كشفت مسؤولة أمريكية في البيت الأبيض، الأربعاء، أن قراصنة صينيين اخترقوا ثماني شركات اتصالات أمريكية على الأقل، ضمن حملات للتجسس على شخصيات سياسية أمريكية بارزة.

وقالت نائبة مستشار الأمن القومي، آن نيوبرغر، للصحفيين إن هذه الجهات الصينية لم يتم إزالة نشاطها عن شبكات الاتصالات الأمريكية، محذرة من حدوث اختراقات مستمرة للاتصالات.

ونقلت شبكة "سي أن أن" عن نيوبرغر قولها "إن المسؤولين الأمريكيين لا يعتقدون أن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى معلومات سرية".

وهذا الأمر يعتبر أحدث نشاط قرصنة تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عنه في إطار الحملات التي تستهدف الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي كبير لم تكشف اسمه قوله إن "كمية كبيرة" من البيانات الوصفية للأمريكيين سرقت في حملة تجسس إلكتروني نفذتها مجموعة قرصنة صينية يطلق عليها "إعصار الملح" أو "سولت تايفون".

وفي اتصال مع صحفيين، رفض المسؤول تقديم أرقام محددة لكنه قال إن وصول الصين إلى شبكات اتصالات الأمريكيين كان واسع النطاق، مضيفًا أن خطر "الاختراق المستمر" قائم.

وقال المسؤول إن البيت الأبيض جعل التعامل مع قراصنة "سولت تايفون" أولوية للحكومة الاتحادية، وإنه تم إطلاع الرئيس بايدن عدة مرات على الاختراقات.

وحسب موقع "الحرة"، تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قدم فيه مسؤولون كبار في الاستخبارات الأمريكية "إحاطة سرية" لأعضاء مجلس الشيوخ، الأربعاء، بشأن حملات القرصنة الصينية.

وأكد مسؤولون من مكتب التحقيقيات الفيدرالية ووكالة الأمن السيبراني أن شركات الاتصالات عملت لفترة طويلة للتخلص من الاختراقات، فيما كانت كبرى شركات الاتصالات من بين هذه الشبكات التي تعرضت لاختراقات.

ومطلع 2014، أعلنت السلطات الأمريكية تفكيك شبكة من القراصنة الإلكترونيين تتمركز في الصين وتعرف باسم "فولت تايفون"، متهمة إياها باختراق بنى تحتية رئيسية في الولايات المتحدة بهدف تعطيلها حال نشوب نزاع.

يشتبه بأن الشبكة التي تنشط منذ العام 2021 مجهزة لشل قطاعات تتراوح من الاتصالات إلى النقل والحكومة.

في مايو 2023، اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها مجموعة "فولت تايفون" التي توصف بأنها "مجموعة قرصنة ترعاها الدولة" الصينية، باختراق شبكات بنى تحتية أمريكية حيوية، وهي اتهامات نفتها بكين حينذاك أيضًا.

ويؤكد باحثون ومسؤولو أجهزة استخبارات غربية إلى أن القراصنة الصينيين أصبحوا ماهرين في اختراق الأنظمة الرقمية للدول الخصمة لجمع أسرار تجارية، بحسب وكالة "فرانس برس".

وعام 2021، اتهمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وحلفاء آخرون الصين بتوظيف "قراصنة يعملون بعقود" لاستغلال ثغرة في أنظمة البريد الإلكتروني التابعة لشركة "مايكروسوفت"، ما سمح لوكلاء الأمن التابعين للدولة بالوصول إلى معلومات حساسة.

وذكرت بيانات حكومية أمريكية وتقارير إعلامية أن الجواسيس الصينيين اخترقوا وزارة الطاقة الأمريكية وشركات المرافق العامة وشركات اتصالات وجامعات.