عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

ترقب وقلق وخوف.. شبح الترحيل يُخيّم على السوريين في فرنسا

تم النشر في: 

02 يناير 2025, 4:31 مساءً

في خضمّ التحولات السياسية المتسارعة، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يجد اللاجئون السوريون أنفسهم مرة أخرى على مفترق طرقٍ مصيرية، فبينما كانت آمالهم معلقة على الحصول على ملاذ آمن في أوروبا، تحديداً في فرنسا، بعد سنوات من الحرب والنزوح، جاء سقوط نظام بشار الأسد ليُلقي بظلالٍ من الشك والريبة على مستقبلهم، وقرار الحكومة الفرنسية بتعليق دراسة طلبات اللجوء للسوريين أثار موجة من القلق والخوف بين أوساط هذه الجالية، التي باتت تعيش بين مطرقة واقعٍ فرنسي يكتنفه الغموض وسندان مستقبلٍ لم يتضح بعد.

وضع مُعلّق

ويعيش طالبو اللجوء السوريون في فرنسا حالة من الترقب والقلق العميق بشأن مصير ملفاتهم، خاصة بعد إعلان الحكومة الفرنسية تعليق البت في طلبات اللجوء عقب التطورات الأخيرة في ، وهذا القرار المفاجئ وضعهم في خانة الانتظار القاتل، فهم غير قادرين على المضي قدماً في حياتهم في فرنسا، وفي الوقت نفسه يخشون العودة إلى وطنٍ لا يزال يعاني من عدم الاستقرار السياسي والأمني، هذا الوضع المُعلّق يُعيق اندماجهم في المجتمع الفرنسي، ويُحرمهم من حقوقهم الأساسية كالحق في العمل والتعليم والسكن.

وبعد أكثر من عقدٍ من الصراع، سقط نظام الأسد بشكل مفاجئ، لكن هذا السقوط لم يجلب معه الاستقرار المنشود، فمع تولي شخصيات جديدة مقاليد السلطة، تُثار مخاوف جدية لدى طالبي اللجوء من العودة إلى سوريا، وهذه المخاوف تتفاقم بسبب عدم وضوح الرؤية السياسية للمستقبل، واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الوضع الأمني وحقوق الإنسان، وتمثل العودة إلى سوريا في ظل هذه الظروف تُعتبر بالنسبة للكثيرين بمثابة قفزة في المجهول.

شهادات حية

ورشا صحفية سورية من الأقلية الدرزية، غادرت سوريا عام 2018 هرباً من الأوضاع الأمنية، ثم لجأت إلى فرنسا في أبريل 2024 بحثاً عن الاستقرار. اليوم، تشعر بالعجز بسبب وضعها غير الواضح الذي يمنعها من العمل أو تأمين مسكن، وتقول رشا: "كأننا في نوع جديد من السجن".

وماهر، طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 24 عاماً، يعيش اليوم الالتحاق بالجامعة، لكن شبح مصير ملف لجوئه يُخيّم على مستقبله، بعد تهجيره القسري عام 2017، فرّ إلى تركيا ثم إلى فرنسا، اليوم، يعيش ماهر حالة من القلق والترقب بشأن مستقبله في ظل مشهد سياسي سوري لا يزال غامضاً ومضطرباً.

وسرحان (اسم مستعار)، صحافي وناشط حقوقي سوري، وصل إلى فرنسا قبل نحو شهرين من سقوط بشار الأسد، ويخشى اليوم أن يتم تعليق دراسة طلبات لجوء السوريين وأن يكون مُجبراً على العودة، حيث الوضع السياسي والحقوقي لم يتضح بعد، وفقاً لـ"فرانس برس".

أبعاد قانونية

وأوضح المحامي المختص بالهجرة واللجوء باسم سالم أن تعليق طلبات اللجوء للسوريين في الاتحاد الأوروبي لم يتعدَّ مرحلة الدراسة، ولم يتم أي تعليق فعلي، وأشار إلى أن الإجراء الحالي ربما يؤدي فقط إلى تأخير معالجة الطلبات، وأن القانون الفرنسي يُلزم السلطات بالبت في طلبات اللجوء في غضون ستة أشهر.

وينصح المحامي الأشخاص الذين لم يقدموا بعد أسبابهم لطلب اللجوء أو الذين يخططون لتقديم ملفاتهم بتسليط الضوء على أسباب تتجاوز سقوط النظام، فاللجوء لا يقتصر فقط على القضايا السياسية، بل يمكن أن يشمل قضايا شخصية مثل الخوف من التجنيد الإجباري، أو التعرض للاضطهاد بسبب العرق أو الدين.

ويلقي هذا القرار بظلاله على جوانب عديدة من حياة اللاجئين السوريين في فرنسا، فبالإضافة إلى الوضع النفسي الصعب الذي يعيشونه، يواجهون صعوبات في الاندماج الاجتماعي والاقتصادي، وعدم القدرة على العمل أو الدراسة يُعيق بناء مستقبلهم في فرنسا، ويزيد من شعورهم بالعزلة واليأس، كما أن هذا الوضع يُؤثّر على علاقاتهم الاجتماعية وعائلاتهم، التي تعيش أيضاً حالة من عدم اليقين.

ويبقى السؤال المطروح: ما هو مصير اللاجئين السوريين في فرنسا؟ هل سيتم البت في طلباتهم قريباً؟ وما هي الضمانات التي ستقدمها الحكومة الفرنسية لحماية حقوقهم؟ وهل سيكون الوضع في سوريا آمناً بما يكفي لعودتهم؟ هذه الأسئلة تبقى بلا إجابات واضحة حتى الآن، وتُبقي اللاجئين السوريين في حالة من الترقب والخوف من المجهول، ما هي الخطوات التي يجب على المجتمع الدولي اتخاذها لضمان حماية اللاجئين السوريين في هذا الوضع المُعقّد؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا