بعد خروج منتخبنا الحزين من الأدوار التمهيدية لمونديال قطر 2022 خرجت معظم البرامج الرياضية مُتبنِّية مجموعة من الخطط والأفكار والاستراتيجيات التي تدَّعي كلها أنها الأنسب لمشاركات مونديالية أفضل بالمستقبل، ومُفندةً بالوقت نفسه أسباب الخروج، والدروس المستفادة.. إلى آخر تلك الديباجة!
ومع احترامنا للجميع، ورغم وجاهة كثير مما طُرح، سواء عبر البرامج أو من خلال الكثير من آراء النقاد والمحللين الفنيين، إلا أن المتابع الفطن يدرك أن هناك أمرًا أهم من كل ما تم تناوله على الصعيد الفني، وينبغي تقديمه إذا ما كان هناك رغبة جادة لمعالجة الأخطاء وتصحيحها.. هو موضوع إداري بحت، ويتعلق بضرورة حماية نجوم المنتخب من كثير مما ينالهم وما يلحق بهم من أذى من قِبل بعض الإعلاميين؛ وهو ما انعكست تبعاته السلبية على الكثير من الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكم هو مؤسف جدًّا حين يتقلد اللاعب "فانيلة" منتخب بلاده ثم بدلاً من مساندته ودعمه من إعلام بلده، ولاسيما وهو في مهمة وطنية رسمية، وفي محفل عالمي هو الأقوى والأهم، إذا به يتعرَّض لسيل عارم من التهكم والتقزيم والسخرية والغمز واللمز دون أن يجد من يدافع عنه ويوقف ذلك العبث.
الخروج عن المألوف في طريقة التعاطي مع المنتخب ونجومه، وخصوصًا بالمشاركة الأخيرة، بلغ أسوأ ما يمكن تصوره؛ إذ وصل إلى مجاهرة البعض برغبتهم في هزيمة المنتخب، بل تشجيع المنتخبات التي تقابله! وللأمانة، ما تعرض له بعض اللاعبين تحديدًا تجاوز كل الحدود، وشكَّل طعنة في خاصرة المنتخب، وليست كما كان يروج سابقًا مع الأندية، ويهونه البعض بدعوى أنه أمر طبيعي؛ لأن ذلك ليس منتخب الوطن.. الآن رأينا ارتدادات تلك العدوى وذلك التهوين للأمر إلى أين وصل وكيف استشرى حتى مسَّ منتخب الوطن؟!
باختصار، وبعيدًا عن كل ما قيل وما قد يقال عن أسباب الخروج الفنية، لا بد أولاً وقبل كل ذلك، إذا ما أردنا إيجاد منتخب قوي واثق، وضمان مشاركات مشرفة ومختلفة، من توفير الحماية اللازمة لمن يمثلون الوطن، ويحملون شعاره، ويرفعون رايته.. وهذه مسؤولية جهات عدة من وزارة الرياضة إلى وزارة الإعلام، وبشكل أكبر من الاتحاد السعودي الذي ينبغي عليه المجاهدة لتحقيق ذلك.
أما إن تعذَّر الأمر فالأفضل ألا نتعشم بمشاركات قادمة أجود، ومن باب أولى ألا نطالب اللاعبين بشيء!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.