عرب وعالم / السعودية / صحيفة عاجل

أكاديمي سعودي يوثّق "طريق الحج النبوي" عبر رحلات استكشافية دامت 21 عامًا

تم النشر في: 

15 يناير 2025, 2:40 صباحاً

أنجز أكاديمي سعودي مشروعًا لاستكشاف وتوثيق "طريق الأنبياء" وتتبع طريق الحج النبوي ما بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، ورصد وتحقيق ما يضمّه من معالم مكانيًا، باستخدام أنظمة الرصد العالمية، ونظم المعلومات الجغرافية وأجهزة الملاحة وتحديد المواقع GPS , وذلك عبر رحلات استكشافية ميدانية قام بها على مدى أكثر من عقدين من الزمن، بدأها في شهر مايو عام 2003م، وتبعها أكثر من 80 رحلة استكشافية لاستكمال مراحل المشروع العلمي.

وأوضح البروفيسور الدكتور عبدالله بن حسين القاضي , لوكالة الأنباء , أن مشروعه الذي يحمل اسم "درب الأنبياء .. طريق الحج النبوي" يركّز على استكشاف وتوثيق طريق حجة الوداع التي أداها النبي – صلى الله عليه وسلم – في السنة الـ 10 من الهجرة / 632م , مستعرضًا نظرة شاملة على الطريق الذي سلكه النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - بالإحداثيات وصور المعلم، موضحًا ما حدث في كل معلم على طول الطريق خلال هذه الرحلة.

كما استعرض الدراسات السابقة التاريخية والمعاصرة بما في ذلك الوثائق التاريخية، وتبيّن له عدم وجود رصد دقيق وموثّق ومعتمد لمعالم طريق الحج النبوي المعروف بـ "درب الأنبياء" واقتصار ما نشر في هذا الجانب على وصف لمعالم طريق الحج النبوي أنتجت بوسائط رسومية تقليدية، ما دعاه لتنفيذ مشروعه العلمي مدعمًا بالصور عن أبرز المعالم على طول طريق الحج النبوي.

ويتناول الأكاديمي البروفيسور عبدالله القاضي في هذا المشروع مراحل حج النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بدءًا من حجراته الشريفة بالمدينة المنورة إلى المسجد الحرام ثم المشاعر المقدسة ثم الخروج من الثنية السفلى التي تعتبر بوابة الخروج لمن أراد أن يخرج من مكة المكرمة متجهًا إلى المدينة المنورة خلال مناسك الحج.

وأضاف أن المشروع الذي دشّنه أمير منطقة المدينة المنورة، وبحضور سمو نائبه، في الـ 23 من شهر ذي القعدة من العام الماضي 1445 هـ تزامنًا مع تاريخ بدء رحلة الحج النبوي التي سارها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - يسرد انطلاقة رحلة حج النبي المصطفى , منذ اليوم الأول حين غادر - عليه الصلاة والسلام - المدينة المنورة إلى ذي الحليفة بعد صلاة ظهر يوم الخميس 23 ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة، وفي اليوم الثاني بعد أن صلّى الظهر والعصر جمع تقديم، ثم غادر ركب الحج النبوي ذي الحليفة متجهًا جنوبًا إلى السيّالة، وفي يوم السبت 25 ذو القعدة الثالث اتجه إلى محطة الرويثة، وفي اليوم الرابع غادر ركب الحج النبوي متجهًا نحو مكة المكرمة حيث مكث الليل في السقيا "القاحة"، وتواصلت رحلة الحج النبوي في طريقها من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، لتصل في خامس أيام الرحلة إلى محطة الأبواء.

وانطلاقًا من الأبواء سلك ركب الحج النبوي طريقه متجهًا إلى محطة الجحفة في يوم الثلاثاء 28 ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة في سادس رحلة الحج النبوي، وفي بلغ الركب قديدًا، ثم غادرها ليصل إلى عسفان في ثامن أيام الرحلة، ثم واصل طريقه إلى مر الظهران التي غادرها في اليوم العاشر متجهًا نحو محطة طوى، ثم إلى الأبطح في اليوم الحادي عشر من الرحلة، ثم حيث مكث فيه خلال اليوم الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر (من الخامس إلى السابع من شهر ذي الحجة), بعدها غادره يوم الخميس 8 ذي الحجة متوجهًا إلى منى، إذ مكث فيها إلى صباح الجمعة اليوم الـ 16 من رحلة الحج (التاسع من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة) انتقل خلاله من مسجد الخيف على مسجد المشعر الحرام.

ويسرد "القاضي" محطات رحلة الحج النبوي المكانية، موضحًا أنه بعد أن نفر ركب الحج النبوي من المشعر الحرام توجّه لرمي جمرة العقبة ثم نحرّ ثم حلق ثم توجّه للمسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، ثم عاد إلى منى ومكث فيها يرمي الجمرة الصغرى والوسطى والكبرى "العقبة" خلال أيام التشريق الـ 11 و 12 و 13 من شهر ذي الحجة، ثم توجّه بعدها إلى الأبطح، استعدادًا لطواف الوداع ثم المغادرة إلى المدينة المنورة.

وأوضح أن المشروع العلمي الضخم يتألف من عدة أجزاء بدأها بدرب الأنبياء ثم التعريف بالحج قبل الإسلام، والحج في الإسلام، وطرق الحج العالمية، والطرق في الجزيرة العربية، والأسواق، ثم يستعرض رحلات النبي – صلى الله عليه وسلم - مستشهدًا بما ذكره المؤرخون والعلماء المسلمون عن معالم الطريق في كتبهم، مستدلًا بما أورده عالم الحديث في القرن التاسع الميلادي (الإمام البخاري) في صحيحه عن المساجد التي تقع على طريق النبي – صلى الله عليه وسلم – من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وكذلك ما ذكره مؤرخ القرن الخامس عشر الميلادي الإمام السمهودي حول عدد المساجد التي صلى فيها النبي - عليه الصلاة والسلام - خلال طريق الحج والتي يصل عددها إلى 20 مسجدًا.

وذكر البروفيسور عبدالله القاضي، أنه استعان خلال زياراته الميدانية بعدد من الساكنين "مرشدين" الذين يعيشون في المنطقة، ممن اكتسبوا معرفة بمعالم طريق الحج من الآباء والأجداد، كما اعتمد في إنجاز مشروع تتبع طريق الحج النبوي على إجراء في المصادر الجغرافية والتاريخية والخرائط، وكذلك الرجوع إلى القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وكتب السيرة، وإعداد قائمة بالمعالم والأماكن التي توقف فيها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أثناء حجة الوداع، ثم بدأ العمل الميداني للمشروع، مبينًا أنه حدّد نقطتين مرجعيتين لقياس وتتبع مسافات الرحلة، وهما الكعبة المشرّفة، والمنبر النبوي، لتكونا مرجعًا لقياس المسافة من كل نقطة مرجعية إلى كل معلم على طول طريق الحج النبوي.

ويرى القاضي أن حجة النبي – صلى الله عليه وسلم – لا تزال تؤثر على مناسك الحج والعمرة حتى يومنا هذا، مبينًا أن الحجاج اليوم لا يتّبعون فقط أفعال النبي إبراهيم – عليه السلام أو السيدة هاجر –رضي الله عنها – ولكن أيضًا يتّبعون ما فعله النبي محمدعليه الصلاة والسلام منذ أكثر من 1400 عام.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا