16 نوفمبر 2024, 11:33 صباحاً
استطاعت سلسلةُ "وثائقيات حنا" التي تعرضها القناة الثقافية، صناعةَ وجه جديد للأفلام السعودية التي تقوم على الصحافة الاستقصائية بهدف إبراز النماذج السعودية وغيرها من الأحداث بطريقة السرد القصصي المثير، وكتابة القصة بالوقوف على أرضها والالتقاء بأبطالها في مختلف المجالات الإنسانية والإبداعية، حتى استطاع هذا البرنامج السعودي وضع بصمة مميزة في عالم الوثائقيات مُغيِّرًا مفهومَها، كما تسعى السعودية اليوم في توظيف الكوادر الإعلامية واستثمارها في إظهار العادات والقيم والنماذج الناجحة بأسلوب جديد غير تقليدي بعد اختيار الفكرة، ثم الإعداد والتخطيط، وأخيرًا التنفيذ المدروس.
خاض معدُّ ومقدم البرنامج صانع الوثائقيات "أحمد العثمان" في آخر هذه الأفلام، تجربةً جديدة مليئة بالتحديات والمغامرات، فطار للهند حاملًا في جعبته سؤالًا يتيمًا: "ما حال العمالة الهندية ممن عاشوا في السعودية بعد عودتهم لبلادهم؟" فمكث شهرًا كاملًا يتنقّل بينهم يستوضح منهم ويطرق صمتهم بحثًا عن جوابٍ شافٍ لسؤاله، هذه الرحلة وما فيها من استفسارات حرّكت أشجان الهنود الذين قضوا حياتهم بين السعوديين وعرفوا سرّ طيبة مجتمعنا، حتى إن أحدهم أتقن اللهجة الشمالية بسبب حبهم لهم.
كما كشف رجل الأعمال الهندي "يوسف علي" سر ضخه مليارَيْ ريال، ويتطلّع لاستثمار مليار آخر في الاقتصاد السعودي، بفضل الله ثم برؤية يقودها سمو ولي العهد، مع قوة الاقتصاد السعودي الصاعد مع الأمن والاستقرار، وطموح الشباب السعودي.
وفي فيلم استثنائي وقصة مختلفة، كانت البوصلة تتجه لمحافظة مهد الذهب، والهدف كنزٌ تحت الأرض، نعم؛ فهناك العشرات من أبناء هذه المحافظة يعملون بعيدًا عن أشعة الشمس في الأعماق الأرضية لاستخراج ما تزخر بهم أرضهم من الثروات النفيسة.
الرحلة تحفُّها المخاطر وطريقها غير ممهد وغير سهل، فواجه صانع الوثائقيات مقدم البرنامج مصاعب عديدة قبل تسجيل الفيلم مع نفس الشخصيات التي تشارك في التنقيب عن المعادن باهظة الثمن، فهم يمثلون 90% ممن يعملون في المنجم.
ونجح الفيلم من سرد قصة أبطالها شباب هذا الوطن ممن يقضون وقتًا طويلًا أسفل الأرض تصل لـ28 يومًا، وعند انتهاء مهمتهم يعودون لأنشطتهم الأخرى في رعي الإبل والتنقل في الصحاري.
وفي أحد الأفلام التي لاقت أصداء واسعة سعى البرنامج لنقل حياة توأمين سياميين خضعوا لعملية فصل على يد الجرّاح الماهر الدكتور "عبدالله الربيعة" عام 2002 ميلادي، بالطبع نسي العالم هذه العملية لكن برنامج "وثائقيات حنا" لم ينسَ هذه الجراحة المعقّدة التي أكسبت المملكة مكانة طبية عالمية في هذا العلم الدقيق.
كان السؤال الحائر: أين هؤلاء التوأم بعد 22 سنة؟ فالموعد المطار والرحلة تنادي لماليزيا، أقلع صانع الوثائقيات صوب الهدف، وحين التقى التوأم دار حديث حميمي لم يخلُ من ذكريات فصل إنسانين كانا في يوم جسدًا واحدًا، مؤكدين أنهما لم ينسيا فضل المملكة ونجاحها في هذا الجانب، وأعطيا الزميل "أحمد العثمان" رسالة للدكتور "الربيعة" فيها معاني الامتنان والشكر مليئة بمشاعر لطيفة مؤثرة.
وفي الفيلم الرابع كانت التجربة مختلفة لنقل الحياة الجبلية في الجنوب السعودي، وتحديدًا جبال الحشر بجازان، مع معمّرين سعوديين، وعلى مدى ثلاثة أيام وداخل التضاريس والصخور مع صعوبة العيش هناك؛ خرج الفيلم بحكاية تروي جانبًا من أنماط الحياة وسر الطبيعة الجنوبية والتنوع في العادات السعودية، مع اختلاف السلوك اليومي حتى انعكس على صحة السكان هناك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.