شمال سيناء ـ محمد حسين
الأربعاء، 09 أكتوبر 2024 06:00 صتزيّنت بساتين منطقة الجنادل الواقعة شرق مركز بئر العبد بشمال سيناء بألوان البلح الأحمر والأصفر مع حلول موسم الحصاد، حيث تعد هذه المنطقة واحدة من أهم وأخصب مناطق زراعة وإنتاج البلح في سيناء، وبساتينها جزء من تراث المنطقة الزراعي، الذي توارثته الأجيال جيلًا بعد جيل، ليظل البلح من بين أهم المحاصيل الاقتصادية والزراعية في شمال سيناء.
مع بداية موسم الحصاد، تتألق أشجار النخيل في منطقة الجنادل وهي تجود بثمارها وسط مشاهد طبيعية خلابة، حيث تحيط بالنخيل التلال الرملية، بينما تستظل تحتها النباتات العشبية النامية التي تُستخدم كمصدر رئيسي لرعي الحيوانات. كما تنشط حولها حركة استصلاح الأراضي وزراعتها بمحاصيل متنوعة، وتستمر الجهود المبذولة من قبل المزارعين لتوسيع رقعة الأراضي المزروعة، مما يعزز الإنتاج الزراعي ويوفر فرص عمل للأهالي.
يمثل موسم الحصاد في منطقة الجنادل وقتًا مهمًا بالنسبة للأهالي، حيث يعتبرونه "موسم الخير" كما يصفه حسن سلامة، أحد رموز المنطقة. يقول سلامة إن زراعة النخيل تعتبر موروثًا قديمًا يتوارثه أبناء المنطقة من آبائهم وأجدادهم. كل جيل يحرص على زراعة فسائل جديدة من النخيل، كما يهتم بالعناية بما ورثه عن الأجيال السابقة، ويستفيد من حصاد الثمار في مختلف جوانب الحياة.
وأشار إلى أن منطقة الجنادل تشتهر بأنواع مختلفة من البلح، لكن أبرزها هو بلح "العامري" و"الحياني"، اللذان يتميزان بجودتهما العالية. وأضاف حسن سلامة أنه مع اقتراب موسم الحصاد، تتحول بساتين المنطقة إلى خلية نحل، حيث ينشغل المزارعون بجمع البلح ونقله إلى أماكن مخصصة لغسله وتجفيفه، ويتم إعداد "العجوة" من البلح المجفف إلى جانب مشتقات أخرى مثل الرطب المجفف، فيما يُستخدم جزء من الإنتاج كعلف للحيوانات.
وقال: "في الماضي، كان البلح يعتبر غذاءً رئيسيًا لأهالي المنطقة طوال العام، لكن مع تقدم الزمن وتطور أساليب الإنتاج، أصبحت منتجات البلح في الجنادل من العجوة والرطب المجفف مصدرًا للدخل من خلال تجهيزها وتغليفها وبيعها في الأسواق ويتوافد التجار إلى المنطقة لجمع المنتج، ليتم توزيعه وبيعه في مختلف المحافظات المصرية، بل وتصديره إلى الخارج."
وتابع حسن سلامة بقوله: "تحوّل البلح من مجرد غذاء للأهالي إلى سلعة تجارية مطلوبة في الأسواق المصرية والدولية، نحن نفخر بإنتاجنا، خاصة وأنه يتمتع بسمعة جيدة لجودته العالية وطريقة إعداده التقليدية، فضلًا عن كونه منتجًا طبيعيًا لا يعتمد على أي نوع من الأسمدة الكيماوية، ومصدر ريه المطر."
ويُذكر أن مناطق زراعة النخيل بشمال سيناء تشهد موسم جني البلح بتوافد المزارعين إلى بساتين النخيل، حيث يجمعون ثمار البلح الأحمر والأصفر التي تُزرع في مختلف مناطق المحافظة،ويُعتبر هذا الموسم من أهم المواسم الزراعية في سيناء، حيث يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للعاملين في جني وتجارة البلح.
تنتشر زراعة البلح في شمال سيناء بمراكز متعددة، أبرزها مركز بئر العبد الذي يُعد موطنًا لأهم مناطق الإنتاج مثل "المحمم"، و"جعل"، و"الجنادل"، و"قاطية"، و"أقطية"،كما تتركز زراعة النخيل في نطاق مركز العريش بمناطق مثل "المساعيد" و"الريسة"،أما في مركز الشيخ زويد، فتُزرع البلح في أحواض تشمل مناطق "الصبخة"، و"الخروبة"، و"قبر عمير"، و"العميد"، بالإضافة إلى ذلك، تنتشر زراعة البلح في المناطق الساحلية على امتداد شاطئ البحر المتوسط.
يُزرع في شمال سيناء العديد من أصناف البلح التي تتميز كل منها بخصائصها الفريدة. من أشهر هذه الأنواع "الحياني"، و"المجهل"، و"بنت عيش"، وتنمو أشجار النخيل في المناطق الساحلية المنخفضة التي تُعرف باسم "السراديب"، وتعتمد في ريها على تدفق المياه الجوفية من تحت سطح الأرض إلى الأعلى بشكل طبيعي، حيث يُسمى هذا النظام بـ"المث"،ويُعد نخيل شمال سيناء مختلفًا عن النخيل المزروع في مناطق أخرى، ليس فقط من حيث الأنواع والمسميات، ولكن أيضًا من حيث طرق الزراعة التقليدية التي تعتمد على الخبرات المتوارثة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.