وطبقا للأطباء، لا يقف حب الشباب عند هذه الأشكال، إذ تكون أحياناً مرتبطة بالحالة النفسية للمصاب، كما أن المتقدمين في السن غير مبرئين من الإصابة به، فللمرض أسباب، كما تقول طبيبة الجلدية والتجميل الدكتورة أسماء الوكيل، إذ يطلق عليه هذا الاسم لأنه يرتبط غالباً بفترة المراهقة أو سن الشباب، إذ تحدث تغيّرات هرمونية تؤثر على البشرة وتزيد من إفراز الزيوت، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن يظهر حب الشباب في مراحل عمرية أخرى.
فحب الشباب يظهر عادة في المناطق التي تحتوي على عدد كبير من الغدد الدهنية؛ مثل الوجه، الظهر، الكتفين، والصدر، ويمكن أن يظهر حب الشباب في مناطق مثل الرقبة والفخذين لكن بشكل أقل شيوعاً.
رؤوس بيضاء والتهابية
الدكتورة أسماء الوكيل، تعزو ظهور حب الشباب في الوجه أكثر إلى أن الوجه يحتوي على تركيز أعلى من الغدد الدهنية مقارنةً بمناطق أخرى من الجسم، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بحب الشباب، ولا تقتصر الإصابة بحب الشباب على الفتيات، إذ إن كلا الجنسين يصابان به، لكن الفتيات قد يتأثرن بشكل مختلف بسبب العوامل الهرمونية مثل الدورة الشهرية والحمل، إذ يمكن تقسيم حب الشباب إلى أنواع مختلفة مثل الرؤوس السوداء، الرؤوس البيضاء، والحبوب الالتهابية مثل العقيدات والكيسات، إذ إن بعض أنواع حب الشباب، خصوصاً الحبوب الملتهبة والكيسية، قد تترك ندوباً دائمة على الجلد يمكن التخلص منها بعلاجات مثل الليزر، التقشير الكيميائي، أو المراهم التي تحتوي على مواد تساعد على تجديد خلايا الجلد.
وعن مدى تأثير الطقس على ظهور حب الشباب تقول الدكتورة أسماء: «إن الطقس الحار والرطب يمكن أن يزيد من إفراز الزيوت ويسبب انسداد المسام، مما يؤدي إلى تفاقم حب الشباب. بينما الطقس البارد والجاف قد يؤدي إلى جفاف البشرة الذي يمكن أن يحفز إنتاج المزيد من الزيوت».
التقشير ليس حلاً
تختلف مدة الإصابة من شخص لآخر، كما تقول الدكتور أسماء الوكيل، لكن حب الشباب يمكن أن يستمر لسنوات، وقد يقل تدريجياً مع التقدم في العمر. فكلا الجنسين معرضان لحب الشباب، لكن الرجال قد يعانون من حب الشباب لفترات أطول بسبب الهرمونات الذكورية (الأندروجينات) التي تزيد من إنتاج الزيوت.
وعن فعالية التقشير على حب الشباب تقول: «إن التقشير يمكن أن يساعد في إزالة خلايا الجلد الميتة وتقليل انسداد المسام، لكنه قد يؤدي إلى تهيج البشرة إذا استخدم بشكل غير صحيح»، منوهة بأن استخدام أجهزة التجفيف قد تسبب جفاف البشرة، مما يحفز الغدد الدهنية على إفراز المزيد من الزيوت وبالتالي تفاقم حب الشباب.
لا ليمون ولا زبادي
استشارية الجلدية والتجميل والليزر الدكتورة شيرين الخليفي تقول: «إن حب الشباب عبارة عن طفح جلدي يصيب البشرة، ويكون علي شكل حبوب بيضاء أو حمراء أو رؤوس سوداء أو حتى خراجات صغيرة، ويفضل علاجه وعدم إهماله لما له من تأثير كبير على نفسية المراهقين والشباب، وليس له عمر محدد، ويمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر من سنة إلى ٥٠ والأكثر شيوعاً مرحلة الشباب من ١٣ إلى ٢٥ بسبب نشاط الهرمونات التي تؤثر على الغدد الدهنية وتزيد من نشاطها في هذه الفترة، ويمكن أن يظهر في أي مكان في الجسم وغالباً يتركز في منطقة الوجه والظهر».
وتنصح الدكتورة شيرين، الفتيات بعدم استخدام الماسكات مثل الليمون أو اللبن الزبادي ما يفاقم المشكلة، إذ يوجد كثير من المنتجات الطبية التي تعد علاجات فعّالة في علاج المشكلة.
ابتعدوا عن هذه استشاري جراحة التجميل الدكتور أحمد بخش، يرى أن جراحة التجميل يمكن أن تعالج آثار حب الشباب، فإذا كانت الآثار عميقة يمكن أن تزال جراحياً مثل الندبات ويتحسن مظهر الجلد ويشدد بالابتعاد عن تناول الدهون والمشروبات الغازية، والإكثار من شرب الماء وممارسة الرياضة لتجنُّب الإصابة بحب الشباب وما يتبعه من تداعيات.
وعن مدى علاقة التغذية بتفاقم أو التخفيف من أعراض حب الشباب، أكدت أخصائية التغذية العلاجية بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة رنيم طلال جيجاوي، أن تناول الأطعمة العالية بالكربوهيدرات مثل الخبز، الكعك-، البان كيك، الكورن فليكس والأطعمة المعدة مثل الوجبات السريعة والشيبسات واللحوم المصنعة كالبرجر والنقانق والمرتديلا تزيد من تفاقم حب الشباب.
ويساعد تناول أنواع من الأغذية على تقليل وعلاج حب الشباب ومن هذه الأغذية الغنية التي تحتوي على أوميجا٣ مثل السالمون واللوز والجوز وبذور الكتان، فهذا النوع من الدهون الصحية يساعد على مقاومة التهابات حب الشباب وسرعة التعافي، ومن الأغذية المعالجة تلك الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات ومنتجات الحبوب الكاملة ومشروبات مثل النعناع والشاي الأخضر والعسل.
35 دراسة نفسية
على الصعيد النفسي، أكدت الأستاذ المشارك في تمريض الصحة النفسية والعقلية بكلية التمريض بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة لجين سعود شريف، أن الدراسات الحديثة تُشير إلى دور الضغوط النفسية في تفاقم حب الشباب، ما يستدعي تسليط الضوء على هذه العلاقة؛ إذ تم نشر مراجعة منهجية حديثة في مجلة (Nature) هدفت إلى تحليل نتائج ٣٥ دراسة بحثية عن وبائيات حب الشباب حول العالم والتحقيق في العوامل التي تؤثر بشكل كبير من خطر ظهور الحالة.
وفقًا لنتائج المراجعة المنهجية، يظهر أن العوامل المحتملة التي من المرجح أن تؤثر على ظهور حب الشباب وشدته هي التاريخ العائلي ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ومع ذلك، هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث حول العوامل الغذائية، والتدخين، والضغط النفسي، ومدة النوم لفهم تأثيرهم على ظهور حب الشباب وشدته. إذ أظهرت دراستان من الدراسات الـ35 التي تم تحليلها ارتباطاً كبيراً بين الضغط النفسي العالي كعامل خطر لأشكال أكثر شدة من حب الشباب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.