06 نوفمبر 2024, 11:22 صباحاً
مع اقتراب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، أعلنت الصين استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة على أساس "الاحترام المتبادل"، ورغم هذا التصريح، يرى الاستراتيجيون الصينيون أن بكين تتوقع صراعًا محتملًا مع واشنطن في قضايا تتعلق بالتجارة والتكنولوجيا والأمن العالمي، مما يشير إلى تصعيد محتمل في المنافسة بين القوتين.
توتر متزايد
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: إن السياسة الصينية تجاه الولايات المتحدة تظل ثابتة، مؤكدةً رغبة بكين في "التعايش السلمي والتعاون المفيد للطرفين"، لكن مع عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي، يرى الخبراء أن الصين قد تكون مستعدة لمرحلة جديدة من المنافسة، مع توقعات بفرض تعريفات جمركية وازدياد الخطاب التصعيدي من واشنطن، وفقًا لـ"رويترز".
يقول تونغ زاو الباحث في صندوق كارنيجي للسلام الدولي: إن الصين قد تسعى للحفاظ على علاقات ودية ظاهريًا مع ترامب، لكنها ستكثف في الوقت نفسه استعراض قوتها عالميًا. ويضيف أن عودة ترامب قد تكون غير مرغوب فيها لدى بكين، لكنها ليست غير متوقعة بالكامل؛ نظرًا لسياسته الخارجية التي تتسم بالانعزالية والتي قد تتيح للصين مساحة لتوسيع نفوذها.
تحليل الاستراتيجية
دا وي، مدير مركز الأمن الدولي في جامعة تسينغهوا، يشير إلى أن فوز ترامب قد يعيد إشعال الحرب التجارية ويثير القلق بشأن التعريفات الجمركية المرتفعة التي اقترحها ترامب على المنتجات الصينية، والتي قد تتجاوز 60%، ومثل هذه الخطوات تهدد الاستقرار الاقتصادي الصيني، حيث تعتمد الصين بشكل كبير على السوق الأمريكية لبيع سلع تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنويًا.
ويضيف زاو أن الصين تخشى تسريع ترامب لعملية "فك الارتباط" التكنولوجي، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الصيني على المدى الطويل، وفي مواجهة هذه التحديات، يبدو أن بكين تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا وتدعيم علاقاتها التجارية مع دول مثل روسيا، كمحاولة للتصدي للضغوط الأمريكية المتوقعة.
الرد الصيني
تخطط الصين، بحسب براين وونغ، الأستاذ المساعد في جامعة هونغ كونغ، لتقديم مجموعة من الصفقات التجارية التي يمكن أن تكون محط تفاوض مع إدارة ترامب؛ بهدف تجنب التصعيد والتركيز على معالجة التحديات الاقتصادية الداخلية الملحّة.
وتسعى الصين أيضًا لتعزيز روابطها مع دول الجنوب العالمي وأوروبا، في خطوة لتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية، خاصة مع سياسة ترامب التي تركز على الانعزال والمعاملة بالمثل، وهذا التوجه يعكس استراتيجية جديدة للصين لتعزيز نفوذها الدولي في مناطق لم تصلها يد الولايات المتحدة بشكل فعّال.
قضايا إقليمية حساسة
ومن القضايا الحساسة التي قد تشهد توترًا بين الصين وأمريكا هي قضية تايوان، فقد سبق أن أثارت إدارة بايدن توترات متزايدة في هذا الملف عبر دعم عسكري مباشر لتايوان، ومع عودة ترامب، يرى المحللون أن دعمه لتايوان قد يكون أقل؛ نظرًا لسياسته المتحفظة بشأن المشاركة الخارجية، مما يخلق احتمالات مختلفة في معادلة التوازن الإقليمي.
وتشير التحليلات إلى أن الصين ستتابع عن كثب تحركات ترامب بعد فوزه، وستسعى لاستغلال أي فراغ في القيادة الدولية قد يحدث بسبب سياسات ترامب الانعزالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.