بعد اختياره مصطلح العام في 2024، قدّمت خبيرة أمريكية تفسيرًا علميًّا لظاهرة "تعفن الدماغ"؛ مؤكدة أن قضاء ساعات طويلة في تصفح "مواد تافهة" عبر الإنترنت، هو نوع من الإدمان، وأن جزءًا من الدماغ مرتبط بشكل مباشر بالإدمان على الإنترنت.

وحسب تقرير على موقع قناة "فوكس نيوز ديجيتال" الأمريكية، اختار قاموس أوكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ"؛ ليكون مصطلح العام 2024، بعدما حصل هذا المصطلح على 37 ألف صوت من مجتمع الجامعة على مستوى العالم.

ووفقًا لتعريف أوكسفورد، يشير "تعفن الدماغ" إلى "تدهور الحالة العقلية أو الفكرية للشخص، نتيجة للإفراط في استهلاك وتصفح مواد تعتبر تافهة أو غير صعبة، عبر الإنترنت".

ويعتقد بعض الخبراء أن التصفح المستمر الذي لا ينتهي لوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المحتوى عبر الإنترنت يفعل ذلك بالضبط، إنه يؤدي إلى "تعفن أدمغتنا".

ونقل موقع "فوكس نيوز ديجيتال" عن عالمة الأعصاب السلوكية الدكتورة كيرا بوبينيت، أن هناك وعيًا متزايدًا بتعفن الدماغ وعواقبه.

وقالت "بوبينيت"، مؤلفة كتاب "الدماغ الذي لا يمكن إيقافه": "من الطبيعي أن يواجه الناس صعوبة في مدى انتباههم إلى ما يفعلون، إنهم يشعرون بضبابية الدماغ، لديهم تركيز أقل.. لا يمكنهم القيام بعمل عميق.. ثم هناك أيضًا وباء الوحدة المتربص بنا؛ لأننا لا نستطيع حقًّا التركيز على أي شيء؛ بما في ذلك بناء العلاقات".

ووفقًا لـ"بوبينيت"، فإن جزءًا معينًا من الدماغ، يسمى العنان، مسؤول عن مواصلة التصفح والتمرير اللانهائي لمواد تافهة على الإنترنت.

"العنان" هو جزء مركزي من الدماغ يشارك في وظائف مهمة مختلفة؛ بما في ذلك الدافع واتخاذ القرار؛ ولكن عند تنشيط هذه المنطقة، فإنها قد "تقتل لدينا الدافع للمحاولة"، حسب "بوبينيت".

وقالت "بوبينيت": "إنه في نفس اللحظة التي يعلم فيها شخص أنه يجب عليه القيام بعمل أو مهمة جادة وضرورية؛ فإنه يفعل شيئًا آخر بدلًا من ذلك، حيث يقوم بالتصفح المتواصل".

وقالت: "في أي وقت تتجنب القيام بعملك، فإن هذه المنطقة من الدماغ تعمل وتدفعك لترك ما هو مهم ومفيد من أجل مطالعة مواد تافهة".

وحذّرت "بوبينيت" من أن هذه هي الطريقة هي التي يمكن أن تتشكل بها إدمانات وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يمكن لهذا الجزء من الدماغ أن يجعل التوقف عن التمرير "مؤلمًا للغاية".

وفقًا لـ"بوبينيت"، لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لتجنب تعفن الدماغ.

وقالت إن المفتاح هو معرفة ما هو الأفضل للفرد، والذي يتضمن "تعديل السلوك".

وأضافت: "البشر مرنون للغاية"؛ "بمجرد أن نعرف حقيقة ما يحدث لأدمغتنا، يمكننا أن نفعل شيئًا لعلاج ذلك".

وقدم الدكتور دون جرانت، المستشار الوطني لإدارة الأجهزة الصحية في نيوبورت هيلث كير في لوس أنجلوس، بعض النصائح لتجنب الوقوع في التصفح الذي لا نهاية له، وخاصة للأطفال.

وقال دون جرانت: إن الإنترنت شبكة معلومات مؤرشفة إلى الأبد، فلن تفقد شيئًا، وليس هناك سبب للبقاء على الإنترنت.

وينصح "جرانت" الناس بتقسيم أوقاتهم على الإنترنت إلى 80% محتوى "مفيد"، و20% ترفيه.

ويطالب الناس بتخصيص وقت لا يتصفح فيه الإنترنت، حين يجلس مع أفراد الأسرة أو يطالع كتابًا.

كما ينصح "جرانت" بالخروج ومقابلة الأصدقاء والأقارب، أو ممارسة بعض الأنشطة بالخارج.