26 ديسمبر 2024, 1:53 مساءً
تتجلى، في قلب منطقة "الحرة" جنوب تبوك، شواهد التاريخ على هيئة فنون صخرية فريدة، تُعد وثائق حية تسرد قصص حضارات قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين؛ فالمنطقة التي اشتهرت بطبيعتها البركانية وتضاريسها الوعرة، كانت يومًا ما موطنًا لإنسانٍ استطاع التفاعل مع بيئته والتعبير عن أفكاره ومعتقداته من خلال الفن الصخري.
وتُظهر الفنون الصخرية مشاهد الصيد باستخدام أدوات بسيطة، وأُخرى توثق فصائل الحيوانات التي عاشت في تلك الحقبة، مثل المها والغزلان والنمور، بالإضافة إلى مشاهد اجتماعية تعكس طريقة حياة المجتمعات القديمة، كما تظهر مجموعة من النقوش التي تمثل رموزًا وأشكالًا تحمل دلالات دينية أو ثقافية أو وسومًا قبلية قديمة؛ مما يجعلها كنزًا معرفيًّا للباحثين في مجال علم الآثار والتاريخ الإنساني.
وتُبرز الفنون الصخرية أهمية منطقة تبوك بوصفها نقطة عبور للتجار والقوافل عبر العصور، وموقع ربط بين الجزيرة العربية ومناطق مجاورة مثل مصر القديمة وبلاد الشام وبلاد الرافدين ومناطق البحر الأبيض المتوسط وآسيا؛ مما جعلها مركزًا مهمًّا لتبادل الثقافات والسلع.
وبحسب المسوحات الأثرية الصادرة من هيئة التراث: فإن منطقة تبوك تحتوي على أعداد ضخمة من الفنون الصخرية والكتابات القديمة، التي تعود إلى فترات تاريخية متنوعة، وتختلف من حيث الزمان والمكان، وتتنوع بين نقوش ثمودية ونبطية ولحيانية ونقوش من العصور الإسلامية، ولعل آخر ما أعلن عنه، ما اكتشف في المنطقة من نقوش "ثنائية الخط" في قرية علقان، التي تعود في تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، وتتكون من ثلاثة أسطر كُتب اثنان منها بالقلم الثمودي، وسطر كُتب بالخط العربي المبكّر؛ الأمر الذي أكدت من خلاله "الهيئة" حصولها على رؤى علمية جديدة تتمثل في التزامن التاريخي للكتابة بالقلم الثمودي والخط العربي المبكر، إضافة إلى استمرارية معرفة الكتابة بالقلم الثمودي لدى المجتمعات القديمة حتى القرن الخامس الميلادي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.