حمدي رزق :

الفريضة الإعلامية الغائبة حمدي رزق

قناة «CNN» الأمريكية تفاعلت مع «إخوان الشيطان» كعادتها، ونشرت عبر موقعها الإلكترونى (بالعربية) تقريرًا حول إشارة «ظروف ما بعد حرب ٦٧» فى حديث الرئيس إلى عموم المصريين فى احتفالية أكتوبر بالعاصمة الإدارية.

نقلت «القناة» طرفًا من تعليقات فلول الإخوان والمؤلفة قلوبهم والتابعين، وعلى خجل وتحت شعار «المهنية» لم تهمل بعض تعليقات المحبين.

لافت فى التقرير سذاجة التعليقات وبلاهة المعلقين، وتهافت المنطق الذى يبنون عليه هجماتهم الإلكترونية على الرئيس السيسى، الهجوم على الرئيس على مدار الساعة، تويتر (X) تحديدًا صار مرحاضًا حصريًّا لإخوان الشيطان يقضون فيه حاجتهم ذات الرائحة النفاذة.

لسان حال الرئيس، ما أشبه الليلة بالبارحة يقول السيسى: «ما تشاهدونه حاليًا تقريبًا نفس الظروف التى كنا نعيشها بعد حرب ٦٧ فى مصر.. وقتئذ قالوا مستحيل عبور المصريين، لكن الشعب المصرى قهر المستحيل».

واضح قصد الرئيس، لا شىء مستحيل على إرادة المصريين، مَن عبر الهزيمة فى أكتوبر ٧٣ سيعبر الموانع وصولًا إلى بر الأمان، رغم ضبابية المشهد الذى خلفته ولا تزال حرب غزة التى تكلفنا من الخسائر الكثير، ٦٠٠ مليون دولار تخسرها قناة السويس شهريًّا، ٧.٢ مليار فى سنة أولى حرب.

دعك من هلاوس الإخوان المتربصين، لهم فيها مآرب أخرى، الترجمة الأمينة لحديث الرئيس ثقة فى الله سبحانه وتعالى (جابر الخواطر)، وثقة فى الشعب المصرى وقدرته على قهر المستحيل، وبالسوابق المصريون يُعرفون، وبخبرة السنين قادرون على عبور الأزمة كما عبروا خط بارليف، وحولوا الانكسار إلى انتصار عظيم.

هذه هى الترجمة الأمينة لحديث الرئيس، تلك التى جرى اصطيادها وإخراجها من سياقها، فى اجتزاء واجتراء، نصًّا يقول الرئيس: «أمامنا تحديات، لكن بنفس الروح (روح أكتوبر) والإرادة رغم ظروفنا الصعبة وقتها.. لازم تكونوا على ثقة يا مصريين أننا بالعمل والإصرار سنعبر كل التحديات أمامنا، وسنصل لكل ما نتمناه».

لافت وملفت تصيُّد قنوات إخوان الشيطان لمقولات الرئيس، قاعدين للرئيس ع الواحدة، يتصيدون حرفًا زائدًا، يتلقفون جملة ناقصة، يقتطعون كلمة من سياق، يجتزئونها ويحورونها تحويرًا، وينسجون منها ما يكذبون به على التابعين، ويُمرِّرون كذبهم إلى ذيولهم الرابضة فى الدغل الإلكترونى لإحداث حالة وهم كاذبة، وتتلقفها الفلول الإخوانية التى تسكن الجحور، كالفئران تنقل العدوى (الكذبة).

يُزعجهم التواصل الرئاسى المباشر بعموم المصريين، الرئيس يُشرك الشارع فى هموم الوطن، ويشحذ همم الطيبين، ويُطيِّب خواطرهم، ويعالج عجز ألسنة الحكومة عن بَلّ رِيق المصريين بالمعلومات الكاملة عن حقيقة الوضع الاقتصادى الذى تمر به البلاد، ويضعهم فى صورة التحديات الجسام التى تخوضها الدولة المصرية على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية.. كافة.

شرح ما خفى من حديث الرئيس مهمة إعلام الدولة، صحفها وفضائياتها ووسائلها الإلكترونية، وهذه هى «الفريضة الغائبة» إعلاميًّا، وتتطلب إيجابية إعلامية تنقص الكثير من المنصات الرسمية التى تفرغ بعضها للترند، وحكايات صبحى كابر، وفساتين النجوم فى مهرجان الجونة.

فى السياق سبق أن قال الرئيس السيسى: «عبدالناصر كان محظوظ بإعلامه»، متى ينتفض إعلام الدولة لمواجهة مخطط إخوان الشيطان الذى يستهدف إرباك مؤسسات الدولة فى توقيت عصيب، يشبه نكسة ٦٧ بحسب تشبيه الرئيس.