ولا تقتصر معاناة سكان الحي على ذلك، بل تتجاوزه إلى الازدحام المروري في الطرق لعدم وجود شوارع نافذة، لاسيما وأنه يحاذي من جهة الغرب الإدارة السابقة للسجون، ومن الشمال مجمع الإسكان لقوات الأمن، وجنوبا شارع عبدالعزيز بن باز، وشرقا شارع عامر بن أبي ربيعة.

مطالب سكان جوهرة المروة، تركزت على توفير الخدمات البلدية من سفلتة وردم الحفر في الشوارع والطرق وتسريع تنفيذ شبكات الصرف الصحي التي تنفذها شركة المياه الوطنية منذ شهور عدة ولم تنجزها حتى الآن، إضافة إلى توفير حدائق عامة داخل الحي.

نسخة مطورة من العشوائية

يقول محمد صالح وفهد الغامدي وخالد الذيابي ونوف الفيصل، وعبدالمحسن العطاس، وأحمد حاسن (من سكان الحي): يعتبر المروة 4 أحدث نسخة مطورة من أحياء المروة لكنه يعاني من عدم توفر الخدمات البلدية، فالحفريات والتسربات المائية والمطبات العشوائية تنتشر في الشوارع الداخلية. وأضافوا: نتطلع إلى إعادة سفلتة الطرق والشوارع وليس عمل ترقيع ومعالجة الهبوطات في الطرق، وإيجاد طرق نافذة تسمح بالدخول والخروج بشكل انسيابي لا يسبب الازدحام المروري، مشيرين إلى أن بعض الشوارع الداخلية تشبه الأزقة وهو عيب في تخطيط الموقع ما يعيد إلى الذاكرة الأحياء العشوائية، ويوجد شارع مهم عرضه لا يتعدى 5 أمتار يقع بين عمائر جديدة وتتحرك فيه المركبات بصعوبة قرب مسجد صالح الغامدي وجواره عشرات المباني الجديدة وشقق التمليك الفاخرة.

وتظل مخاوف الأهالي من وجود ممرات أشبه بالأزقة في الحي الجديد ما قد يحول الحي إلى العشوائية.

ورصدت «عكاظ»، في جولتها الميدانية في الحي من الجهة الشرقية، حركة عمرانية كبيرة وعدم وجود مخارج كافية من الحي ما يخنقه مروريا ويربك حركة السير، لا سيما في أوقات الذروة، كما يتوقع تزايد الازدحام المروري بعد إنشاء مول مصغر جنوب الحي ما يزيد من الضغط المروري على شارع عبدالعزيز بن باز كونه الشريان الأوحد من جهة الجنوب. ورصدت «عكاظ» بالصور وجود حفر وتراكم مياه في الشوارع.

ويعد شارع عامر بن أبي ربيعة، الشريان الأهم للأهالي، ويقع قرب جسر بريمان من الجنوب إلى الشمال وينتهي قبل شارع حراء في نقطة التقاء مقاربة لحي الحرمين، ويشهد زحاما كبيرا للقادمين داخل الحي مع الخارجين منه في الشارع المحاذي والموازي لشارع حراء من الجهة الجنوبية.

أهالي أحياء المروة 4 الذين لا يجدون غير شارع عامر بن أبي ربيعة للانتقال والعبور وهو الشارع المزدحم دوما كونه يخدم 6 أحياء ويكتظ بنشاط تجاري كبير تصاحبه زحمة واختناقات مرورية ومشاريع للصرف الصحي عرقلت الحركة المرورية في منتصف الطريق، فضلا عن وجود تقاطع كبير يشهد زحاما كل صباح.

طريق حيوي يحقق الانسيابية

يكرر الأهالي مطالباتهم لأمانة جدة، بالعمل على تخطيط شارع إضافي للحي عبر تحويل الممر الضيق المظلم والمهمل والمليء بالمطبات والحفر من الجهة الغربية وتحريره من الازدحام المروري والذي ينتهي بطريق الأمير متعب (الأربعين).ويقول الأهالي، إن مطالبتهم لأمانة جدة، لا تزال قائمة بسرعة معالجة أوضاع الحي ميدانيا، وفي تحرير الممرات الداخلية وتهيئة الشوارع الداخلية.

خدمات غائبة وتوصية معطلة

في تقرير إعلامي لأمانة جدة نشر مطلع ذي الحجة 1444هـ، حول تحسين الخدمات البلدية من خلال نشر الملاحظات في أحياء جدة، قالت الأمانة: تمت معالجة الحفر في الشوارع الرئيسية والفرعية بحي المروة ضمن نطاق بلدية المطار الفرعية، ومعالجة البلاغات الواردة بشكل مستمر. وفيما يشتكي السكان من حال الشوارع قالت الأمانة إن الإدارة المختصة تجري رصدا وتقييما لحالة الأسفلت لجميع شوارع حي المروة وأعمال الصيانة مجدولة حسب خطة الصيانة.

وفي ما يخص المطالبة بإيجاد الحلول المرورية لشارع عامر بن أبي ربيعة وفتح الطريق شمال شرطة النزهة، قالت الأمانة في تقريرها: تبين أن الشارع مدرج في الخرائط المعتمدة بالمستكشف الجغرافي لأمانة جدة باسم شارع ربوعة وهو نافذ وممتد من الناحية الشرقية عند التقائه مع شارع عامر بن أبي ربيعة إلى نهاية المخطط السكني في المنتصف، ثم يتغير اسم الشارع من شارع ربوعة إلى شارع عامر بن أبي ربيعة ويمتد غرباً إلى مسار الخدمة لطريق الأمير متعب، ويقع هذا الجزء من الشارع بين إسكان وزارة الداخلية وشرطة النزهة. وأضافت، من واقع الطبيعة اتضح أن الشارع مغلق وغير نافذ من الناحية الغربية عند التقائه مع خط الخدمة لطريق الأمير متعب (انتهى رد أمانة جدة). والواقع يقول إن السيارات تعبر يوميا الشارع النافذ إلى طريق الأمير متعب محفوفا بالمخاطر كون الشارع (الممر) غير مسفلت وغير مضاء ومليء بالمطبات والحفر بكل الأحكام ما يعرض المركبات للخطر.

وزادت أمانة جدة في تقريرها المنشور على موقعها الرسمي: «سبق أن أوصت اللجنة المرورية بفتح شارع عامر بن أبي ربيعة الذي يفصل بين حي المروة 4 و5 (بين شرطة النزهة وإسكان وزارة الداخلية)، وذلك لتسهيل مرور المركبات إلى المخططات السكنية لعدم وجود منافذ كافية للحي وتخفيف الضغط المروري على الشوارع الأخرى، وذلك بعد التنسيق مع الجهات الأمنية ذات العلاقة»، إلا أن التوصية مضى عليها أكثر من 17 شهراً ولم تنفذ، هكذا يقول السكان.