كثيرًا ما يظن الناس أن مشروباتهم المفضلة قد تكون مضرة بالصحة، فقد أثبتت مؤخرًا دراسة جديدة أن رغم ذلك، فإن اثنين من أكثر المشروبات انتشارًا في العالم قد تمتلك فوائد عديدة.

تشير نتائج الأبحاث إلى أن استهلاك الكافيين يوميًا من القهوة أو الشاي قد يكون مفيدًا للقلب، خصوصًا إذا ما تناولها المرء أكثر من مرة يوميًا.

وجد باحثون من الصين والسويد أن شرب الكافيين مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بعدد من اضطرابات الاستقلاب وأمراض الجهاز القلبي الوعائي، وقد توصلوا إلى ذلك بعد دراستهم للبيانات الطبية لنحو 300,000 مشارك في البنك الحيوي للمملكة المتحدة.

تشمل الاضطرابات التي قد تقي منها القهوة والشاي كلًا من ارتفاع ضغط الدم، أو الجلطة، أو السكري، أو مرض الشريان التاجي. تشير بعض التقديرات إلى أن الإصابة باثنين من الاضطرابات السابق ذكرها، عوضًا عن مرض واحد فقط، قد يزيد من خطر الوفاة بمقدار الضعف.

لاحظ فريق البحث أن المشاركين في الدراسة الذين استهلكوا كميات متوسطة من الكافيين كل يوم، التي تقدر بنحو ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة أو خمسة أكواب أو أكثر من الشاي، انخفض لديهم خطر الإصابة بمرضين أو أكثر من اضطرابات القلب والاستقلاب على مدى الأعوام التالية بنسبة تصل إلى 40%.

قال فريق بحث، بقيادة اختصاصي علم الوبائيات شوجيا لو من جامعة سوشو في الصين: «تشير نتائج الدراسة إلى أن الترويج لشرب كميات متوسطة من الكافيين أو القهوة بصفتها عادة غذائية لدى الناس الأصحاء قد يحمل فوائد بعيدة المدى للوقاية من أمراض الجهاز القلبي الوعائي المتعددة».

أكد عدد كبير من الأبحاث السابقة على ارتباط استهلاك القهوة بتحسن صحة الجهاز العصبي والقلبي الوعائي، إذ يحصل الأشخاص الذين يشربون نحو ثلاثة أكواب ونصف من القهوة يوميًا على أفضل نتائج.

توافق الدراسات والأبحاث الجديدة على فعالية الكمية السابقة أيضًا.

قد تضمن البحث مجموعة تحوي 172,315 مشاركًا سليمًا من أي اضطرابات قلبية واسقلابية في بداية الدراسة، وذلك للكشف عن العلاقة بين الكافيين وصحة القلب.

استعان فرق البحث إضافة إلى ما سبق بمجموعة أخرى تحوي 188,091 مشاركًا لدراسة العلاقة بين القهوة أو الشاي وصحة القلب، وتعقب الباحثون صحة المشاركين لمدة تقدر وسطيًا بنحو 11 عام.

لاحظ فريق البحث أن الأشخاص الذين يستهلكون الشاي والقهوة يوميًا كانت صحة القلب والأوعية لديهم أفضل مقارنة مع الأشخاص الذين لا يستهلكون تلك المشروبات أبدًا، وذلك بغض النظر عن كميات القهوة أو الشاي المستهلكة. انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والاستقلاب المتعددة انخفاضًا ملحوظًا، وإضافة إلى ذلك، لدى الأشخاص الذين استهلكوا كميات متوسطة من الكافيين.

خضع المشاركون من مجموعة مستهلكي الكافيين ومجموعة مستهلكي القهوة والشاي لفحوصات لدراسة العلامات البيولوجية في الدم. أظهرت تحاليل الدم وجود علاقة بين استهلاك الكافيين وعلامات انخفاض الكوليسترول في الدم وتحسن مقاومة الإنسولين لديهم.

تبين للباحثين في أثناء إجرائهم اختبار الحساسية أن المشاركين الذين شربوا ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا انخفض لديهم أولًا خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني، وثانيًا مرض الشريان التاجي، وقل لديهم أيضًا خطر الإصابة بالجلطات التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي.

ارتبط شرب المشاركين أيضًا لخمسة أكواب من الشاي يوميًا بانخفاض خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني الذي قد يتطور في حال الإصابة به إلى مرض الشريان التاجي، وقد يؤدي إلى الإصابة بالجلطات.

ينبغي إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج السابقة تمامًا، إلا أن الباحثين أشاروا إلى استهلاك كمية متوسطة من الكافيين من خلال الشاي والقهوة قد يملك تأثيرًا وقائيًا في صحة الجهاز القلبي الوعائي لدى كثير من الناس بغض النظر عن العمر، أو الجنس، أو التدخين، أو الحالة الجسدية، أو النظام الغذائي العام.

يأمل الباحثون في أن تساعدهم المستقلبات التي حددوها، والتي تربط استهلاك الكافيين بصحة الجهاز القلبي الوعائي، في العثور على المزيد من الأدلة للكشف عن التقنيات البيولوجية الكامنة وراء فعالية الكافيين وفوائده الصحية.

نشرت الدراسة السابقة في صحيفة The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism

اقرأ أيضًا:

هل تساعد القهوة على الوقاية من مرض باركنسون؟ الإجابة قد تكون نعم

هكذا تساعدك القهوة على خسارة الوزن

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: وسام صايفي

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر