هو وهى / انا اصدق العلم

ثلاثة أدوية شائعة للاكتئاب: السبب الخفي وراء زيادة الوزن

يحمل كل دواء مخاطر محتملة وآثارًا جانبية مزعجة أحيانًا، ومضادات الاكتئاب ليست استثناءً، فيجب على الأطباء أخذ الآثار الجانبية المحتملة بالحسبان إذ قد تؤثر بمختلف النتائج، ومنها الالتزام بتلك الأدوية.

تُستخدم مضادات الاكتئاب عادة لعلاج حالات الصحة العقلية الحادة، وخاصة الاكتئاب الشديد. وتشير التقارير إلى أن بعض مضادات الاكتئاب قد تؤدي إلى زيادة الوزن كأثر جانبي أحيانًا. وذلك بحسب دراسة جديدة في مجلة (Annals of Internal Medicine) التي فحصت تغييرات الوزن المرتبطة بالعديد من مضادات الاكتئاب الشائعة.

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون بوبروبيون (الاسم التجاري ويلبوترين) كانوا الأقل عرضة لزيادة الوزن، بينما المشاركون الذين يتناولون إسيتالوبرام (ليكسابرو، سيبرالكس)، باروكسيتين (باكسيل، سيروكسات) ودولوكستين (سيمبالتا) كانوا الأكثر عرضة لزيادة الوزن.

سلطت النتائج الضوء على أهمية النقاش حول الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب والالتزام بالأدوية عند الأفراد الذين يتناولون هذه الأدوية.

مقارنة 8 تأثيرات لمضادات الاكتئاب على الوزن

استمرت هذه الدراسة عامان بوصفها دراسة حشدية قائمة على الملاحظة، وشمل الباحثون 183,118 مشاركًا في تحليلهم ونظروا في استخدام ثمانية مضادات اكتئاب شائعة.

استخدم الباحثون بيانات الوصفات الطبية من السجلات الصحية الإلكترونية للمساعدة في جمع المعلومات، وركزوا خصوصًا على الأشخاص الذين بدأوا بتناول مضادات الاكتئاب حديثًا، وشملوا فقط المشاركين الذين وُصف لهم دواء مضاد اكتئاب واحد. كان متوسط عمر المشاركين 48 عامًا وتتراوح أعمارهم بين 20 و 80 عامًا، ولم يكن لهم تاريخ سابق في استخدام مضادات الاكتئاب، واستبعدت الدراسة المشاركين الذين لديهم تاريخ حديث للإصابة بالسرطان أو الحمل أو الجراحة لعلاج السمنة.

نظر الباحثون إلى قياسات الوزن عند البداية، وبعد ست أشهر، وبعد عام، وبعد عامين من بدء تناول الأدوية المضادة للاكتئاب.

كان الهدف الأساسي هو مقارنة تغير الوزن بعد ست أشهر من استخدام مضادات الاكتئاب مع سيرترالين -بوصفه مضاد اكتئاب شائع-، ثم درس الباحثون تغيرات الوزن عند نقاط السنة والسنتين، وقدّروا احتمالية اكتساب المشاركين على الأقل 5% من وزنهم الأساسي.

وفي تحليلهم، تمكنوا من تعديل المتغيرات مثل الوصفات الطبية للأدوية التي قد تؤثر في تغيرات الوزن، وحالة التدخين، وإثبات التغيرات في الوزن الحديثة.

كيف ترتبط مضادات الاكتئاب الشائعة بزيادة الوزن؟

وجدت الدراسة أن الأدوية الأكثر استخدامًا بين مجموعة المشاركين كانت سيرترالين (زولوفت)، وسيتالوبرام (سيليسا)، وبوبروبيون. وكانت نسبة الالتزام بالأدوية بين 28% إلى 41% خلال ست أشهر، وانخفضت النسبة إلى 4-5% خلال سنتين.

وجد الباحثون بناءً على تقييماتهم أنه عند نهاية الأشهر الست كان البوبروبيون مرتبطًا بزيادة أقل في الوزن مقارنةً بسيرترالين. وعلى النقيض، ارتبط سيتالوبرام، ودولوكستين، وباروكسيتين، وفينلافاكسين (إيفكسور)، وسيتالوبرام بزيادة الوزن. وكان فلوكستين (بروزاك) مشابهًا للسيرترالين عندما يتعلق الأمر بالأثر الجانبي.

وقدّر الباحثون أن كل من سيتالوبرام، باروكسيتين، ودولوكستين لديهم خطر أعلى بنسبة 10-15% لاكتساب 5% من الوزن الأساسي أو أكثر. وكان البوبروبيون مرتبطًا بانخفاض بنسبة 15% بخطر اكتساب 5% من الوزن الأساسي أو أكثر.

كانت تقديرات البوبروبيون لزيادة الوزن ما تزال أقل مقارنةً بالسيرترالين عند نقطة السنة والسنتين، ولكن ما زال سيتالوبرام مرتبطًا بزيادة الوزن بعد عام واحد، ولكن ليس بعد عامين. ارتبط دولوكستين وفينلافاكسين بزيادة أقل في الوزن مقارنةً بالسيرترالين بعد عامين.

لكن دقة هذه التقديرات محدودة بسبب انخفاض الالتزام بالدواء. وعمومًا، تسلط النتائج الضوء على الحاجة المحتملة لجعل تغيرات الوزن جزءًا من المناقشات المتعلقة بالوصفات الطبية.

