أثبت باحثو فلوري، للمرة الأولى، أن صحة أمعاء الأب تلعب دورًا في فسيولوجيا وسلوك الأطفال،  كما انها يمكن أن تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية لهم.

وقال البروفيسور أنتوني هانان، المؤلف المشارك ورئيس الأبحاث في بعثة الصحة العقلية في فلوري، إن النتائج التي توصل إليها الباحثون في الفئران، فضلًا عن العمل السابق لمختبره، لها آثار محتملة على الرجال الذين يخططون لتأسيس أسر، مما يشير إلى أن تغذيتهم وصحتهم قد تؤثر على أطفالهم في المستقبل، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

وقال البروفيسور هانان: "لقد اعتدنا سماع أن المرأة بحاجة إلى الاعتناء بصحتهن البدنية من أجل أطفالهن، وتشير اكتشافاتنا في الفئران، والنتائج الناشئة في البشر، إلى أنه من المهم أن يفعل الرجال الشيء نفسه".

تغيرات في الحيوانات المنوية

توصلت دراسة بحثية حديثة نشرت في مجلة Brain، Behavior، and Immunity إلى أن استنفاد ميكروبات الأمعاء لدى الفئران الذكور كان مرتبطًا بتغيرات في الحيوانات المنوية لديها، مما أثر بشكل كبير على النسل.

وقال البروفيسور هانان: "تم إعطاء الفئران الذكور المضادات الحيوية عن طريق الفم لاستنزاف ميكروبات أمعائهم، واكتشفنا أن هذا أدى إلى تغييرات وراثية في الحيوانات المنوية يمكن أن تغير النمو العصبي والوظيفة الدماغية المرتبطة بها في النسل".

أظهرت الدراسة أن المواليد الذكور والإناث قد انخفض وزنهم وانخفض طول أمعائهم، كما أظهرت المواليد الإناث أيضًا تغيرات في القلق والسلوكيات الشبيهة بالاكتئاب.

وقالت الدكتورة كارولينا جوبرت، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن تكوين التجمعات الميكروبية في الأمعاء لدى الفئران والبشر يمكن أن يتأثر بالعديد من العوامل البيئية مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والإجهاد.

وفي دراسات سابقة في فلوري، أظهر فريق البروفيسور هانان أن ذرية الفئران تتأثر بالتغيرات في الحيوانات المنوية لوالدها الناجمة عن العدوى البكتيرية والتحديات الشبيهة بالفيروسات، فضلًا عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتوتر.

وقالت بيثاني ماسون، المؤلفة الأولى للدراسة: "إن وظيفة ميكروبات الأمعاء البشرية تشبه تلك الموجودة لدى الفئران، ونعتقد أن نتائجنا قد يكون لها آثار أوسع على صحة الإنسان".

وأضافت: "قد تلعب صحة الرجال ونظامهم الغذائي وسلوكهم قبل الحمل دورًا مهمًا في صحة أطفالهم".