تقرير استشهدت به صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الموظفين الذين يعملون عن بعد بشكل كامل أقل احتمالية بنسبة 31% للترقية مقارنة بمن يعملون من المكتب أو في أدوار مختلطة.

ورغم اعتراف شميدت بأن بعض إعدادات العمل عن بعد أدت إلى مكاسب في الإنتاجية، فإنه يعتقد شخصيًا أن التواجد الجسدي في المكتب أكثر فائدة للتطور المهني.

وتأتي تعليقاته في وقت شددت فيه العديد من الشركات الكبرى، بما في ذلك أمازون وجيه بي مورجان، سياسات العودة إلى المكتب، وربطتها أحيانًا بمراجعات الأداء.

ويعكس رأي شميدت مشاعر مماثلة عبر عنها قادة آخرون في مجال التكنولوجيا، على سبيل المثال، تطلب شركة Meta الآن من الموظفين التواجد في المكتب ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، حيث صرح الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج أن المهندسين الذين يعملون في المكتب أكثر إنتاجية من أولئك الذين يعملون من المنزل.

كما أعرب الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان عن مخاوفه بشأن التأثير الطويل الأمد للعمل عن بُعد بالكامل، ووصفه بأنه أحد أكبر "أخطاء" صناعة التكنولوجيا.

وتشير التقارير إلى أن جوجل تتبع نموذج عمل هجين يتطلب من الموظفين العمل من المكتب ثلاثة أيام في الأسبوع منذ عام 2022 ، وقد تم ربط الحضور بمراجعات الأداء، والشيء الجيد هو أن الشركة لم تتبع نهج أمازون في فرض خمسة أيام من العمل المكتبي.