رأيٌ من وجهة نظر الطب النفسي

وقد علق إريك جيكونراد -بوصفه يحمل دكتوراه في الطب السلوكي في المركز الطبي الجامعي في نيو أورلينز- على نتائج هذه الدراسة دون أن يشارك فيها، فقال:

«تدعم النتائج في هذه الدراسة ما كانت معرفته واسعة من التجارب السريرية السابقة ومع سنوات من الخبرة في وصف هذه الأدوية. إن العدد الكبير من المشاركين في الدراسة أمر مثير للإعجاب. أعتقد أنه تذكير جيد بأهمية أخذ إمكانية زيادة الوزن في الحسبان عند التفكير في وصف هذه المجموعة من الأدوية، ومن ثم استخدام أدوية أقل احتمالًا للتسبب في هذا الأثر الجانبي إذا كان ذلك مناسبًا سريريًا وكان الخيار الأفضل للمريض».

مدى دقة نتائج الدراسة؟

لكن هذا البحث واجه بعض القيود التي أثرت في النتائج. فأولًا أُشير إلى نقص في بعض البيانات التي قد تؤثر في النتائج، ومثال ذلك عدم توفر بيانات عن صرف الأدوية أو التزام المشاركين بالكامل بالدواء.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنهم لم يكن لديهم بيانات كافية عن الالتزام وقياسات الوزن عبر الزمن، واعترفوا بأنهم ربما أخطأوا في تصنيف بعض المشاركين على أنهم غير ملتزمين بسبب نقص في البيانات. توجد أيضًا بعض المخاطر المرتبطة بالتشويش المستمر والبيانات الأساسية والمتغيرة مع الزمن.

ينقص انخفاض الالتزام بالأدوية دقة البيانات المأخوذة من نقطة زمنية سابقة بسبب قلة المشاركين الذين تضمنتهم الدراسة ولم ينظر البحث في آثار الاستجابة للجرعة أيضًا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه الدراسة مبنية على الملاحظة، ما يعني أنه لا يمكن إثبات السبب، مثل أن بعض مضادات الاكتئاب تسبب زيادة في الوزن أو فقدانه.

ومجددًا، بينما سعى الباحثون للتركيز على مستخدمي مضادات الاكتئاب لأول مرة، من الممكن أن بعض المشاركين لم يكونوا مستخدمين لأول مرة.

من جهة أخرى، كان 80% من المشاركين من البيض 65% من الإناث، ما قد يؤثر في تعميم النتائج. أضف إلى ذلك أن نحو 15-30% من المشاركين لديهم قياسات الوزن بالضبط عند علامات ست أشهر وسنة وسنتين، مقابل 40-50% لديهم قياسات الوزن في نقطة زمنية واحدة.

وفي ، قد وُصِفت مضادات اكتئاب إضافية لبعض المشاركين خلال فترة المتابعة، ما قد يؤثر في النتائج أيضًا مع ذكر كل ما سبق.

رأي آخر للطب النفسي الممارس

أعربت إريك أروهي ديساي-غوبتا -بوصفها الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة وعضوية الكلية الملكية في الطب النفسي بإنجلترا، واستشارية الطب النفسي ومديرة العيادة النفسية الشاملة،- عن رأيها بهذه الدراسة دون أن تشارك فيها، فوضحت أن أي آثار سريرية مباشرة تعتمد على هذا البحث وحده ضئيلة. مع إنها أشارت إلى وجوب التفكير في تعديل العلاج بما يتناسب مع ظروف ومتطلبات الأفراد إذا كان المرضى يعانون من زيادة الوزن باستخدام مثبطات إعادة امتصاص السيرتونين الانتقائية (SSRIs) وذلك بأخذ نتائج هذا البحث بالحسبان.

مضادات الاكتئاب وآثارها الجانبية

مضادات الاكتئاب هي مجموعة من الأدوية التي يصفها الأطباء للمساعدة في علاج الاكتئاب. لكنها قد تساعد أيضًا في علاج اضطراب الوسواس القهري والحالات المرتبطة بالقلق مثل اضطراب الهلع واضطراب ما بعد الصدمة.

تشمل مجموعات مضادات الاكتئاب مثبطات إعادة امتصاص السيرتونين الانتقائية ومثبطات إعادة امتصاص السيرتونين والنورإبينفرين، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.

وفي هذا الصدد يقدم ألكس ديميتريو رؤىً إضافية -بوصفه طبيبًا حاصلًا على شهادة مزدوجة في الطب النفسي وطب النوم، ومؤسس عيادة مينلو بارك للطب النفسي وطب النوم- حول مضادات الاكتئاب:

«أكثر استخدامات مضادات الاكتئاب شيوعًا هي لعلاج الاكتئاب والقلق، فبوسعها تحسين المزاج والطاقة كثيرًا مع تقليل الأفكار السلبية والأفكار القهرية والتفكير المفرط. يُعتقد أن مضادات الاكتئاب قد تعمل أيضًا على زيادة مستويات BDNF (عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ)، وهو ما يشبه السماد للعصبونات، ما يعني أنه قد يساعد الأشخاص على تغيير أنماط التفكير القديمة وأن يكونوا أكثر انفتاحًا على الأفكار ووجهات النظر الجديدة، وهو ما قد يكون مفيدًا».

أشار الباحثون الذين أجروا الدراسة الحالية إلى أن زيادة الوزن هي عرض جانبي شائع لمضادات الاكتئاب. واهتموا عمومًا بمعرفة المزيد عن تغييرات الوزن المرتبطة ببعض مضادات الاكتئاب وكيفية مقارنة هذه النتائج ببعضها، على أمل مساعدة هذه النتائج للأفراد على الحصول على رعاية شخصية أفضل.

اقرأ أيضًا:

هل الأدوية المضادة للاكتئاب تجعلك أكثر حساسية للحرارة؟

الأدوية المضادة للاكتئاب الجديدة تعيد قدرة الجسم على مكافحة السرطان

ترجمة: آیة عبد الفتاح

تدقیق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا