هو وهى / انا اصدق العلم

البقاء جالسًا مدةً طويلة: خطر خفي يهدد القلب والحياة!

أصبح من المعلوم على نطاق واسع أن اتباع نمط حياة خامل يلحق الضرر بصحتك العامة، متضمنةً صحة القلب.

كشفت الدراسات السابقة عن ارتباط وثيق بين الخمول الجسدي وزيادة مخاطر الإصابة بقصور القلب، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

في هذا السياق، قال الدكتور شان خورشيد، طبيب القلب في مستشفى ماساتشوستس العام: «يقضي معظم الناس جزءًا كبيرًا من يومهم جالسين، إذ يبلغ المتوسط نحو 10 ساعات يوميًا. لهذا من المهم فهم كيفية تأثير الجلوس والسلوك الخامل عمومًا في الصحة، وهل بالإمكان تخفيف هذه الآثار بممارسة التمارين الرياضية وزيادة النشاط البدني».

خورشيد المؤلف المشارك الرئيس لدراسة منشورة حديثًا في الدورية الرئيسية لكلية القلب الأمريكية. أظهرت الدراسة أن الجلوس أكثر من 10 ساعات يوميًا ربما يرتبط بزيادة خطر قصور القلب والوفاة الناتجة من أمراض القلب والأوعية الدموية، حتى لدى الأشخاص الملتزمين بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعيًا، وفق التوصيات الصحية للبالغين.

أضاف خورشيد: «أمراض القلب والأوعية الدموية من أبرز المشكلات الصحية وأخطرها. من خلال العديد من الدراسات، نعلم أن ممارسة النشاط البدني بانتظام وسيلة فعالة لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض مستقبلًا. لهذا تُشدد الإرشادات الصحية على أهمية تحقيق ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين أسبوعيًا».

لكننا على قدر ضئيل من المعرفة بآثار السلوك الخامل على أمراض القلب والأوعية الدموية. إذا أمكن إثبات أن تجنب السلوك الخامل المفرط مهم كذلك، فإنه يوفر وسيلة أخرى تمكننا من تحسين الصحة العامة بتعديل سلوكيات الحركة.

في الدراسة، حلّل الباحثون بيانات 90,000 مشارك يبلغ متوسط أعمارهم 62 عامًا من بنك المملكة المتحدة الحيوي.

ارتدى جميع المشاركين أجهزة قياس التسارع ثلاثية المحاور على معاصمهم لأكثر من سبعة أيام لرصد حركتهم.

بعد متابعة استمرت 8 سنوات، أظهرت النتائج أن نحو 5% من المشاركين أصيبوا بالرجفان الأذيني، وظهرت لدى 2.1% أعراض قصور القلب، وتعرض 2% لنوبة قلبية، وتوفي أقل من 1% لأسباب مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بالرجفان الأذيني والنوبات القلبية تزداد تدريجيًا مع زيادة وقت الجلوس اليومي. كانت الزيادة في المخاطر المرتبطة بقصور القلب أو الوفاة القلبية الوعائية طفيفة حتى تجاوز وقت الجلوس 10.6 ساعات يوميًا. عند هذه النقطة، لوحظ ارتفاع كبير في المخاطر.

قال خورشيد: «لدى هذه الحالات، توجد نقطة انعطاف للمخاطر عند عتبة 10.6 ساعات من السلوك المستقر. ما يشير إلى أن تقليل عدد الأشخاص الذين يتجاوزون هذا المستوى من الجلوس قد يكون له أهمية خاصة في تقليل خطر الإصابة بقصور القلب والوفيات القلبية الوعائية».

زيادة المخاطر حتى مع الالتزام بتوصيات التمارين الأسبوعية

لاحظ الباحثون أيضًا أن المشاركين الذين أتموا الحد الأدنى الموصى به من النشاط البدني الأسبوعي، البالغ 150 دقيقة أو أكثر، تراجعت لديهم مخاطر الإصابة بالرجفان الأذيني والنوبات القلبية المرتبطة بالسلوك الخامل بدرجة كبيرة.

مع ذلك، لم يسهم الالتزام بمستوى النشاط البدني الموصى به في تقليل المخاطر المرتبطة بنمط الحياة الخامل في ما يتعلق بقصور القلب والوفاة القلبية الوعائية.

أوضح خورشيد: «يميل الأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول في السلوك الخامل إلى ممارسة كميات أقل من النشاط البدني. لدى الأشخاص الذين استوفوا التوصيات، انخفضت آثار السلوك الخامل على مخاطر الرجفان الأذيني واحتشاء عضلة القلب بدرجة كبيرة، ما يشير إلى أن معظم المخاطر الإضافية المرتبطة بالخمول تعود إلى نقص النشاط البدني الكافي».

«لكن بالنسبة إلى حالات قصور القلب والوفيات القلبية الوعائية، استمرت الارتباطات القوية مع زيادة المخاطر حتى بين الأفراد النشطين، ما يشير إلى أن السلوك الخامل الزائد يرتبط بمخاطر إضافية تتجاوز آثار النشاط غير الكافي في الحالتين».

أهمية تجنب الجلوس الزائد

بالنسبة للآلاف منا ممن تقتضي وظائفهم الجلوس خلف المكتب طوال اليوم، أوضح الدكتور خورشيد أن دراستهم تشير إلى أن تجنب الجلوس الزائد يظل أمرًا بالغ الأهمية حتى بين الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بشكل كافٍ.

أضاف خورشيد: «نصيحتنا هي محاولة العمل بأساليب تقلل من وقت الجلوس خلال اليوم، كأن تخصص وقتًا للمشي أو تدمج بعض الأنشطة التي تتطلب الوقوف ضمن يومك. لاحظنا أن تأثيرات الجلوس الزائد تعتمد إلى حد ما على الجرعة أو المدة، إذ إن تقليل عدد الأيام التي يتجاوز فيها وقت الجلوس 10.6 ساعات كان له أهمية أيضًا. لذا، حتى إن لم يكن بالإمكان تجنب الجلوس الزائد كل يوم، فإن تقليصه في بعض الأيام يظل مفيدًا».

ممارسة الرياضة لا تلغي تمامًا تأثير نمط الحياة الخامل

قال الدكتور كريستوفر بيرج، طبيب القلب المعتمد في معهد القلب والأوعية الدموية: «مع أنني لست مندهشًا تمامًا من نتائج هذه الدراسة، فإن إجراءها كان مهمًا للغاية. أثبتت الأبحاث بوضوح أن انخفاض مستوى النشاط والسلوك المستقر يرتبطان سلبًا بصحة القلب والأوعية الدموية والصحة الأيضية. مع ذلك، كان هناك اعتقاد شائع بأن نمط الحياة الساكن يمكن معادلته بممارسة الكميات الموصى بها من التمارين الرياضية».

«للأسف، يبدو أن هذا الاعتقاد صحيح جزئيًا فقط. ممارسة التمارين بالقدر الموصى به لا تلغي تمامًا آثار نمط الحياة الخامل. مع ذلك، قدم الباحثون جانبًا إيجابيًا، إذ لاحظوا أن إعادة تخصيص الوقت المستقر لصالح النشاط البدني الخفيف أو التمارين الرياضية قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن لم تحدد الدراسة هل يمكن إلغاء تأثيرات نمط الحياة الساكن بالكامل؟»

«استنادًا إلى هذه البيانات والعديد من الدراسات السابقة، لا شك أن القراء الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة سيكون لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إذا تمكنوا من تقليل وقت الجلوس».

إن تقليل المخاطر ممكن باستبدال الدقائق المستقرة بدقائق نشطة. لا تفوت فرصة صعود السلالم أو ركن السيارة بعيدًا لزيادة عدد خطواتك. تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن حتى الخطوات البسيطة تُحدث فرقًا تراكميًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

اقرأ أيضًا:

هل الوقوف فترةً طويلة يضر بصحة القلب؟

لماذا قد يسبب الإفراط في التمرين مشكلات في صحة القلب؟

ترجمة: محمد جمال

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا