عرب وعالم / السعودية / المواطن

أمية بن أبي الصلت شاعر الطائف وحكيم عكاظ فماذا تعرف عنه؟

لعب حراك سوق عكاظ الثقافي، في حياة الشاعر أمية بن أبي الصلت دورًا مهمًا، على مر السنين ليتحول من خلاله الشاعر، إلى ظاهرة ثقافية موسمية تتداول فيه أبيات شعره، وحكمه في الحياة لتسير بين أفواه العامة من زمن إلى آخر، وتعّبر عن تاريخ كبير ممتد من عصور ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر.

وصقل عكاظ الطائف أكبر تجمع للعرب ما قبل وبعد الإسلام، شاعرية أمية بن أبي الصلت لما يمثله “عكاظ” من ملتقى للتجارة والفكر والثقافة والأدب، والوافدين إلى السوق من أنحاء الجزيرة العربية، يحضره فطاحلة الشعر العربي، والخطباء، والأدباء، ويمارس فيه رواد السوق الألعاب الرياضية ومنها الفروسية، والعدو، والرمي، ليكون بمثابة مدرسة متكاملة أسست شاعرية أمية، الذي عرف بأنه رجل الطائف الأول ومن أهم رجالاتها وأشهرهم في الفلسفة والحكمة.

أسواق العرب والشعراء

وأوضح لهيئة وكالة الأنباء الباحث والمؤرخ في التاريخ مناحي بن ضاوي القثامي, أن أسواق العرب في الجزيرة العربية كانت من مظاهر التطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، ومنها ظهر العديد من الشعراء الكبار كالشاعر أمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف من ثقيف من بكر بن هوازن، وأمه رقيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف، وكان أبوه أبو الصلت شاعرًا أيضًا.

وأشار المؤرخ القثامي إلى أن سوق عكاظ تفرد عن باقي الأسواق التجارية لكونه أكثر تأثيرًا وحضورًا وجاذبية لدى الشاعر، حيث تميز عكاظ بالبقعة الجغرافية المختارة للسوق بفضائها الواسع، وأبرزت هذه الفضاءات الواسعة الشاعر أمية، وكذلك ما يمثله السوق وقربه من ديار بلاد ثقيف “الطائف”.

وأضاف القثامي أن أمية بن أبي الصلت عرف بحكمته في الشعر ومن شعراء الطبقة الأولى وكان من رؤساء ثقيف وفصحائهم، ويشار له بالبنان بين أقرانه من الشعراء في ذلك العصر، وكان رجل الطائف الأول في المنظور الفلسفي، وتاجرًا ناجحًا في تجارته التي تنوعت بأغلى أنواع الطيب والجلود والعنب والزبيب، والحرف التقليدية التي اشتهرت بها الطائف.

كما سكن الشاعر واحات وادي العرج شرق شمال الطائف ردحًا من الزمن، حيث عرف الوادي الذي سكنه الشاعر إلى وقتنا الحاضر واحة زراعية خصبة لأشهر الفواكه الطائفية.

وأكد المؤرخ أن الشعر هيمن في حياة أمية وشكل انسجامًا مع الخصوصية الشعرية لديه، التي كان يجسدها في زمنه الذهبي، وكان له العديد من التجارب الشعرية، سواء على مستوى الموضوعات التي يتناولها شعره، أو على مستوى الأدوات الشعرية التي استعان بها في بناء شاعريته الخاصة والمتميزة، حيث أتفق العرب أن أمية أشعر الناس، وكان رجلًا صالحًا وسيدًا جوادًا من قريش يصل الرحم ويطعم المسكين، وكانت مخرجات شعره محل تداول في مجتمعات ذلك الوقت، حيث إن هذا الاهتمام بأشعاره يدل على أن أمية كان شاعرًا مفطورًا في الحياة المجتمعية، وكذلك زهد في الدنيا، ومن أبياته المعروفة :

الحمد لله الذي لم يتخذ سندًا وقدر خلقه تقديرا
وعنا له وجهي وخلقي كله في الخاشعين لوجهه مشكورا

وفي ذات السياق أوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف الناقد الثقافي الدكتور طلال الثقفي, أن أمية بن أبي الصلت الثقفي من أشراف العرب، ومن بيوتاتهم نسبًا وسؤددًا وعلمًا وشعرًا، فأبوه من أعلام ثقيف وشعرائهم، وأخته الفارعة بجمالها وعقلها، قدمت على النبي وأنشدته شعر أخيها وبعض خبره، مشيرًا إلى أنه كان داهية وعلّامة عصره، بصر بالكتابة وحذق الشعر والرواية، وجاب البلاد والأقطار من الشام إلى حتى اليمن للتجارة والعلم، اكتسب اللغة السريانية، واحتك بأصحاب كل أرض يجولها، فتكوّن لديه مخزون ثقافي ومعرفة عن الأمم الأخرى، حتى شكّلت هذه المعرفة أقواله وأفعاله وشعره، التي عرف فيها باتزانه وحكمته حتى كُنّي بأبي الحكم، وكان مادة ثرية للمستشرقين والمؤرخين، وقيل بأن وفاته كانت في السنة الثامنة للهجرة على الرأي الراجح في قصر غيلان بالطائف.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا