08 يناير 2025, 3:26 مساءً
بعد أكثر من عِقْد من الحرب الأهلية التي مزّقت سوريا، ومرور شهر على سقوط نظام بشار الأسد، تلوح في الأفق فرصة جديدة لإعادة بناء الدولة المنهكة.
لكن الحكومة الانتقالية الجديدة تواجه تحديات جسيمة، بدءًا من ترسيخ الاستقرار السياسي الداخلي، ومرورًا بمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة، ووصولًا إلى كسب ثقة المجتمع الدولي.
وفي خضم هذا المشهد المعقد، تبرز جهود دولية لتخفيف العقوبات، بينما تتريث أخرى لمراقبة أداء السلطات الجديدة. فهل ستنجح سوريا في تجاوز هذه المرحلة الحرجة؟
تحولات سياسية
وشهدت سوريا تحولًا جذريًا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، حيث أعلنت جماعات المعارضة تشكيل حكومة انتقالية بقيادة هيئة تحرير الشام. ومع ذلك، تواجه هذه الحكومة تحديات كبيرة في توحيد الصفوف الداخلية، خاصة في ظل وجود تحالفات معقدة بين الفصائل المتنافسة.
كما أن العلاقة مع القوى الإقليمية والدولية تبقى عاملًا حاسمًا في تحديد مسار الأحداث، حيث تتباين المواقف تجاه النظام الجديد.
وتعاني سوريا من أزمة اقتصادية طاحنة تفاقمت بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على نظام الأسد. رغم الجهود المبذولة من قبل الحكومة الانتقالية لتحسين الوضع، فإن العقوبات ما زالت تعيق وصول المساعدات الإنسانية وتعافي الاقتصاد.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى أن بعض العقوبات قد تُرفع سريعًا، خاصة تلك التي تعرقل المساعدات الإنسانية، لكن العقوبات الموجهة ضد بشار الأسد وحلفائه ستستمر، وفقًا لـ"فرانس برس".
جهود دولية
وتقود ألمانيا مباحثات داخل الاتحاد الأوروبي لتخفيف العقوبات عن سوريا، مع التركيز على تخفيف المعاناة عن الشعب السوري في قطاعات محددة مثل الطاقة والتحويلات المالية. وقد أصدرت الولايات المتحدة إعفاءات مؤقتة من العقوبات لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، لكن القرار النهائي يتطلب إجماعًا أوروبيًا.
وعلى الرغم من الخطوات الإيجابية نحو تخفيف العقوبات، فإن مستقبل سوريا يبقى غير واضح. الحكومة الانتقالية تواجه مهمة شاقة في إعادة بناء المؤسسات وتوفير الخدمات الأساسية للسكان، بينما تحاول كسب ثقة المجتمع الدولي.
وفي الوقت نفسه، تبقى القوى الإقليمية والدولية لاعبًا رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث، مما يجعل عملية الانتقال السياسي والاقتصادي في سوريا عملية معقدة وطويلة الأمد.
وفي ظل هذه التحديات الجسيمة، يعتمد نجاح الإدارة الجديدة على قدرتها على تحقيق الاستقرار الداخلي وكسب الدعم الدولي، بينما توازن بين مطالب الشعب السوري وضغوط القوى الخارجية. ويبقى السؤال منتظرًا الإجابة: هل ستتمكن سوريا من تجاوز هذه المرحلة الحرجة وفتح صفحة جديدة في تاريخها؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.